صــــوت جنوبي آخر كتاباتي وصية

منى المجيدي
أصبحت مثلك يا أبي أنتظر الشهادة، وأترقب الوقت الذي ستأتي فيه رصاصة الموت، أو قنبلة الغدر لتنال مني كل يوم.
أنت قلت لي في عام 2007م: يا منى سوف أموت شهيداً، وأتذكر حينها أني ضحكت على كلامك، وعلقت ضاحكة كيف بتموت شهيد ايش بتروح فلسطين تقاتل اليهود…
ولم أكن اعلم بأن بلادي الآمنة ستصبح في يوم من الايام مقبرة لساكنيها وسيصبح القتل فيها مباحاً وستكثر فيها الحروب وسيتمزق الشعب ويصبح القاتل والمقتول من ابناء هذا البلد الذي كنت أظنه آمناً وأصبح ممتلئاً بالخوف والغدر والصراعات من اجل اطماع واهية لا تخدم الوطن بل تدمره.
اصبحت يا ابي كل يوم اجهز كفني واكتب وصيتي فأنا لا اعلم متى سيأتي سفاح بلادي ليقتلني.
وكل يوم تراودني الكوابيس وكل يوم اقتل بطريقة بشعة… حتى هجرت نوم الليل الهانئ ولم اعد أغمض عيني كي لا يفاجئني القاتل ويغدر بي وانا نائمة.
اصبحت ارى موتي امامي وانا على قيد الحياة ،
وارى امي حزينة تبكي امامي واخوتي يعتصرون ألما وخوفا لمصيري المجهول كل يوم.
ايقنت يا ابي بأنني لا امتلك قبيلة لتحميني ولا رصيداً في البنك يفيدني وليس لدي نفوذ لتدافع عني، وكل ما املكه هو دعاء اهلي واصدقائي وانتمائي لوطني العزيز “اليمن” ومدينتي عدن.
والذي ينتمي لهذه المدينة “عدن” ، لا يملك قبيلة ولا رصيداً ولا نفوذاً وقتله اسهل من سلق البيض.
لذا يا ابي سلمت امري واحتسبت ربي وجهزت كفني واوصيت امي واخوتي بأن يتم دفن جثتي بجوارك ، لأنني سأكون في مأمن معك ، فعدن لم تعد آمنة لأبنائها بعد ان اصبحت ارض صراعات واطماع للغرباء.

قد يعجبك ايضا