ومن التضليل الاقتصادي والسياسي الخطير القول بنجاعة القروض الربوية والمساعدات الخارجية ، لأن الدول الرأسمالية لا تمنح القروض الربوية والمساعدات حباً في الدول النامية بل هي سلاح اقتصادي وسياسي تفرض به سياستها وفلسفة نظامها بما يعزز التبعية الاقتصادية السياسية لها، وحتى لا نذهب بعيداً فإن العديد من الخبراء الرأسماليين صرحوا بأن قروضهم الربوية هي لتعزيز تبعية الدول النامية لإمبراطوريتهم، حيث يقول الخبير الاقتصادي « جون بيركس» في اعترافاته « إن ما نتقن صنعه نحن قراصنة الاقتصاد هو أن نبني إمبراطورية عالمية، فنحن نخبة من الرجال والنساء الذين يستخدمون المنظمات الدولية لخلق أوضاع تخضع الأمم الأخرى للاحتكار الذي تديره شركاتنا الكبيرة وحكوماتنا وبنوكنا، ومثل نظرائنا من رجال المافيا نؤدي نحن قراصنة الاقتصاد بعض الخدمات كمنح قروض لتنمية البنية التحتية، وبناءً محطات توليد الكهرباء، ومد طرق رئيسية، وإنشاء موانئ ومطارات، ورغم أن المال يعود بشكل مباشر تقريباً إلى مانحي القروض، فإن البلد التي حصلت على هذه القروض عليها أن تردها مع الفوائد.
الكاتب والباحث/ أحمد يحيى الديلمي