كروز اليماني ومعركة المطارات
محمد صالح حاتم
على مدى أربعة أعوام ونيف وتحالف العدوان يقتل الشعب اليمني ويدمر بنيته التحتية ويفرض عليه حصاراً اقتصادياً برياً وبحرياً وجوياً ويغلق جميع مطاراته المدنية ويحرم مئات الآلاف من المواطنين اليمنيين من حقهم للسفر للعلاج الذي كفلته لهم جميع القوانين والمواثيق الدولية.
ورغم النداءات والدعوات التي وجهتها قيادتنا الثورية والسياسية الى الأمم المتحدة ومبعوثيها الى اليمن بضرورة فتح مطارات اليمن ومنها مطار صنعاء الدولي وعلى الرغم من التعهدات الأممية بفتح المطار للحالات الإنسانية إلا ّ أن تحالف العدوان ظل في تعنته وغطرسته وتكبره، ومنعه فتح مطار صنعاء، وهو ما جعل القيادة الثورية والسياسية تحذر قوى العدوان وتتوعدها وخصوصا ًمملكة بني سعود ودويلة عيال زايد أنهم بحصارهم لليمن واغلاقهم المطارات والذي تسبب في وفاة عشرات الآلاف من المرضى، يجعل مطاراتهم هدفا ًمشروعا ًلصواريخنا وطيراننا المسير، واليوم ما حذرت منه القيادة اليمنية وما توعدت به يكون حقيقة ،فبعد ضربات الطيران المسير لمطار نجران وقاعدة الملك خالد في خميس مشيط والتي دشنت معركة المطارات ،يأتي كروز اليماني يصدق الوعد ويحط رحاله في مطار أبها الإقليمي ويشارك في معركة المطارات، ويصيب هدفه بدقة عالية بتدميره برج المراقبة وهو ما اعترفت به مملكة بني سعود ولم تستطع إنكار الضربة ،على الرغم من أن إعلام العدو يقول أنه مقذوف وقد أصاب صالة المسافرين وأصيب على إثر هذه الضربة 26 مواطناً من عدة جنسيات، فكروز اليماني والذي تم صناعته بأيد يمنية 100 % حسب تصريح الناطق الرسمي للقوات المسلحة عميد سريع، فضربة كروز غيرت معادلة المعركة وأكدت فشل منظومة الدفاعات الجوية السعودية الباتريوت أمريكية الصنع والتي اشترتها بمئات المليارات من الدولارات، رغم افتخار امريكا بها وتعدها من أفضل الدفاعات الجوية في العالم ولكنها أمام الطيران المسير اليمني والصواريخ اليمنية عاجزة تماما ً،فاليوم ليس أمام العدو إلا ّ الجنوح للسلم ووقف العدوان وفك الحصار وفتح المطارات اليمنية ما لم فإن مطاراته هدفا ًعسكريا ًوأن على جميع المواطنين السعوديين والإماراتيين الابتعاد عن جميع المطارات والقواعد والموانئ لأنها لم تعد بمأمن بعد اليوم ،وهذا هو ما صرح به الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني وما حذرت منه القيادة اليمنية مرارا ًوتكرارا والتي حددت أكثر من 300 هدف عسكري في دول العدوان والتي كانت بدايتها استهداف مضخات النفط في التاسع من رمضان، وان المعركة اليوم ستشهد تغييرا ًكبيرا ًفي سيرها سواء ًجبهات الداخل أو جبهات الحدود، وان العدوان إذا استمر في حماقته وغطرسته وارتكابه للجرائم بحق أبناء الشعب اليمني ولم يوقف عدوانه فإن المنطقة قادمة على حرب لن يسلم منها أحد، وان معركة المطارات سيرافقها معركة النفط والممرات البحرية، وأن على العدو وتحالفه أن يعي ويفهم أن اليمن لم تعد حديقة ًخلفية للسعودية كما كانت من سابق، بل أصبحت دولة قوية تمتلك من القوة العسكرية ما يجعلها دولة أقليمية لها مكانتها وكلمتها في المنطقة والعالم أجمع ،وأنها هي من ستكون شوكة الميزان الذي ستحدد مصير المنطقة وأن أمنها واستقرارها ووحدتها يعني أمن واستقرار المنطقة.
وان على تحالف العدوان أن يراجع حساباته وان يعترف بهزيمته ويحافظ على منشآته وما بناه طيلة عقود من الزمن.
ما لم فالمارد اليماني لهم بالمرصاد.
وصدق الله القائل في محكم كتابه (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).