بيروت/
أسابيع قليلة تفصلنا عن انعقاد الدورة الجديدة من مؤتمر “الافق الجديد” في العاصمة اللبنانية “بيروت”، حيث سيستضيف المؤتمر على الرغم من المضايقات الأمريكية العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والتي يتزايد عددها عاما بعد عام، بالرغم من جميع محاولات FBI” ” للحيلولة دون مشاركة الأمريكيين على وجه الخصوص في هذا المؤتمر.
الغضب الأمريكي من انعقاد مؤتمر “الافق الجديد” يتزايد عاما بعد عام، علما أنه يتمحور حول تبادل المعلومات السياسية والاجتماعية بين المجتمعين، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الاسرائيلي لاتريدان أن تنفضحا أمام شعوبهما، خاصة أن المؤتمر نفسه يدعم القضية الفلسطينية ويبرز حجم الاجرام الذي تمارسه “اسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني.
ومن شدة غيظ الادارة الامريكية، هدد الـ “اف بي اي” ضيوف المؤتمر الأمريكيين بعقوبة 20 سنة سجن وغرامة قدرها مليون دولار، كما وضع الامين العام للمؤتمر نادر طالب زاده إلى جانب كبار قادة حزب الله على قائمة “الارهاب العالمي”.
الانزعاج الأمريكي جاء نتيجة انعقاد الدورة المقبلة في بيروت المدينة التي اصبحت رمزا لمقاومة الاستكبار العالمي، ولم ترضخ للإدارات الامريكية المتعاقبة.
الضربة الموجعة الأخرى للولايات المتحدة الامريكية جاءت عبر نواب البرلمان الايراني، يوم الاحد الماضي، اذ طرحوا تحت قبة البرلمان 10 مشاريع قوانين ضد الولايات المتحدة للتصويت عليها.
ومن بين هذه القوانين، كان هناك قانون يلزم الحكومة بدعم مؤتمر “الافق الجديد” (مؤتمر يستضيف شخصيات سياسية وثقافية وفنية مناهضة للسياسات الأمريكية من مختلف دول العالم).
وبحسب طالب زاده فإن مجلس النواب أعطى أهمية كبيرة لمؤتمر الافق، بسبب غضب النظام الأمني الأمريكي من انعقاد مؤتمر الأفق الجديد المقبل في لبنان، وعبر طالب زاده عن سعادته إزاء دعم البرلمان لهذا المؤتمر.
لقد كان مؤتمر الأفق الجديد موضوع الكثير من النقاش منذ انطلاقته، والآن بعد أن أجريت الاستعدادات للمؤتمر المقبل في بيروت، بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي بالذهاب إلى بيوت 10 من ضيوف المؤتمر هذا العام والضيوف السابقين في المؤتمر. واستجوابهم عن سبب ذهابهم إلى هذا المؤتمر.
وفي وقت سابق أفاد العديد من الأمريكيين الذين حضروا مؤتمر الافق الجديد بالتهديد بزيارات من مكتب التحقيقات الفيدرالي في الأشهر الأخيرة.
ووفقًاً لثلاثة من المسؤولين الحكوميين أو العسكريين الأمريكيين السابقين، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI) ) يهددهم ويهدد زملاءهم من الخبراء الأمريكيين الذين حضروا بالفعل أو يخططون لحضور المؤتمر.
وقبل أسبوع من الآن كشفت قناة “برس تي في” الإخبارية عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بدأ خلال الفترة الماضية بممارسة سياسة القمع بحق عدد من الضيوف الأمريكيين الذين شاركوا في مؤتمر الأفق الجديد لمناصرة القضية الفلسطينية، بمن فيهم “مايكل مالوف” المسؤول السابق في البنتاغون الأمريكي والدبلوماسي الأمريكي السابق في السفارة الأمريكية لدى السعودية “وليام سبرينغمان” ومترجم وكالة الأمن القومي السابق “سكوت ريكارد”.
وفي السياق ذاته، أكدت تلك القناة الإخبارية أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت في شهر فبراير من هذا العام، الكثير من العقوبات على منظمي مؤتمر “الأفق الجديد” الدولي، كما قامت السلطات الأمريكية بفرض ضغوط شديدة على الضيوف السابقين الذين حضروا الاجتماع السابق وكذلك على المدعوين الجدد لحضور الاجتماع المزمع عقده بعد عدة أسابيع.
ونقلت قناة “برس تي في” الإخبارية، عن دبلوماسي أمريكي سابق قوله إن هناك عناصر إسرائيلية تقف وراء تصرفات الحكومة الأمريكية المناهضة لمؤتمر “الأفق الجديد”، ولفتت تلك القناة الإخبارية إلى أن هذا المؤتمر الدولي يُعقد كل عام في مدينة مشهد الإيرانية لمناصرة القضية الفلسطينية، حيث يشارك في هذا المؤتمر الكثير من العلماء والمفكرين والخبراء المنتقدين لسياسات الكيان الصهيوني المسيطرة على السياسة الداخلية والخارجية لأمريكا.
وأضافت هذه القناة: أن مؤسسة الأفق الجديد أقامت مؤتمرها الدولي السادس في مايو 2018م بمشاركة العشرات من المفكرين من أنحاء العالم في محافظة مشهد بإيران تحت شعار “القدس العاصمة الأبدية لفلسطين” وقال المشرف على المؤسسة السيد “نادر طالب زادة” إن المؤتمر ركز على قضيتين مهمتين الأولى، خروج أمريكا من الاتفاق النووي والثانية قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريفة، وقد شارك في هذا المؤتمر 55 ضيفاً من خارج إيران من 20 دولة أوروبية وروسيا وأمريكا.
هذا وقد ألقى في هذا المؤتمر العديد من المفكرين والسياسيين كلمات مهمة، حيث قال “بيتر وان بورن” الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن نقل سفارة أمريكا إلى القدس مبادرة غير شرعية.
وأضاف: إن قرارات “ترامب” تؤدي إلى نتائج سلبية على الأمد البعيد ولفت إلى أن حكومة “ترامب” لم تتعلم من دروس وعبر الماضي والتاريخ وليست قضيتها الرئيسة نقل السفارة بل تسعى بذلك إلى تحقيق أهداف اللوبي الصهيوني في أمريكا .
وأشارت هذه القناة الإخبارية إلى أن المتحدث باسم البنتاجون السابق “مايكل مالوف”، والدبلوماسي الأمريكي السابق في السفارة الأمريكية لدى السعودية “وليام سبرينغمان” والمترجم السابق لوكالة الأمن القومي “سكوت ريكارد”، هم من بين الضيوف الذين يمارس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عليهم الكثير من الضغوط ومن المرجّح أن تستمر تلك الضغوطات وتلك المضايقات حتى انعقاد القمة التالية لهذا المؤتمر الدولي في العاصمة اللبنانية “بيروت” في شهر “سبتمبر” المقبل.
وذكرت تلك القناة، أن قوات مكتب التحقيقات الفيدرالي داهمت منزل “ريكيارد” في فلوريدا في يوليو الماضي وقامت باعتقاله، وفي هذا السياق، كشفت بعض المصادر الإخبارية الأمريكية أن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي هددوا “ريكارد”، بأنه إذا شارك في مؤتمر “الأفق الجديد” المزمع عقده بعد عدة أسابيع، فإن السلطات الأمريكية سوف تحكم عليه بالسجن وذريعتهم هنا تتمثل في أن مؤتمر “الأفق الجديد” ليس مجرد اجتماع عادي، وأن مسؤولي المخابرات الإيرانية يستخدمونه لجمع معلومات من الضيوف حول أمريكا، بالإضافة إلى الترويج لمواقف معادية للسامية، وكشفت هذه القناة الإخبارية أيضاً أن الإدارة الأمريكية فرضت الكثير من العقوبات ضد مسؤولين حكوميين وعسكريين، ومنظمة “الأفق الجديد”، التي تتهمها واشنطن بتنظيم مؤتمرات دولية لدعم جهود الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له فيما يتعلق بتجنيد عملاء له وجمع معلومات استخباراتية من الأجانب الذين حضروا تلك المؤتمرات.
إن الغريب في الأمر هنا، أن اتهام هذا المؤتمر الدولي بالترويج لمواقف معادية للسامية، اتهام غير منطقي وذلك لأن هناك العديد من اليهود يشاركون دائماً في هذا المؤتمر، مثل الحاخام اليهودي “نورمان فينكلشتاين” و”ميكو بولد”.