” نصر من الله “.. هل تكفي ليفيق نظام الرياض؟!
منير اسماعيل الشامي
في تصريح للناطق الرسمي العميد سريع أمس كشف عن أكبر عملية عسكرية في محور نجران استمرت لعدة أشهر وشاركت فيها العديد من وحدات الجيش اليمني البرية والمدفعية والطيران المسير، والقوة الصاروخية وغيرها.
نتج عن هذه العمليات تطهير مئات الكيلومترات في محور نجران، وسقط فيها ثلاثة ألوية تابعة لتحالف العدوان مع مؤخراتهم التابعة للجيش السعودي بكامل عتادها واسلحتها وآلياتها ما بين قتلى وجرحى وأسرى وتجاوز اعدادهم الآلاف من المرتزقة ومن السعوديين ومن جنسيات مختلفة أخرى.
العميد سريع أكد في تصريحه أنه تم تأمين الأسرى وأن قواتنا نجحت في حمايتهم من غارات وقصف طيران العدوان التي شنت عليهم بهدف التخلص منهم بتصفيتهم، كما أكد على أن معاملة الجيش لهؤلاء الأسرى تتم طبقا لتوجيهات القيادة بحسن معاملتهم والإحسان إليهم.
إعلان هذه العملية العسكرية الكبرى في هذا التوقيت وبعد تسريبات نظام الرياض عبر بعض الصحف الأمريكية قبوله لمبادرة الرئيس المشاط واعلان وقفه للغارات على أربع محافظات مثلّ الرد على مراوغته هذه وكذلك أتى كنصيحة أيضا لنظام الرياض للقبول بمبادرة الرئيس المشاط والإعلان الفوري بوقف كامل لكافة العمليات العسكرية على الأراضي اليمنية فالتأخير في ذلك لم يعد في مصلحته إطلاقا، وتأكيد بأن استمراره بالمراوغة والخداع بات مكشوفا ولن يجني من ذلك إلا المزيد من الفضيحة والخسران.
وبتحليل هذه العملية العسكرية الكبرى فإنه من الصعب جدا أن نستوعب نتائجها فما نتج عنها من نتائج لا يقبلها العقل فعلا – فكيف تمكنت وحدات محدودة من جيشنا ولجاننا الشعبية أن يحققوا هذا الانتصار على ثلاثة ألوية تمتلك كل أنواع الأسلحة ومختلف الآليات العسكرية الحديثة ويساندهم الطيران الحربي ويتوفر لهم الدعم الكامل بكل أنواعه؟
هي إذن معجزة بكل المقاييس وبكل الحسابات العسكرية، وقوانينها، ودليل على التفوق العسكري لجيشنا الباسل قيادةً وتخطيطاً وتنفيذاً ودقةً وتكتيكاً.
هذه العملية العسكرية الكبرى أيضاَ تدل على احتراف نوعي وكفاءة نوعية غير مسبوقة وهي في نفس الوقت دليل على تطور كبير في قدرات جيشنا وتنام غير مسبوق في خبراته الحربية، والعسكرية، وتفوق نوعي ايضا في التحكم بالمواجهات وادارتها وتوجيهها لصالحه إذ أن مثل هذه العملية لم تحدث سابقا في تاريخ الحروب العالمية.
نتائج هذه العملية العسكرية الكبرى على النظام السعودي نتائج كارثية، وتعتبر في حد ذاتها هزيمة شنعاء لتحالف العدوان وفضيحة عسكرية مدوية.
من جهة أخرى فإن هذه العملية تشير إلى قدرة جيشنا الوطني على تنفيذ عشرات العمليات مثلها وكذلك ما هو أكبر منها أيضاً وتشير كذلك إلى أن قواتنا المسلحة اليوم قادرة على التغلغل في الأراضي السعودية وإسقاط المدن السعودية تلو المدن والسيطرة عليها، وإلحاق الهزائم بالعدو تلو الهزائم وهذا ما يجب أن يدركه النظام السعودي والنظام الإماراتي ويعوه ويقرروا مصلحتهم قبل فوات الأوان.
هذه العملية العسكرية الكبرى مع عملية الرابع عشر من سبتمبر هما رسالتان قويتان لتحالف العدوان السعوامريكي تؤكدان على أن قواتنا المسلحة باتت قادرة على تدمير الاقتصاد السعودي، واحتلال أراضيه ولا يمكن له أن يمنع حدوث ذلك مهما كانت وسائله وامكانياته ولم يعد أمامه إلا خيارين الأول هو إعلان هزيمته ووقف العدوان فورا وأن يقر بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الحرب القذرة وعن كل ما ترتب عليها، والثاني أن يستمر في التجاهل وعندئذٍ فما عليه إلا انتظار لحظة سقوطه وبالتأكيد لن يطول انتظاره.