الغرب واكذوبة حقوق الإنسان
عبدالله الاحمدي
لسنوات الحرب الباردة صدعت رؤوسنا الدعاية الغربية حول حقوق الإنسان والديمقراطية، وكاد المغفلون والسذج ان يصدقوا الدعاية الغربية التي تسوقها الأدوات الاستعمارية.
حروب اليمن وسوريا واحتلال العراق وعدوان الاطلسي على ليبيا، وما يجري من قهر واضطهاد للنشطاء في مملكة داعش السعودية والإمارات والبحرين فضحت الدول الغربية وعدوانيتها وادعاءاتها حول حقوق الإنسان والديمقراطية.
الغرب يبحث عن مصالحه الخاصة ويوظف مسألة حقوق الإنسان في تحقيق مصالحه الاقتصادية. وأبسط مثال على هذا التوظيف قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي التي استخدمها الغرب فزاعة لابتزاز النظام السعودي دون اتخاذ أي إجراء ضد القتلة ومدبري الاغتيال.
كل الذين قتلوا في اليمن وسوريا والعراق وليبيا قضوا بأسلحة غربية صدرت بصفقات رسمية، أثمانها مليارات الدولارات عقدتها الحكومات الغربية مع انظمة الاستبداد التي تتولى الحروب بالوكالة عن الامبريالية والاستعمار.
الحروب والصراعات التي يهندسها ويفجرها الغرب ويديرها هي من أجل تحريك عجلة الصناعة الحربية لدول الغرب الامبريالية، وإبقاء العرب والمسلمين شتاتا متخلفا. ولولا هذه الحروب لتوقفت المصانع الغربية ولتعطلت عجلة الانتاج ولعجز الاقتصاد الرأسمالي عن الوفاء بالتزاماته تجاه شعوبه.
الدول الغربية تلهث وراء الحصول على المال باي ثمن. هي تريد أن تحل ازماتها على حساب العرب تارة بإشعال الحروب وبيع السلاح وأخرى بالابتزاز لبعض شعوب الشرق، وخاصة إمارات الخليج وداعش السعودية بادعاء الحماية لهما من البعبع الايراني.
في الماضي كانوا يبتزون شعوب الشرق باسم الحماية من الشيوعية. واليوم يبتزون هذه الشعوب باسم إيران والإرهاب الذي صنعوه بأيديهم.
كل مشاكل شعوب المنطقة صنعها الاستعمار الغربي ابتداء من غزو المنطقة وصناعة اسرائيل والسعودية إلى تأبيد حكام الاستبداد والدكتاتوريات العسكرية والاحتلال لأجزاء من البلاد العربية، وتوطين القواعد العسكرية في العراق وسوريا والسعودية وإمارات الخليج.
بمعنى أوضح أن الغرب هو كل المشكلة للدول العربية ومازال متعهدا لرعاية الاستبداد وصناعة المشاكل وتعقيدها.
يد الغرب متواجدة في كل قضايا المنطقة. لقد صنع له وكلاء ابتداء من اسرائيل والسعودية ومحطات الخليج والساقط شاه ايران. الغرب لازال يحن للعودة لفترة الاستعمار بكل اشكاله.
اليوم نجد في المشهد الأدوات الغربية وبالذات الأمريكية؛ مثل مملكة داعش السعودية ، والإمارات وعسكر السيسي في مصر.
هذا الثالوث الملوث يستخدمه الغرب، وبالذات أمريكا وبريطانيا وفرنسا في قمع وتخريب ثورات الشعوب وإفشالها بكل وسائل التآمر والحرب والدمار. وما هو حاصل في سوريا واليمن وليبيا وأخيرا في السودان هو أنصع مثال على هذا التآمر بواسطة المثلث الشرير ( السعودية/ الإمارات/ مصر السيسي ).
يبدو الغرب مستغرقا في النفاق في موضوعة حقوق الإنسان، ولعابه يسيل كثيرا على دولارات النفط في دول الاستبداد، وخاصة في السعودية وإمارات الخليج، والصورة واضحة لهذا اللهاث لدى ترامب وإدارته في السعي لتخويف عربان الخليج والسعودية لمزيد من اللصوصية وسرقات أموال الشعوب التي تقبع تحت حكم الاستبداد..
أي حقوق إنسان وديمقراطية ترتجى من دول تمتص دماء الشعوب وتنهب ثرواتها وتخوض الحروب لإبادة الجنس البشري؟!!