الضالع والحسم العسكري والإنذار الأخير للأمم المتحدة بتنفيذ اتفاق السويد!
العميد الركن/عابد محمد الثور
نعم.. حققت قواتنا في الفترة الماضية انتصارات ميدانية كبيرة خاصة في جبهة الضالع ابتداءً من مديرية دمت في اقصى شمال الضالع وتطهير جميع المناطق ما بين مديرية دمت ومديرية قعطبة وصولا الى مديرية الحشاء وبمساحة تتجاوز الف كيلو متر مربع حتى مديرية ماوية في غرب شمال الضالع واصبحت جبهة الضالع متواصلة وتمكنت قواتنا من أبطال الجيش واللجان الشعبية من اتخاذ التدابير العسكرية الضامنة لتحقيق افضل وانسب الطرق والخطط العسكرية التي من خلالها افشلت كل مخططات العدوان ومرتزقتهم والدواعش والذين كانوا يراهنون بقوة في هذا الاتجاه وزجوا بأكثر من ثلاث فرق عسكرية مزودة بأحدث المعدات العسكرية وكذلك الغطاء الجوي الذي كان يصاحب قوات الغزاة والمرتزقة في كل اعمالهم العسكرية المعادية.. هذه الجبهة كانت بالنسبة لقوات الغزاة حلمهم الكبير في تحويل اتجاه مجهودهم الحربي وبقوة في جبهة الضالع.. ولكن ايضا كانت قواتنا في كامل جهوزيتها العسكرية وكنا نتوقع احتمال تصعيد العدوان ومرتزقتهم العسكري في هذا الاتجاه. وتمكنت قواتنا من رفع جاهزيتها القتالية في جبهة الضالع، ليس فقط منذ تصعيد العدوان ولكن منذ الوهلة الاولى للعدوان في مارس ٢٠١٥م. وكانت احتياطياتنا العسكرية على اهبة الاستعداد، فكانت استرتيجية الجيش واللجان هي اخذ الحيطة والجاهزية في كامل الجبهات والاتجاهات التي تتواجد فيها قوات العدوان والغزاة، وتفويت الفرصة على الدواعش والمرتزقة من الاستفادة من تحشدهم او تحصيناتهم. فكانت جبهة الضالع هي الاكثر هزيمة في صفوف قوات الغزاة والمرتزقة والدواعش بشريا وماديا. وجغرافيا، رغم ان العدو كان يمتلك البعد الجغرافي من الاتجاة الجنوبي لمحافظة الضالع ويمتلك الاسناد اللوجستي والدعم الخارجي إلا انه كان اكثر فشلا امام خطة قواتنا العسكرية على صعيد المعركة التكتيكية أو العملياتية او الاستراتيجية. فسقط آلاف المرتزقة بين صريع وجريح واسير، وتمكنت قواتنا من اغتنام آلاف القطع العسكرية الحديثة والمتطورة والمتنوعة، وفقدان العدوان مساحات كبيرة على الارض وكذلك استسلام المئات من مقاتلي المرتزقة والمغرر بهم لقواتنا بعد وضع الخطة العسكرية الآمنة، لوصولهم الى ايدي قواتنا، والآن تعتبر اكثر من ٥٠ % من محافظة الضالع تحت سيطرة قواتنا وتم تطهيرها نهائيا. ولذلك يلجأ العدوان والمرتزقة الى استهداف المدنيين في المناطق القريبة من مناطق القتال بواسطة اسلحة المدفعية والطيران، وهذا يدل دلالة كبيرة على حجم خسائرهم امام ابطالنا من الجيش واللجان والتفوق الكبير لقواتنا في كل صنوف الاسلحة والقوات وتأثيرها التأثير المباشر على قوات العدوان والغزاة ومرتزقتهم.. وهذا النجاح الكبير لقواتنا يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لقواتنا المسلحة في هذا الاتجاه خاصة لما تشكله هذه المنطقة الجغرافية من اهمية كبيرة لقواتنا وتأمين الجبهة الجنوبية الشرقية باتجاه الضالع والبيضاء.. وبذلك تصبح جبهة الضالع ملتحمة مع جبهة البيضاء شرقا وجبهة تعز غربا، وباتت الاعمال العسكرية لقواتنا متماسكة وقوية وسوف تخوض اعمالها القتالية الهجومية باتجاه محافظة الضالع بأكملها ومن كل الاتجاهات وكذلك محافظة لحج من محور يافع وصولا الى محافظة ابين مسقط رأس الرئيس المخلوع المنتهية ولايته عبدربه، ولن يكون في مقدور قوات العدوان ان تحقق أي تقدم في هذا الاتجاه نظرا لسيطرة قواتنا على اهم المناطق الجغرافية والاستراتيجية في هذه الاتجاه والتي تفشل امامها كل محاولات العدوان والدواعش التسلسل او الزحوفات او التقدم تحت اي غطاء جوي. وهنا لابد من الاشارة الى ان قواتنا اليوم تمتلك التفوق الجغرافي والعسكري والكفاءة في خوض المعركة والحرب مهما كانت امكانيات العدوان ومرتزقته. وظهر ذلك جليا من خلال الانتصارات المتتالية وسقوط المساحات الكبيرة باتجاة المناطق التي كان العدوان يسيطر عليها، وحققت قواتنا بفضل الخطط العسكرية المتفوقة في الميدان والتصدي لكل خطط العدو الفاشلة وأسلحته وعتاده وكذلك قدرة قواتنا على مواكبة التطور في الاسلحة والتصنيع الحربي وانتاج الاسلحة الاكثر تطورا في مسرح العمليات والمؤثرة بشكل مباشر على تحركات الاعداء وتجمعاتهم. وكذلك الحاضن الاجتماعي لأبناء مناطق الضالع والذين كان لهم الدور الكبير في اسناد قواتنا ورفضهم لتواجد المستعمر والمرتزقة في أراضيهم ومناطقهم بعد ما عانوه من الويلات والقتل والتشريد والابادة فكان دورهم ملموسا وفاعلا من خلال مشاركة الآلاف من ابناء مناطق الضالع والبيضاء وتعز وابين مع اخوانهم ابطال الجيش واللجان. وقد وجهت القيادة العسكرية العليا في صنعاء شكرها لابناء وقبائل هذه المناطق الشرفاء الذين كان لهم الدور الكبير في اعادة الامن والامان في المناطق التي كانت تحت سيطرة الدواعش والمرتزقة والمجرمين. وهم اليوم يعيشون حياتهم اليومية في اسواقهم ومساجدهم وقراهم ومزارعهم بكل حرية وامان وعادت الحياة الطبيعية الى افضل مما كانت عليه..
جبهة جيزان ونجران وعسير :-
وهي الاخرى لا تقل اهمية عن جبهات الداخل فقد استطاعت قواتنا المرابطة في جبهات ما وراء الحدود الاحتفاظ بالمواقع والقرى والمراكز والمساحات الكبيرة في عمق اراضي العدو السعودي، ليس ذلك فجسب بل والقيام بمعارك هجومية مركزة خاصة في جبهة عسير قبالة منفذ علب والربوعة وتكبيد قوات العدو السعودي ومرتزقتة من جنسيات متعددة خسائر كبيرة وفرض واقع جديد في هذا الاتجاه وهو التفوق الميداني وتدمير مقدرات الجيش السعودي المادية والبشرية وإفقاده السيطرة على قواته من خلال احكام قواتنا على المواقع التي تقوم بالاستيلاء عليها وتطهيرها من الغزاة والمرتزقة وخاصة السودانيين والخبراء البريطانيين والكثير من الاجانب الذين يشاركون في الدفاع عن اراضي النظام السعودي والذي بات غير قادر على الدفاع عن الاراضي التي سقطت تحت ايدي قواتنا واستمرار ابطالنا بالسيطرة عليها لأكثر من اربعة اعوام على التوالي وما زالت قواتنا تحقق الكثير من الانجازات العسكرية والتقدم. خاصة بوجود تلك الاسلحة المتفوقة في القوة الصاروخية والطيران المسير ووحدات القناصة وسلاح الهندسة العسكرية والتي اصبحت هذه الصنوف من قواتنا تشكل اتحادا قويا في اشتراكها في كثير من الأعمال العسكرية والمعارك، واصبح العدو السعودي في حالة يرثى لها من الجانب المعنوي المنحط والمهزوم والضعيف والحالة النفسية الرديئة التي باتت عاملا مهما في هروب وفرار الآلاف من جنود وضباط الجيش السعودي وكذلك الخسائر الكبيرة في صفوف قوات المرتزقة من جنسيات متعددة والتي اصبحت تقريبا هي الحصاد اليومي لقواتنا، واصبحت النتائج اليومية للمعارك التي تخوضها قواتنا تؤكد حالة الجيش السعودي المتردية والضعيفة والمهزومة.. وحال بقية الجبهات في نجران وجيزان كحالها في عسير وجبهات الداخل.. وكانت الاربع السنوات مليئة بالانتصارات العظيمة لقواتنا المسلحة من الجيش واللجان.. وكانت الارقام الكبيرة والهائلة التي تعلنها قيادتنا العسكرية عبر متحدثها الرسمي هي الاكثر تأكيدا على حقيقة الوضع في جبهات ما وراء الحدود من خسائر فادحة وكبيرة في صفوف قوات الغزاة والجيش السعودي ومرتزقة النظام السعودي مهما حاول اعلام العدوان والتدليس وتضليل العالم وشعوبه فإن الحقيقة باتت واضحة واعلامنا الحربي ينشر اولا بأول كل العمليات العسكرية والمعارك والانتصارات التي يحققها ابطالنا في ميادين العزة والشرف.. ولجوء الغزاة الى استهداف المدنيين بالطيران وهم بذلك يعلنون انهم خسروا المعركة على الارض وخسروا الكثير والكثير من مقاتليهم ومرتزقتهم، فاستهدافهم للمدنيين والآمنين في منازلهم ما هو إلا اعلان عن هزيمتهم في ارض المعركة وفشلهم الذريع في حربهم وعدوانهم على اليمن.
اتفاق ستوكهولم:
لعل ما حدث اليوم من خطوة قامت بها قواتنا في الحديدة من تنفيذ المرحلة الاولى من تحقيق اعادة الانتشار والخروج من الموانئ بإشراف اممي ومن طرف واحد يؤكد للأمم المتحدة وللمراقبين الدوليين وعلى رأسهم الجنرال مايكل لوسيغاردو وكذلك المبعوث الأممي مارتن غريفيث اننا متمسكون باتفاق استوكهولم ووقف اطلاق النار في المناطق المشمولة بالاتفاق في الحديدة. وكانت هذه المبادرة مفاجأة للأمم المتحدة ومن طرف واحد وهو جانب فريقنا. اثبتنا للعالم ان الطرف الآخر هو المتعنت والرافض لتنفيذ اتفاق استوكهولم منذا بدء سريان وقف اطلاق النار في ديسمبر من العام الماضي ٢٠١٨م والى اليوم واستمرار قوات المرتزقة والعدوان بخروقاتهم اليومية باتجاه قواتنا وباتجاه المدنيين دون احترام لاتفاق ستوكهولم والمراقبين الدوليين.. وان ما يحدث من الطرف الآخر هو محاولات للالتفاف على مسار العملية السلمية والانسانسية والتي ترعاها الامم المتحدة، وان كل المحاولات والتنازلات التي يقدمها فريقنا المكلف هو لغرض تحقيق ما جاء في الاتفاق وكذلك لتعرية المرتزقة وحكومة هادي بأنهم غير جادين وان من يدير عملية الاتفاق من جانبهم هما الادارتان الامريكية والبريطانية وان النظامين السعودي والاماراتي ما هما إلا ادوات رخيصة تحرك اذنابها لعرقلة مسيرة السلام وتنفيذ اتفاق ستوكهولم. فجاءت الخطوة التي قامت بها قواتنا وفريقنا المكلف مع الفريق الاممي بالانسحاب من ميناء الحديدة وتنفيذ المرحلة الاولى من خطة الانتشار لنثبت حسن نوايانا وجديتنا في تنفيذ التتفاق والسلام. واثبات ان الطرف الآخر هو من يعرقل هذه الاتفاقية، وانه لم يعد هناك عذر يستطيع تقديمه طرف العدوان وحكومة هادي، وبعدها لم يعد هناك ما يجبرنا على الاستمرار في تقديم التنازلات تلوا التنازلات من اجل السلام وتنفيذ الاتفاق. وان على الامم المتحدة ان تلزم الطرف الآخر بتنفيذ الخطوة القادمة من تنفيذ اعادة الانتشار حسبما نصت عليه اتفاقية السويد، وعلى الامم المتحدة ان تعلن للعالم من الطرف المعرقل والرافض للسلام والاتفاق.. وبعدها سيكون الرد للقوات المسلحة بعد ان اقامت قواتنا وقيادتنا الحجة الدامغة على المرتزقة والعدوان، وانهم لا يريدون السلام ولا الاتفاق الانساني وانهم يسعون الى تعزيز قدراتهم العسكرية في الحديدة وتحقيق اكبر قدر من تحشيد قواتهم للقيام بعملية عسكرية كبيرة والاضرار بالمدنيين وارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين وما يحدث اليوم من جرائم حرب ضد ابناء مديرية الدريهمي ومن ابادة جماعية المواطنين في هذه المديرية الكبيرة سوء مؤشر كبير على سوى النوايا واستعداداتهم العسكرية لارتكاب الجرائم امام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وبرعاية الامم المتحدة وتحت بصرها.. ونحن في القوات المسلحة لن نظل مكتوفي الايدي. وسيكون رد الجيش قويا ومزلزلا ليس على مناطق تحشيد قواتهم وتجمعهم حول الحديدة فقط بل على عمق اراضي وعواصم دولتي العدوان على اليمن السعودية والامارات، وبعدها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون… فنحن نمتلك القدرة الكافية لردع دول العدوان والرد على استمرار جرائمهم ضد ابناء اليمن، فالكرة اليوم والساعات القادمة في ميدان الامم المتحدة ومبعوثها الاممي ورئيس فريقها الاممي للمراقبين ولم تعد لدينا أية حجة او عذر في حال لم تستطع الزام الطرف الآخر بتنفيذ الخطوة القادمة من تحقيق اعادة الانتشار، ما لم فيعتبر اتفاق ستوكهولم قد فشل وسيكون خيارنا العسكري هو القادم والحكم..