في ذكرى استهداف «الشرعية»
عبدالفتاح علي البنوس
من قال لكم بأننا ضد الشرعية ، وأننا لا نساندها ونقف إلى صفها ، وندافع عنها ، ونتضامن معها ونعلن تأييدنا المطلق لها ، وأنها هي الممثلة لنا ، والمجسدة لإرادتنا وتطلعاتنا ، كلنا الشرعية اليمنية – اليمنية ، الشرعية الوطنية التي تتمثل في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ والبرلمان اليمني الذي يمثل الشرعية الدستورية والذي نحن اليوم بصدد الحديث عنها والتطرق إليها. الشرعية الدستورية المتمثلة بالبرلمان رئاسة وأعضاء ، الذين وقفوا في وجه المغريات الكبيرة التي قدمت لهم من قبل السعودية والإمارات كثمن خيانتهم لليمين الدستورية وللوطن والشعب الذي منحهم الثقة وحملهم أمانة الحفاظ على الوطن ومراعاة مصالح الشعب ، وشكلوا لوحة صمود وثبات غير مسبوقة ، بعد أن انتصروا للوطن والشعب ، وداسوا على ريالات السعودية ودراهم الإمارات بأحذيتهم ، وشكلوا جبهة تشريعية عصية على الأعداء ، جبهة أفشلت مخططاتهم ، وقامت بتعرية أولئك المرتزقة الخونة الذين تجمعوا في سيئون لعرض مسرحيتهم الهزلية بقيادة المهرج العميل سلطان البركاني ، الذي قامت السعودية بتنصيبه رئيسا لبرلمان جمهورية الرياض الفندقية ، رغم معرفة الجميع بعدم دستورية ومشروعية هذه الخطوة ، كون الدستور اليمني أسقط عضوية البركاني وقطيع البرلمانيين في البرلمان بتهمة الخيانة العظمى ، علاوة على كون الدستور ينص على أن مقر البرلمان في العاصمة صنعاء وأن هيئة الرئاسة تنتخب بواسطة الأغلبية ، وغير ذلك من الأدلة القطعية التي تؤكد أن الشرعية اليمنية الدستورية هي التي تدير شؤون البلاد من العاصمة صنعاء ، وهي التي تمثل الشعب وتقف في صفه وتدافع عن الأرض والعرض والسيادة.. في 16أكتوبر من العام 2015م أقدمت طائرات التحالف السعودي السلولي على استهداف الشرعية الدستورية البرلمانية عندما أغارت فجرا على منزل رئيس البرلمان المناضل الشهيد الحي الشيخ يحيى علي الراعي بمسقط رأسه بقرية أفق بمديرية جهران بهدف قتل رئيس البرلمان وتمكين المرتزق الشدادي من رئاسة البرلمان كونه كان يشغل منصب نائب الرئيس ، بعد أن أدركوا بأنه لا شرعية لهم ، وأن الشرعية المزعومة التي يتشدقون بها عبارة عن ملهاة وضحك على الذقون ، كتب الله السلامة للشيخ الراعي فيما كتب الشهادة لنجله الخلوق ذي يزن الذي ارتقى شهيدا مع ثلاثة من مرافقي والده أثناء محاولته الاطمئنان على والده عقب الغارة الأولى التي استهدفت غرفة والده بشكل مباشر ، حيث باغتته طائرات الغدر السلولية بغارة جوية على مقربة من بوابة المنزل الخارجية فارق الحياة شهيدا ، فيما أصيب شقيقه الأكبر معين بإصابة بليغة وأصيب آخرون بجروح متفاوتة ، لتبقى الشرعية الدستورية البرلمانية صامدة صمود الشعب الذي منحها الثقة لخدمة الوطن والمواطن والذود والدفاع عنهما والانتصار لهما.
بالمختصر المفيد في الذكرى الرابعة لاستهداف منزل رئيس البرلمان نجدد تضامننا المطلق معه ، ومع أسر وأهالي الشهداء ، ونجدها فرصة لنؤكد لقوى العدوان ولشرعية وحكومة الفنادق ، بأن الشعب اليمني مصدر الشرعية ، وأن الشرعية هي التي يلتف حولها الشعب ويساندها ، الشرعية هي التي تدافع عن الأرض والعرض ، لا تلك التي باعت الأرض وتاجرت بالعرض والسيادة ، الشرعية هي التي تنتصر لمظلومية الشعب وعدالة القضية الوطنية ، الشرعية الصامدة الثابتة في الميدان ، لا تلك المتسكعة في غرف الفنادق والشاليهات والمراقص والملاهي الليلة.
رحم الله الشهيد ذي يزن الراعي ورفاقه وكافة الشهداء الأبرار ، وعصم الله قلوب أهاليهم وذويهم بالصبر والسلوان ، والخزي والعار للخونة العملاء والهزيمة والاندحار للغزاة المحتلين ، ولا نامت أعين القتلة الجبناء.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.