لقد ارتبط نشاط الشركات متعددة الجنسيات باستغلال شعوب الدول النامية ونهب ثرواتها الطبيعية واستغلال الأيادي العاملة فيها بأجور متدنية وظروف عمل لا إنسانية، ومن أجل أن تنتج هذه الشركات سلعها وخدماتها بأقل الأثمان فإنها تستغل ظروف الفقر في كثير من الدول النامية مثل تدني الأجور، وكمثال على ذلك شركة “نايك” العالمية المشهورة بصناعة الأحذية والألبسة الرياضية، والتي يتعرض عمالها في الدول الاسيوية لظروف قاسية، مثل تدني الأجور وانعدام الشروط الصحية والأمنية الواجب مراعاتها لتجنب تعرض حياة العمال للخطر، ففي عام 1996م ذكرت محطة cbs الأمريكية أن متوسط ما يتقاضاه العامل في فيتنام 20 سنتا للساعة، وذكرت الاكونوميست في أحد أعدادها الصادر في يوليو 1991م أن الحذاء الرياضي، الذي تبيعه نايك في أمريكا بـ150 دولاراً يتم تصنيعه من قبل امرأة أندونيسية تتقاضى 58 سنتا في اليوم!!
وقد اثبتت إحدى الدراسات التي قامت بها هيئة هولندية أن 99% من مجموع 90 مليون حذاء التي تنتجها الشركة كل عام تصنع في آسيا عبر شبكات “نايك” التي يصل عددها إلى 75 ألفاً.
الكاتب والباحث/ أحمد يحيى الديلمي