العميد سريع والرسائل البالستية المسيرة

عبدالفتاح علي البنوس
مؤتمر صحفي بالستي مسير بامتياز عقده المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع يوم أمس أبان فيه الكثير من التفاصيل المتعلقة بعملية توازن الردع الثانية التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية في المنطقة الشرقية ، والتي تعد العملية الأكبر للجيش واللجان الشعبية اليمنية منذ شن العدوان الغاشم على بلادنا ، في سياق معركة الردع الإستراتيجية التي تستهدف مقدرات الأعداء ومنشآتهم الاقتصادية الحيوية التي تمثل بالنسبة لهم عصب الحياة ، ومصدر الدعم والتمويل للمخططات والمؤامرات التي تحيكها مملكة الشر ضد الإسلام والمسلمين والقضايا المصيرية للأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ظهر العميد سريع متسلحا بالثقة بالله والتوكل والاعتماد عليه ، فكانت كلماته أشبه بالرصاص (الحارق الخارق) لقلوب الأعداء ، فكان منطق حديثه قويا ، وطرحه مشبعا بالتحدي والعزيمة والإصرار والرغبة اليمنية في تحقيق الانتصار على قرن الشيطان وتحالفهم الشيطاني ، والقصاص لأرواح الشهداء ودماء وأنين الجرحى ومعاناة الأسرى والمعتقلين وأسرهم وذويهم ، الرغبة التي لا تتعارض مع الحاجة والتطلع للسلام وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ، وهذه نعمة من نعم الله أنعم بها على المستضعفين من عباده ، بعد سنوات من الغطرسة والعنجهية والغرور والتسلط السعودي. منطق القوي بقوة الله ، المتسلح بالإيمان ، والمتشبع بثقافة القرآن ، منطق من قدم كل التنازلات ، وأقام الحجة على السعودية والإمارات ، من خلال دعوتهما للعودة إلى جادة الحق والصواب ، وايقاف عدوانهم الهمجي ، ورفع حصارهم الجائر ، ولكن الكبر تسلط على عقولهم وأعمى أبصارهم ، فشاءت إرادة الله أن تنكس رايتهم وتخذلهم على يد المستضعفين من أبناء يمن الحكمة والإيمان ، فكانت عملية بقيق وخريص المسددة القاصمة للكبر السعودي ، حيث كشف العميد سريع عن طائرة قاصف 3النفاثة الجديدة التي دخلت الخدمة بمواصفاتها المتطورة وقدم عرضا موجزا للعملية التي نفذها سلاح الجو المسير اليمني من نقاط انطلاق ثلاث أربكت حسابات العدو السعودي وجعلته يعيش في وضع لم يسبق له أن عاشه منذ تأسيس مهلكتهم حتى اليوم. وضع النقاط على الحروف ، وقدم توضيحات هامة ، للمشككين في مصدر الطائرات المهاجمة ، وأكد على أننا كيمنيين معنيون بالاحتفاء بما أنجزته وخلفته العملية من خسائر ، أكثر من اهتمامنا بالحديث عن الطائرات التي قامت بتنفيذ العملية ، لأننا من نمتلك هذه الطائرات ، ونحن من قمنا بتصنيعها ، ونحن من قمنا بتنفيذ العملية ، ولا نحتاج لأي اعتراف من أحد ، كنا في بداية العدوان نقصف السعودية وتسارع السعودية إلى إنكار ذلك ونفيه قبل أن يفضحهم الإعلام الحربي وكاميرات هواتف المواطنين السعوديين ومنشوراتهم على شبكات التواصل الاجتماعي فتضطر للاعتراف مكرهة خانعة ذليلة ، واليوم نقصف السعودية ونصرح بذلك ، ولكن السعودية تقول بأننا لم نقصفها وتدعي تارة بأن إيران هي من قامت بالقصف ، وتارة تقول بأنها تستكمل تحرياتها للوصول إلى معلومات دقيقة حول مصدر الاستهداف ، لأنها لا تريد أن تعترف بتطور وتقدم وتنامي قدرات أبناء الشعب اليمني ، ووصولهم إلى صناعة الطائرات المسيرة المتطورة والصواريخ البالستية القادرة على ضرب العمق السعودي والإماراتي بكل دقة.
بالمختصر المفيد، الرسائل البالستية المسيرة التي وجهها متحدث القوات المسلحة اليمنية في مؤتمره الصحفي وخصوصا تلك التي توعد فيها الإمارات بالبأس اليماني الشديد ، أكد للسعودية بأن عمليات توازن الردع اليمنية لن تتوقف ما لم يتوقف العدوان ويرتفع الحصار ، وأن عملية توازن الردع الثانية لن تكون الأخيرة ، وما يزال في جعبة القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية الكثير من المفاجآت والمزيد من العمليات الكفيلة بالعودة بآل سعود وآل نهيان حفاة عراة ، كما كانوا قبل أن ينعم الله عليهم بالثروة التي حولوها من نعمة إلى نقمة اكتوت بنيرانها شعوب المنطقة وأدخلتها في دوامة من الصراعات والحروب والفتن والأزمات متعددة الأشكال والأوجه. جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.

قد يعجبك ايضا