الشرعجيون والهروب نحو المجهول..
عبد الملك العجري
يقابل الشرعجيون كل دعوات السلام بالتشكيك ويمارسون الإرهاب ضد كل من يرفع صوت السلام او التقارب مع انصار الله ,وينظرون لأي تسوية سياسية بمثابة مكافأة لانصار الله والقوى الانقلابية على حدهم ,ورغم أن الحرب أثبتت فشلها بإجماع العالم لا يزال هؤلاء ينظرون للحرب مشروعهم الرابح ويسوقون لها من خلال اتباع عدد من الاستراتيجيات لإعاقة وعرقلة أي خطوة نحو السلام ومنها على سبيل المثال :
أولا: التشكيك في السلام
من خلال تبني خطاب إقصائي يشيطن أنصار الله جماعة ويقدمهم بصورة فلكلورية مؤسطرة تسلبهم هويتهم الآدمية بل اليمنية, واطلاق جملة من النعوت والسمات لتكريس صورة فنتازية تلحق أنصار الله بعالم الظلام وتنسبها لمحور الشر برئاسة “يزدان ” الاله الشرير في العقيدة الثنوية لزرادشت , (متوحش فوضوي رجعي كهنوتي متعال عنصري إيراني فارسي غازي مستبد ثيوقراطي), إلى آخر تلك الصفات التي تصورهم خطرا ومؤامرة على الجهورية ونقيضاً للدولة غير مهئيين بطبعهم للقبول بقيم التعايش. ومثل هذا الخطاب يرتبط بفكرة المكافحة وتطوير موقف سلبي عدائي بقصد التسويق للحرب وإثبات استحالة المصالحة والتعايش مع هذه الجماعة .
ثانيا :مقابلة كل معطيات فشل الخيار العسكري بالإنكار ,والإصرار على أن خيار الحرب ممكن بل والخيار الوحيد وتختلف تبريراتهم لتأخر الحسم فمن قائل انه بسبب تخاذل التحالف في نصرة الشرعية وتقديم الدعم الكافي ومنهم من يحمل اتفاق السويد المسؤولية, وآخر يحمل الإمارات وتآمرها على الاخوان ورابع يعيده الى تواطؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث ,ومجلس الامن وامريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوربي مع الحوثيين ,وحراك الامارات يحمل الإصلاح وهادي وحكومته المسؤولية ..وهكذا يختلفون في كل شيء إلاّ في تبرئة الحرب من الفشل
ثالثا: اتهام كل من ينادون بالسلام لاعتبارات إنسانية بالانتهازية وان استخدام الأزمة الإنسانية ودماء الضحايا المدنيين للمطالبة بإيقاف الحرب في اليمن. مجرد ابتزاز -كما قال احدهم – فكلفة الحرب لا تعني بالنسبة لهم شيئا سواء من ناحية طول فترة الحرب على خلاف كل التقديرات او كلفتها الإنسانية الباهظة والجرائم التي يرتكبها العدوان وتداعيات الحصار الاقتصادية والإنسانية هذه كلها لا تعني لهم شيئا ولا توجب التفكير في السلام خاصة انهم وعوائلهم يعيشون في الخارج ولا يشعرون بما يعانيه المواطن العادي .
رابعا: أزمة الثقة وانعدام الضمانات
من التبريرات التي يسوقون لها باستمرار لإثبات صوابية موقفهم من التسوية السياسية زعمهم ان انصار الله والقوى الانقلابية .على حدهم, لا يلتزمون بالاتفاقيات ويستقوون عليهم بالسلاح ..الخ تلك التي المزاعم التي يسوقونها وتعكس رغبتهم في إعاقة أي تقدم باتجاه الحل ,وان ازمة الثقة التي يعانونها أنهم لا يثقون بأنفسهم ,وإدراكهم لهشاشة وضعهم السياسي ,و افتقارهم لمصادر القوة والإمداد الذاتية الشعبية والوطنية غير ما تمدهم به العاصفة ,ويتخوفون أن وقف الحرب يمثل انكشافاً سياسياً وشعبياً وعسكرياً إن في الشمال أو في الجنوب, أما استمرارها فيتقاطع بشكل كثيف مع مصالحهم الضيقة التي تعلق آمالاً على تصفية المشهد السياسي في اليمن من كل الفاعلين الحقيقيين إن في الشمال أو الجنوب .
خامسا :طرح مطالب ليست خارج سياق الأزمة بل خارج سياق الممكن, ولا تضع اعتباراً للآثار النفسية والتداعيات السياسية والاجتماعية والأمنية للحرب العدوانية ويفاوضون على الشرعية كما لو أنهم يفاوضون على شقة مفروشة وينتظرون تسليم المفاتيح, غير مدركين ولا آبهين أنهم يفاوضون على جغرافيا مزقتها الصراعات المتراكمة المعقدة والمزمنة .
ما هو الحل إذاً من وجهة نظرهم ؟
رغم ان حكومة هادي ومجموعة الرياض لم يعد لهم سلطة ولا شرعية إلّا في الورق الا ان الحلول العدمية التي يقترحونها للخروج من مازقهم مثيرة للشفقة والضحك في ان معا وكأنك امام مجموعة ليست مستلبة الإدارة فحسب بل ومستلبة الوعي تعاني من شلل في إدراك الواقع وبالتالي عجز عن التعامل معه فمثلا :
-يقترح بعضهم ضرورة إعادة رسم استراتيجية المواجهة على قاعدة المواجهة الشاملة كما قال ومساعدة الشرعية على استكمال تحرير مدينة الحديدة ومينائها وصنعاء وضواحيها وصعده وما حولها حتى نضمن عودة النازحين في الرياض وفي كل بلدان الشتات وحكومة الفنادق إلى العاصمة صنعاء دون أن يمسهم اذى وتسليمهم مؤسسات الدولة وتجريد الحوثيين من كل مصادر القوة التي يمتلكونها، وتقديمهم للمحاكم الدولية والمحلية لينالوا العقاب القاسي ثم بعد ذلك نعمل مفاوضات سياسية ؟!
-من باب الاحتياط ولمزيد من التطمين يضيف آخر ضرورة تشكيل تحالف دولي عالمي لإنهاء الانقلاب الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين وإلحاق هزيمة ماحقة بايران ومشروعها التوسعي في المنطقة