أين المليارات يا منظمات الفساد؟!!

عبدالفتاح علي البنوس
انطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي حملة إعلامية واسعة النطاق تهدف إلى مساءلة كافة المنظمات العاملة في بلادنا عن مصير قرابة 19مليار دولار التي استلمتها هذه المنظمات تحت يافطة مساعدة وإغاثة أبناء الشعب اليمني ، الحملة التي تمثل حقا مشروعا لأبناء الشعب اليمني تأتي في سياق الجهود الرسمية المبذولة لتعرية الأمم المتحدة وكشف زيف ادعاءاتها بدعم ومساعدة الشعب اليمني ، وتنظيمها العديد من المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات الخاصة بالمانحين والتي تستجديهم لتقديم العون والمساعدة للشعب اليمني في الوقت الذي لا يلمس السواد الأعظم من أبناء الشعب أي أثر لهذه المساعدات ، وما يصل سوى الفتات فقط.
من حقنا مساءلة منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي وهيئة الإغاثة الإسلامية ، ومنظمة اطباء بلا حدود ، ومنظمة الفاو ، ومنظمة اليونيسكو ، ومنظمة الهجرة الدولية ، ومنظمة السلام الدولية ، والمؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الإنسانية ، ومنظمة غوث وتشغيل اللاجئين ، وغيرها من المنظمات والهيئات الإغاثية العاملة في بلادنا ، تستلم الملايين من الدولارات ، في حين ما تدفعه وتسلمه هذه المنظمات لأبناء شعبنا لا يمثل إلا النسبة الضئيلة جدا والتي لا تكاد تذكر ، وتظل تدخلاتها محدودة وفي جوانب معينة فقط ، تخدم جوانب كمالية وغير ضرورية ، مع تقديرنا للتدخلات الإيجابية التي تؤتي ثمارها ويلمس الفرد والمجتمع ثمارها.
ندوات وورش عمل ولجان مسح وفرق عمل ، ودراسات وبحوث وبدلات مختلفة ، ونفقات تشغيلية وغيرها من أوجه الصرف والإنفاق الغير مشروع التي تهدر دون فائدة ، وكأن المنظمات تبحث عن مساعدات ومصادر دخل لموظفيها والعاملين فيها وذويهم وأولي القربى ، وكلها تصرف بالدولار ، ليظل المواطن المسكين المغلوب على أمره هو الحلقة الأضعف ، وهو من يدفع الثمن ، وهو من يتم التسول الأممي باسمه في كل المحافل والاجتماعات الدولية ، وهنا تكمن المشكلة ، ولا بد أن تعلو الأصوات اليمنية المنددة بذلك ، والمطالبة بإعادة تقييم عمل هذه المنظمات ، ومسائلتها بشأن أوجه صرف هذه المساعدات.
19مليار دولار مبلغ ليس بالهين ، كنا في العام 2006م خلال مؤتمر لندن للمانحين بحاجة إلى 6مليارات دولار من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني والوصول إلى حالة من الاستقرار المعيشي والاقتصادي والتنموي ، وحتى قبل شن العدوان الغاشم على بلادنا لم نكن بحاجة لمساعدة من أحد ، وبعد شن العدوان وتزايد معاناة المواطنين جراء ذلك بسبب النزوح وتداعيات انقطاع المرتبات والحرب الاقتصادية التي يشنها العدوان ضد بلادنا وشعبنا ، كان بإمكان مبلغ 19مليار دولار أن يحل كافة أزمات ومشاكل اليمن في الجانب الاقتصادي والمعيشي ويسهم بجزء بسيط في جانب إعادة إعمار ما دمره العدوان ، ولكن هوامير الفساد داخل الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها والمتعاونة معها تواصل وبوتيرة عالية بالمتاجرة بمعاناة وأوجاع الشعب اليمني.
بالمختصر المفيد، لا نريد مساعدات من أحد ، وإذا كانت الأمم المتحدة جادة في تدخلاتها الإنسانية كما تدعي فعليها أن تتجه نحو الضغط على قوى العدوان بإيقاف العدوان ورفع الحصار ، وإن استعصى عليها ذلك فعلى الأقل الذهاب نحو إلزام قوى العدوان ومرتزقته بالوفاء بالتزاماتهم وتعهداتهم بشأن صرف المرتبات ورفع الحظر المفروض على مطار صنعاء ،والدفع باتجاه تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة وتعز ، ولا حاجة للتسول باسم اليمن واليمنيين والمتاجرة بمعاناتهم وأوجاعهم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا