أحمد كنفاني
بات اليمنيون اليوم على موعد قريب مع النصر بعدما تمكنوا من تحقيق إنجازات عسكرية مرعبة على قوى العدوان وتقدم ميداني كبير على جبهات عدة في بلادنا التي تشهد عدوانا داميا منذ أكثر من خمس سنوات استطاعوا خلالها تطوير قدراتهم الدفاعية وتغيير معادلة الحرب وفرض معادلة توازن الردع، وحملت العملية الأخيرة لإسقاط الطائرة الأمريكية MQ9 في محافظة ذمار رسائل متعددة، خصوصا أنها جاءت بعد يومين من تنفيذ عملية الردع الأولى لاستهداف أكبر منشأة اقتصادية نفطية في العمق السعودي مفادها أن الأجواء اليمنية لم تعد مستباحة كما كانت من قبل وأن على قوى العدوان أن تحسب ألف حساب عند تحليقها في سماء اليمن.. وبذلك أثبت اليمنيون بجيشهم ولجانهم الشعبية وقيادتهم الثورية ومجلسهم السياسي وحكومتهم للعالم أجمع وعلى امتداد خمس سنوات ونيف أنهم مدرسة متكاملة الأركان في الوطنية والرجولة والتضحية والفداء، وأنهم القلاع الحصينة التي تتحطم على بواباتها جحافل العدوان والغزو والإرهاب، فما وهنوا ولا فترت عزائمهم المباركة بل كانوا وسيبقون على الدوام أسود الساحات وصنَّاع المعجزات على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والدولي، وسيظل الجيش اليمني ولجانه الشعبية درع الوطن الحصين في مواجهة أعاصير الشر والعدوان ويحطم الحلقة تلو الأخرى في المشروع الصهيوأمريكي الذي يستهدف الجميع دونما استثناء ..
من تهامة الغناء المكلومة بالحصار ودماء ضحايا العدوان ومرتزقته نبعث للقوة الصاروخية وجيشنا الوطني واللجان الشعبية تحية فخر واعتزاز وهم ينتقلون من إنجاز إلى إنجاز أكبر ومن نصر إلى آخر في مواجهة العدوان الممنهج وداعميه إقليمياً ودولياً، لرجال الرجال حماة الوطن ودرعه الحصين في مواجهة أعاصير الشر والعدوان وملاحقة فلول المرتزقة بائعو الأوطان وهم يتساقطون تحت أقدامكم ويولون الأدبار أمام عزمكم وإرادتكم وإصراركم على تطهير كل شبر من أرضنا الحبيبة من رجسهم وآثامهم ..
فبفضل تضحياتكم وبطولاتكم وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من أمن واستقرار في معظم المناطق، فمن الحديدة إلى صنعاء وإب فالمحويت وغيرها من المدن والأرياف والمناطق التي استعصى فيها على العدوان وأدواته ومرتزقته مدة من الزمن احتلالها وتمزيق كيانها مدعومين بالسلاح والعتاد والمال والماكينة الإعلامية المأجورة، لكنهم أرغموا في نهاية المطاف على جر أذيال خيبتهم بعد أن أذقتموهم علقم الهزيمة وحطمتم الحلقة تلو الأخرى في المشروع الصهيوأمريكي وها هي المحافظات التي تحت كنفكم تعيش آمنة مستقرة بفضل بطولاتكم وتضحياتكم ويعود أهلها إليها من جديد بعد أن نفضت عن كاهلها غبار العدوان ورعاته المأزومين المهزومين ..
على هاماتكم كُتِبَ النصر، ومن جباهكم سطعت شمس العزة والإباء، وعلى وقع بطولاتكم وإنجازاتكم ضبط العالم ساعته وأعاد التاريخ كتابة صفحاته ليعطرها بنفح من دمائكم الطاهرة التي روت تراب الوطن الطاهر، ويقيننا راسخ دائما أنكم على العهد أبداً أوفياء للوطن والشعب، أمناء على التاريخ والمستقبل، حماة الأرض والعرض وصنَّاع نصر وحياة، وعلى قوى العدوان أن تدرك جيدا وتراجع حساباتها قبل فوات الأوان أن اليمن اليوم ماض في تنفيذ الخيارات الاستراتيجية المفتوحة، وقد أثبت – بتوفيق وعون من الله جلَّ في علاه – امتلاكه مفاتيح الحسم العسكري، وأن موازين القوى تغيرت لصالحه بفارق كبير على قوى العدوان ” وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ “.
الرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار، والشفاء القريب لجرحانا الأبطال، والعزة والفخر لذويهم الشرفاء الصابرين، وإننا لعلى موعد مع النصر قريب.
قد يعجبك ايضا