عبدالجبار المعلمي
اليمن الحبيب زاخر بالعديد من المواهب الكروية المبرزة لو حظيت بحيز من الاهتمام والرعاية من قبل المعنيين على الشأن الكروي أسوة بما يحظى به كل نجم موهوب في العديد من دول العالم لأصبح للكرة اليمنية وموهوبيها شأن عظيم وفي شتى المجالات محليا وعربيا ودوليا بدليل بروز عدد من المواهب اليمانية في دول الجوار أصبحوا اليوم يمثلونها بعد تجنيسهم، ما يؤكد جليا أن بلادنا ولادة بالمواهب وتمتلك مخزوناً مهولاً من هذه المواهب المبدعة.
هذا الكم الهائل من البراعم والناشئين والشباب للأسف لم يلق أي نوع من التحفيز والرعاية لكي يشعر بالأمان لما هو أبعد من ذلك، نعم هناك مواهب واعدة يأتي في مقدمتها الظاهرة الكروية والنجم الكبير بفكره وعقله الصغير بعمره الذي لم يتجاوز 11 ربيعا لكنه موهبة تكاملت فيها كل صفات ومميزات النجومية، إنه النجم الموهوب علي الحسين الحبيشي الذي ورث عن والده قوة الإدراك الدقيق الذي يساعد في فهم معطيات الكرة وعلومها وطرق التعامل مع أحرف أبجديتها ما يؤكد أن ابن الوز عوام ولما لا ووالده كان أحد أبرز نجوم الكرة اليمنية ووحدة صنعاء في ثمانينيات القرن الماضي، حيث رسم مع زملائه حين ذاك شراع الإبحار الكروي متعدد الاتجاهات وفق رؤية علمية راقية لازالت عالقة في أذهان كل عشاق كرة القدم حتى اليوم.
كان لمستواه وألقه وتألقه دور محوري فاعل في اكتشاف موهبة نجله في وقت مبكر حينها أولاه رعاية واهتماماً خاصا أشرف من خلاله على تدريبه وتعليمه عبر فكر علمي واسع ساهم في استخراج مكنونات إبداعاته المخزونة عبر أكثر من وسيلة شكلت علامة تميز لهذا النجم الذي عندما شاهدته لم أصدق أنه لاعب يمني ظللت أتابع بشغف طريقة استلام وتسليم الكرة وكذا سلاسة تسجيله للأهداف بطريقة مختلفة عن كل زملائه أثناء سير المباراة، فتحركاته داخل صندوق العمليات مذهلة من شدة إعجابنا بمستواه رجعت ومعي عدد من الزملاء بذاكرتنا إلى الوراء وتذكرنا نجوم الكرة اليمنية فالكل أجمع بأنه نجم استثنائي.
نعم إنها نسمات فواحة لموهبة منحها الخالق جل شأنه ذلكم الذكاء وفطرة الأداء، حقيقة إنه نجم مكتمل الصفات حذق التصرف مراوغ ماكر لديه ملكة التهديف المتقن أمتاز عن الكثير من أقرانه اللاعبين من خلال امتلاكه لفراسة علم المعرفة الكروية المتداخلة وعلومها التي تحوي في مضامينها فهم الأبعاد وخصائص النضج الكروي المبكر وبديهة التفرد بقراءة مستويات الخصوم ومعرفة مكامن الضعف والقوة ما يؤكد جليا أن هناك نجماً قادماً إلى عالم النجومية بقوة إذا وجد من مسؤولي الرياضة رعاية كاملة واهتماماً مبكراً للحفاظ على هذه الموهبة التي تعد من الناحية العلمية ثروة قومية لليمن لا بد علينا المحافظة عليها في حدقة أعيننا.
كل ما تم مشاهدته عن هذه الموهبة يعد من الناحية الفكرية توجهاً مدروساً لوالده النجم الوحداوي الكبير حسين بن علي الحبيشي هدف من خلال ذلك التوجه لفتح نافذة يدلف من خلالها نجله نحو آفاق رحبة وواسعة.