في صدارة اهتمام العالم
عبدالله الأحمدي
القوة عز. بعد ضربات الطيران المسير على منشآت بقيق وهجرة خريص ركز العالم انظاره تجاه ما يجري في اليمن، بعد ان كانت الحرب على اليمن في خانة النسيان. يعني العالم يهمه استمرار مصالحه، ولا يهمه الآخر، وخاصة العربي، أو المسلم الذي يعامل كفائض بشري.
تلك الضربات كشفت هشاشة مملكة داعش، وأنهّا مال بدون رجال. وكل قدرتها تتركز على شراء الأنظمة والمنظمات بالرشاوى للتغطية على جرائمها المقترفة في حق الإنسانية في كثير من شعوب العالم.
للأمانة فإن تلك الضربة هزت العالم وجعلته يتخبط هلعاُ على مصالحه الاقتصادية، وبالذات النفط والغاز. وسارعت الشركات الغربية إلى رفع اسعار النفط.
هذه ضربة معلم أوقفت إنتاج وتصدير أكثر من ٧ ملايين برميل في اليوم هو أكثر من ٥٠٪ من بترول بني سعود بما يساوي أكثر من ٦٪ من الإنتاج العالمي للنفط. خسائر بني سعود اليومية في الجانب النفطي يقدرها خبراء الاقتصاد بأكثر من ٥٠٠ مليون دولار.
الأسعار ارتفعت بواقع ١٥/١٦٪ للبرميل الواحد في الأسواق العالمية..
محمد بن سلمان بعدوانه على اليمن وضع المملكة ومصالحها تحت تهديد أمني واقتصادي خطير لا يمكن التكهن بنتائجه. وفي الحقيقة فقد اتضح ان ابن سلمان يقود المملكة الى حتفها.
إذا لم توقف السعودية عدوانها على اليمن، واذا لم تسارع بالاعتراف بأخطائها وتقوم بتعويض اليمنيين عما حصل لهم وبوطنهم من خسارات فإن الحرب لن تتوقف عند بقيق وخريص، بل ستتعدى ذلك الى ما هو أبعد من هذا.
حكومات الاستكبار الإمبريالي المشاركة في العدوان على اليمن سارعت إلى تلبية دعوة المجرم ابن سلمان لتحقيق دولي فيما حدث في منشآت الإرهاب السعودي لإخراج مسرحية تدين من لا يخضع لإرادتهم.
هم يريدون من إخراج هذه المسرحية حرف أنظار العالم عن العدوان المستمر على اليمن، ثم التقليل من شأن القدرات اليمنية التي يتمتع بها الجيش واللجان الشعبية. وبالأخير تلفيق تهم لإيران كما هي عاداتهم. لا يصدق امريكا وحلفائها إلاّ كاذب مثلهم، فالأمريكي اعتاد على تزييف الحقائق كما حدث عند غزو العراق في ٢٠٠٣م عندما كذب كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق على العالم من على منبر الأمم المتحدة بأن العراق يمتلك اسلحة كيميائية.
نفط داعش السعودي ليس أغلى من دم اليمنيين الذين تقتلهم طائرات وصواريخ المجرم محمد بن سلمان الذي بدأ العدوان على اليمن، ومستمر في غيه. اما اذا ما فجر محمد بن سلمان وأسياده الأمريكان حرباً إقليمية فإن الخليج والسعودية سيعودون جميعاُ إلى حياة ما قبل النفط؛ فلن يبقى هناك نفط، أو ماء، أو كهرباء. وناطحات السحاب والبيوت الزجاجية التي يفاخر بها الأعراب ستتحول الى رماد.
خلال سنوات العدوان تعود اليمنيون على الحياة بدون خدمات؛ لا ماء ولا كهرباء ولا بترول ولا طعام جيد ولا سكن، بل تحولوا الى شعب نازح ومهجر، ولهذا كله لن يتضرروا كثيرا من أي حرب قادمة يدق طبولها الأمريكي والمغرور ابن سلمان فكله على حسابهم ومن الرصيد. وما على الأمريكي إلاّ صناعة الأكاذيب والتهريج لابتزاز محطات النفط في السعودية والخليج.