محاولات أمريكا إنشاء حلف في الخليج
محمد الكيلاني
تجاه ما تقوم به أمريكا في هذه الأيام من محاولات لإخضاع إيران لتنفيذ إملاءاتها، والضغط عليها من اجل عدم تصدير النفط الإيراني خارج إيران، قامت الأخيرة بمواجهة هذا التحدي الأمريكي بكل قوة، وهذا كان له الأثر السلبي على القوة الأمريكية المنتشرة في العالم وتحديداً في منطقة الخليج العربي.
كل المحاولات الأمريكية الفاشلة التي قامت بها مؤخراً فشلت بشكل علني وواضح للجميع، ما دعا أمريكا إلى اللجوء للعالم من أجل الضغط على إيران لمنعها من تصدير النفط، والمحافظة على وضع الولايات المتحدة الأمريكية بين دول العالم.
هذا الحلف لم يلق استجابة عالمية كما كانت تتوقع أمريكا، حيث أنه كان هناك رفض وتأييد في نفس الوقت لهذا الحلف؛ ومن مهام هذا الحلف مراقبة مضيق هرمز، ومتابعة بواخر النفط ، وتأمين الحماية لهذه البواخر، وهذا ما ترفضه إيران وتُعلن بأنها لا ترغب في وجود أي قوات دولية على حدودها.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى حاولت أمريكا إنشاء حلف من قوات عربية لإرسالها إلى مضيق هرمز، فكان الواضح أن معظم الدول العربية ترفض المشاركة في هذا الحف، أو إرسال قوات لهذه المنطقة تحيداً.
وكما هو واضح فإن بومبيو ما زال يخاطب العالم ويطالبهم بالانضمام إلى هذا الحلف في حال تم تشكيله وإرساله إلى منطقة الخليج العربي، ودول أوروبا لا ترى أن هناك سبباً لعمل مثل هذا الحلف، بل ترى انه عمل من شأنه أن يؤجج الحرب في منطقة الخليج، ومن المحتمل أن تأخذه إيران على محمل الجد على أساس أنه قوة معادية على حدودها ويجب التصرف معه بالطريقة المناسبة، بعد اللجوء إلى الأمم المتحدة وتقديم عدة شكاوى لوجود هذا الحلف على حدودها.
أمريكا وحدها غير قادرة على محاربة إيران بعدما لُجِمْت من القوة الصاروخية الإيرانية التي تملكها إيران وأعلنت عن جزء بسيط منا، وكان الإعلان الإيراني بأن هناك صواريخ تُعتبر سرية ومفاجأة ستستعمل في حينها؛ فمن هنا قامت أمريكا بمطالبة العالم بإنشاء هذا الحلف لتبعد نفسها عن أي مواجهة مباشرة مع إيران ، ومن الممكن أن تكون أمريكا في دور المتفرج في حال نشوب أي حرب بين إيران وهذا التحالف.
أمريكا تحاول السيطرة على النفط الإيراني، هذا هو الواضح من خلال التصرفات الأمريكية في الخليج، وضعفها وعدم قدرتها على توجيه أي ضربة عسكرية لإيران، كما أعلن سابقاً ترامب بأنه في اللحظات الأخيرة أوقف تلك الضربة بعد عملية إسقاط الطائرة المسيَّرة الأمريكية التي انطلقت من الخليج وتم إنزالها في البحر داخل حدود إيران.
هذا الحلف لا يوجد له مؤيدون كما تتمنى أمريكا، الدول العربية ترفض هذا الحلف، خصوصاً بعد تواجد وزير خارجية الإمارات في إيران، والرسالة الواضحة من هذه الزيارة بأن الخليج العربي بات يدرك تماماً أن مصلحته مع إيران وليس مع أمريكا كما يعتقد الساسة الأمريكيون؛ وهناك خلاف في أوروبا حول الطلب الأمريكي لإنشاء هذا الحلف داخل الناتو، خصوصاً بعد حالة الضعف التي ألمْت بأمريكا بعد شراء تركيا أسلحة متطورة من روسيا والتهديد الأمريكي المستمر لها بأنها ستخرجها من حلف الناتو.