أبين وتعز والتمدد الإماراتي
عبدالفتاح علي البنوس
من يوم لآخر تتضح تفاصيل المؤامرة التي تلعبها الإمارات في الجنوب ، فعقب تمدد المجلس الانتقالي الجنوبي الاسم ، الإماراتي الهوى والدعم والتمويل في عدن وسيطرته على كافة المؤسسات والمصالح التي تتبع حكومة الفنادق ، بالتزامن مع رفض ما يسمى بالمجلس الانتقالي الانسحاب من المؤسسات التي أحكم السيطرة عليها ، بموجب الوساطة السعودية التي جاءت لحفظ ما تبقى من ماء وجه الدنبوع هادي وحكومته الفندقية التي تم الترويج لها عقب وصول وفد عسكري سعودي إلى عدن في زيارة تهدف إلى الإشراف على انسحاب الانتقالي المفترض ، رغم تأكيدات الأخير على لسان ناطقه الرسمي عدم صحة رواية الموافقة على الانسحاب والالتقاء بالوفد السعودي ، وهي تصريحات أظهرت حالة من التواطؤ السعودي مع المتغيرات في عدن ، وذلك بهدف الوصول إلى إعلان الانفصال ، وتمكين شخصية عميلة لإدارة الجنوب ، وهي خطوة تسبق التخلي عن الدمية هادي ، وشرعيته المزعومة..
مليشيات الانتقالي بعد أن هيمنت على عدن ذهبت للتمدد في أبين تساندها مليشيات إجرامية بهدف السيطرة عليها وضمها إلى دولة الجنوب التي تسعى الإمارات والسعودية نحو إعلانها ، حيث أظهرت المواجهات المندلعة في أبين بعض خيوط المؤامرة الإماراتية السعودية التي تحاك ضد الجنوب ، يريدون التعجيل بمغادرة المشهد اليمني وإيقاف العدوان بفصل الجنوب عن الشمال ، ويرون في ذلك إنجازا كبيرا يدفعهم للتباهي والاحتفاء به ، كهدف وحيد تمكنوا من تحقيقه بعد أكثر من أربع سنوات من العدوان الغاشم والحصار الجائر المفروض على بلادنا وشعبنا..
مواجهات أبين التي أعقبت مواجهات مماثلة في تعز بين مرتزقة السعودية والإمارات تتهدد حزب الإصلاح وتسعى لاجتثاثه من الجنوب وتعز ، كتمهيد لإعلان الانفصال ودعم حركات التمرد في الشمال ، كل الشواهد تؤكد ذلك ، وهناك معطيات ملموسة تدق ناقوس الخطر داخل حزب الإصلاح ، الأمر الذي يتطلب مراجعة سريعة وعاجلة للمواقف الإصلاحية ، وممارسة ضغوطات مكثفة من قبل قاعدته الجماهيرية على القيادة لإجبارها على التخلي عن الارتهان والعمالة والارتزاق للسعودية ، والتحرك الجاد ضد المؤامرة الإماراتية السعودية المشتركة التي تتهدد مستقبل الحزب ، فالوضع خطير جدا ولا يحتمل التأخير في اتخاذ المواقف ، وخصوصاً أن المؤامرة باتت واضحة ومكشوفة وظاهرة للعيان ولا تحتاج إلى شواهد وأدلة وبراهين ، فمن الغباء أن ترتهن لمن يتآمر عليك ، ويتهدد حياتك ومستقبلك من أجل المال ، وطمعا في السلطة التي لن يحصلوا عليها ، فهم في نظر السعودي والإماراتي مجرد مرتزقة ينفذون ما يطلب منهم ، ويخدمون أجندتهم التي تتعارض مع مصالح الإصلاح وأطماعه التي لا سقف ولا حد لها..
بالمختصر المفيد :ما يحصل في أبين وتعز ، وما عليه الحال في عدن يدفع نحو المزيد من الفوضى والانفلات الأمني ، والصراع المناطقي وتصفية الحسابات والثارات المناطقية والتي ستكون آثارها كارثية ومدمرة ، ولذا لا بد من تحرك جاد ومسؤول لإيقاف هذا المؤامرة ، والتعاطي بمسؤولية مع مبادرة قيادة الثورة والمجلس السياسي الأعلى التي دعت من خلالها للمصالحة الوطنية اليمنية – اليمنية الكفيلة بإحباط المؤامرة وإفشالها قبل أن تتسع دائرتها ويتشعب خطرها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.