حصار المشتقات النفطية .. سلاح العدوان الأخير!
سياسيون لـ”الثورة “: العقاب الجماعي الذي تمارسه قوى العدوان سقوط أخلاقي وسلاح فاشل
أزمة وقود تتفاقم في معظم المحافظات وتحذيرات من كارثة إنسانية
احتجاز سفن الوقود والغذاء والدواء ومنع وصولها لميناء الحديدة جريمة حرب وإبادة للإنسانية
مواطنون : صرنا اليوم أكثر قدرة على قراءة المعطيات بدقة ومواجهة آثار تشديد قوى العدوان الحصار
مختصون: اضطرت شركة النفط إلى تفعيل برنامج الطوارئ للتموين .. ومخزون الشركة على وشك النفاد
مدير شركة النفط في الحديدة : نحذر العدوان من وقوع كارثة انسانية ونحملها مسؤولية تداعيات توقف الخدمات الحيوية
الثورة / أحمد كنفاني
يواصل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الامريكي على اليمن احتجاز 13 سفينة غذاء ومشتقات نفطية عرض البحر ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة منذ أكثر من شهرين، رغم تفتيشها من الأمم المتحدة والترخيص لها في محاولة لتعويض هزائمه العسكرية وخسائره وإخضاع اليمنيين لإرادته وأطماعه.
وتعاني معظم المحافظات اليمنية من أزمة محروقات خانقة دفعت شركة النفط اليمنية إلى تقنيين الكميات الموزعة عبر المنشآت التابعة لها في الحديدة وغيرها من المحافظات وإقرارها بدء العمل من جديد وفق برنامج طوارئ توزيع المشتقات النفطية خلال الفترة القادمة لحين دخول سفن المشتقات النفطية المحتجزة من دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، ودعت الشركة المواطنين وكافة القطاعات الى ترشيد الاستهلاك والتقيد بالتعليمات الصادرة منها.
وحمل العديد من أبناء المحافظات اليمنية تحالف العدوان ومرتزقتهم مسؤولية عودة الاختناقات التموينية في المحافظات نتيجة احتجازه سفن المشتقات النفطية وأكدوا لـ”الثورة ” أن تحالف العدوان ومرتزقتهم لا زالوا يمارسون أفعالهم الإجرامية وتصرفاتهم اللاأخلاقية في احتجاز سفن المشتقات النفطية لا لشيء سوى اختلاق الأزمات التموينية والتلاعب بقوت الناس ومحاولة إخضاعهم لأهدافه واطماعه دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو حتى إنساني .
مختصون أكدوا أن استمرار الأزمات التموينية وتداعياتها مرهون باستمرار احتجاز السفن النفطية من تحالف العدوان في ظل إصرار عجيب وجبان منهم على استخدام المشتقات النفطية كورقة سلاح للضغط ومضاعفة معاناة جميع فئات الشعب اليمني الصامد دون استثناء ، وفي حين يؤكد المواطنون أنهم بعد صمود خمسة سنوات في وجه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني أصبحوا قادرين على قراءة المعطيات بدقة ومواجهة آثار تشديد الحصار والضغط عليه .
من جانبه أكد مدير عام فرع شركة النفط في محافظة الحديدة محمد حسن اللكومي أن الشركة قامت بعد وصول السفينة الوحيدة “أدفنشر” لميناء الحديدة الخميس قبل الماضي بتوزيع الكمية المقدرة بنحو 30 ألف طن وفق الاحتياجات والبرامج التموينية والقضاء بشكل كامل على كافة مظاهر أزمة البنزين وإيجاد استقرار تمويني شامل في مختلف محافظات الجمهورية على الرغم من أن حمولة تلك السفينة لا تغطي الاحتياج الحقيقي للاستهلاك المحلي لأكثر من خمسة أيام في الظروف الطبيعية على أمل استمرار دخول باقي السفن النفطية المحتجزة عرض البحر.
وأوضح أن تحالف العدوان ومرتزقتهم لا زالوا مستمرين في إجراءاتهم التعسفية الممنهجة لتضييق الخناق على المواطنين وزيادة معاناتهم غير آبهين بما قد يترتب على ذلك من آثار كارثية لا حصر لها على مختلف القطاعات المرتبطة بمعيشة المواطنين وحياتهم اليومية.
ولفت محمد حسن اللكومي في تصريح لـ”الثورة ” إلى أنه ونظراً لتدني المخزون المتبقي في منشآت الشركة في الحديدة لحد كبير اضطرت الشركة لتقنيين الكميات الموزعة والعمل وفق برنامج الطوارئ والإعلان عنه لإدارة الكميات المتبقية في خزاناتها من أجل توفير الحد الأدنى من احتياج المواطنين لأطول فترة ممكنة .
ولكن اللكومي كشف أن مخزون المواد البترولية وخاصة مادة الديزل قد أصبح في الوضع الحرج والذي ينذر في حال عدم دخول سفن نفطية بصورة عاجلة عن توقف عدد من الخدمات الأساسية نتيجة عدم توفير احتياجاتها اللازمة من الوقود للتشغيل ما ينذر بكارثة إنسانية لم يشهدها العالم أجمع وإبادة جماعية لشعب بأكمله على مرأى ومسمع من الجميع.
ودعا مدير عام فرع شركة النفط في الحديدة الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية للضغط على تحالف العدوان للإفراج العاجل عن سفن المشتقات النفطية لتجنب حدوث ما لا يحمد عقباه محملاً تحالف العدوان كامل المسؤولية عما يتعرض له الشعب اليمني من حصار وعقاب جماعي في ظل صمت أممي ودولي مخز ومعيب.
وفي المقابل عبر عدد من السياسيين والاقتصاديين من داخل الوطن وخارجه لـ”الثورة ” عن إدانتهم واستنكارهم استخدام العدوان لهذه الوسيلة القذرة ” القرصنة “، وأكدوا أن العدوان الذي لم يستطع أن يصل إلى أهدافه عن طريق القصف والقتل والإرهاب يسعى إلى تضييق الخناق والحصار على الشعب اليمني ومنع المشتقات النفطية والمواد الغذائية والدوائية من الوصول إليه.
واعتبروا أن هذه السياسية والممارسات التي تقوم بها دول العدوان سقوط أخلاقي وقيمي آخر لها ولن تجدي نفعا مع شعب مثل الشعب اليمني الموصوف أبناؤه بأنهم أولو القوة والبأس الشديد مؤكدين أن العدوان ومرتزقته لجأوا إلى استخدام سلاح الحصار ومنع المشتقات النفطية بعد هزائمهم العسكرية المتلاحقة وعجزهم في مختلف الجبهات ولن يجنوا من هذا السلاح الأخير سوى الهزيمة والانكسار وجر أذيال الفشل والذل والخيبة .