لا مكان للغزاة وعبيدهم
نــوال أحــمــد
الحمد لله القائل :
” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”
نعم اليوم وبعد أن اعتدوا على هذا الشعب المظلوم؛ وفي الوقت الذي آلموا وأوجعوا كل قلبٍ في هذا البلد المنكوب ؛ على مدى أربعة أعوام ونصف وهم يعتدون يقتلون، يدِّمرون، يجَوعُون، يحاصرون، يوغلون في سفك الدماء البريئة من دون ذنب ؛ لم يراعوا في حق هذا الشعب أي حرمة، عدوان به تعدوا على كل شرائع السماء ،وبوحشية خرقوا كل قوانين الأرض ..
بعدوانهم وحصارهم المستمر والمتواصل الذي لم يرقبوا فيه في مؤمنٍ إلاً ولا ذمة وبدم بارد يرتكبون الجرائم والمجازر بحق هذا الشعب الصامد الأبي الشامخ ..
ولَكَم خاطبهم السيد القائد بأن يحفظوا حق الجوار ؛وكم أنذرهم وحذرهم بأن يوقفوا نزيف الدماء اليمنية ويكُفّوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم عن هذا الشعب المؤمن والمكلوم والمُعاني ،لكنهم لم يعيروا تلك الخطابات والإنذارات التي أنذرهم بها السيد القائد أي اهتمام ؛ ولم يحملوا تحذيراته على محمل الجد، مُتناسين أن هذا القائد القرآني صادق الوعد ورَجُل صاحب قول وفعل ،وكم حذرهم الناطق العسكري للجيش واللجان الشعبية من أنهم إن استمروا في عدوانهم وارتكاب جرائمهم فسيطالهم الرد وأننا في مرحلة متقدمة عنوانها “العين بالعين” أي ضربة بضربة وقصف بقصف، ولكن العدو تمادى في إجرامه ولا زال يتطاول بعدوانه وحصاره على الشعب اليمني من دون حسيب أو رقيب..
اليوم جاءهم الرد من حيث لم يحتسبوا جزاء بما اقترفت أياديهم التي تلطخت بالدماء اليمنية البريئة وبما صنعوا من مآس في هذا البلد وما مارسوها ويمارسون من ظلم وجبروت وطغيان بحق أبناء هذا الشعب المؤمن المظلوم .. اليوم فليذوقوا وبال أمرهم وليألموا كما آلمونا ؛ و ليعلموا أن يمن اليوم لم يعد كالأمس ؛ فزمن الهزائم قد ولى، وها هو الشعب اليمني المؤمن ينتصر بصموده ؛ برغم معاناته ومظلوميته إلا أنه بما يحمل من إيمان وقيم وبما يتمتع به من حرية وما يمتلك من عزة وكرامة بات اليوم يحقق الانتصارات ليعيش زمن النصر بفضل الله والصمود، وبفضل القيادة المباركة الحكيمة المتمَثلة في سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ومن هم معه من الرجال الصادقين الأطهار ؛ والمجاهدين الأحرار من هم في الأساس يمثلون سيفاً بتّاراً بيد القائد المغوار .. هؤلاء المؤمنون رجال الرجال صُنَّاع المجد والبطولة ؛ ومدارس الفداء والتضحية ؛ من هم لهذا الوطن الدرع والسياج وسوره الحامي ؛ ومن هم لهذا الشعب اليد الضاربة أعداءه.
نعم ليشفي الله قلوب قوم مؤمنين.. كانت تلك الضربة الحيدرية الباليستية التي آلمت العدو وأصابته في مقتل بدك معقلٍ من معاقل النظام السعودي ضربة موفقة سددها الله ورمى بها الله على أيادي جنده وأوليائه حين قال جل شأنه ” وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى ” هناك في عمق أرض العدو وفي الدمام شرق السعودية توجه الصاروخ بعيد المدى الجديد ليدك هدفاً عسكرياً جديداً..
وما حدث لقوى الغزو والاحتلال وعبيد الخيانة والارتزاق في معسكر الجلاء بعدن ما كان إلا رسالة مفادها أنه لا مكان للغازي والمحتل في أرضنا وهذا جزاء من باعوا الأرض وقاتلوا مع الغازي والمحتل ..هكذا سيكون مصير الغزاة والمحتلين، وهو مصير من تجند في معسكرهم وقاتل معهم .. وعليهم ان يفهموا الدرس بأن القاصف والصواريخ بعد اليوم لن تكون عنهم ببعيد ؛ فهنا اليمن وهنا الأحرار و هنا مقبرة الغزاة.