عبّرت عن أسفها للأوضاع الانسانية التي يشهدها اليمن
وزيرة خارجية السودان: قرار الانسحاب من اليمن «قيد التباحث»
الثورة/ خاص
كشفت وزيرة الخارجية في الحكومة السودانية الجديدة، أسماء محمد عبد الله عن أن قرار الانسحاب من تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وسحب القوات السودانية قيد التباحث و”يخضع للتشاور”.
وأبدت الوزيرة السودانية أسفها للأوضاع الانسانية التي تشهدها اليمن جراء الحرب المتواصلة منذ نحو خمسة أعوام. وقالت في لقاء تلفزيوني: إن «الأوضاع الإنسانية في اليمن مؤسفة للغاية».
وزيرة الخارجية السودانية، قالت في اللقاء الأول لها منذ إعلان تشكيل الحكومة قبل أيام، أجرته قناة «الجزيرة مباشر»: «مسألة عودة قواتنا (من اليمن) تأتي بالتشاور مع الأجهزة العسكرية السودانية».
ولم تستبعد الوزيرة السودانية انسحاب القوات السودانية المشاركة في تحالف العدوان على اليمن الذي يضم 17 دولة وتقوده السعودية والإمارات ودعم وغطاء أمريكي وبريطاني مباشر، منذ 26 مارس 2015م.
الوزيرة اسماء عبد الله، أوضحت في اللقاء أن قرار الانسحاب قيد التباحث ويخضع للتشاور، في إشارة إلى استمرار الضغوط الشعبية والقوى السياسية والمدنية في السودان المطالبة بالانسحاب من تحالف العدوان.
ويعزز حديث وزيرة الخارجية السودانية، تصريحات أطلقها نائب رئيس المجلس العسكري السوداني الفريق محمد حميدتي نهاية حكمه البلاد، عكست تراجعه عن موقفه المتمسك بمشاركة السودان في تحالف العدوان.
نائب رئيس المجلس العسكري في السودان، محمد حمدان دقلو حميدتي، أحال في اغسطس الفائت، قرار استمرار أو انسحاب السودان من التحالف إلى الحكومة الجديدة المرتقب تشكليها (المُعلن عنها قبل أيام).
وأدلى حميدتي بتصريحات صحافية، في العشرين من أغسطس الفائت، عكست تراجعه عن موقفه السابق المؤيد لاستمرار «30 ألف مقاتل سوداني في اليمن»، إثر اتفاق تشكيل مجلس سيادي للبلاد برعاية اثيوبية.
وقال: إنّ «سَحب القوات السودانية من اليمن مَتروك لرأي الشعب والحكومة المُقبلة، إذا رأت الحكومة المقبلة أنّ المصلحة العامة تقتضي سَحب القوات من اليمن فنحن ليست لدينا مصلحة شخصية من بقائها”.
حميدتي، وهو قائد قوات الدعم السريع الفريق (الجنجويد) المشاركة في التحالف، نَفَى تَلقِّيه «مَبالغ شَخصيّة مُقابل بقاء الجنود في اليمن». قبل أن يقر الرئيس السوداني المطاح به عمر البشير، باستلامه الثمن.
واعترف البشير، في أولى جلسات محاكمته، بأن الأموال الكبيرة التي عثر عليها في منزله، تسلمها بصورة شخصية كهدايا من رئيس الإمارات خليفة بن زايد عبر ولي عهد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
تأتي هذه الاعترافات لتؤكد بشكل قاطع اتهامات المعارضة السودانية بأن البشير قام ببيع أبناء الجيش السوداني للعمل كمقاتلين مرتزقة، لصالح تحالف الحرب السعودي الاماراتي في اليمن، لا قيمة لدمائهم وأرواحهم.
وأقر الفريق محمد حميدتي في تصريحاته بخسائر السودان من المشاركة في العدوان على اليمن، وقال:”كقائد لقوات الدعم السريع يُعتبر من أكثر الخاسرين من وجود القُوّات في اليمن لأنّه يفقد أبناءً أعزاء وشباباً للمُستقبل”.
في هذا، أعلن حميدتي مطلع العام الجاري أن “خسائر القوات السودانية في اليمن بلغت 800 قتيل وجريح حتى نهاية 2018م”. بينما تؤكد مصادر سودانية أن “عدد قتلى وجرحى القوات السودانية في اليمن أكبر بكثير”.
وتشير احصاءات الجيش اليمني واللجان الشعبية أن “عدد قتلى وجرحى مرتزقة السودان بالآلاف”. الأمر الذي ظل يصعد من الضغوط الشعبية ومطالبات قوى المعارضة السياسية السودانية المتواصلة بسحب القوات السودانية.
لكن السعودية والإمارات سارعتا إلى احتواء هذه المطالب الشعبية والسياسية بإعلان “دعمهما الكامل” للمجلس العسكري السوداني وما اعتبر “شراء ولائه” عبر تقديمهما “3 مليارات دولار مساعدات لاقتصاد السودان وشعبه”.
ووفقا لوزيرة الخارجية في الحكومة السودانية الجديدة، فإن الأخيرة عازمة على تصحيح اخطاء البشير، ومن ذلك «تصدر إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أهم ملفات الخارجية السودانية خلال الفترة المقبلة».