الثورة / صنعاء
التاسع عشر من إبريل 2018م في مدينة الحديدة التي استبسل في الدفاع عنها ، وبعد كلمة ألقاها في الجامعة ، رسم فيها ملامح معركة الساحل وطبيعتها ، “سنستقبلك على خناجر بنادقنا” ، موجها كلامه إلى السفير الأمريكي ، طمأن أبناء تهامة “لا قلق سنخوض البحر دونكم” وعقب مغادرته الجامعة بعد لقائه مع جمع من السلطة المحلية وأعيان من محافظة الحديدة، وما إن وصل شارع الخمسين قرب جولة الأقْرعي خلف فندق قصر الاتحاد ، حتى استهدفته طائرات العدوان الأمريكي السعودي بثلاث غارات جوية، ارتقى شهيدا إثرها مع مرافقيه الستة.
أمريكا هي من نفذت عملية الاغتيال للرئيس ومرافقيه، قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة النعي ، مصدر رفيع أضاف أن قوات أمريكية نفذت الجريمة ، كان الرئيس يتنقل بموكب أمني مكون من سيارتين يستقل واحدة مع سائقه ومرافقين اثنين، وأخرى تقل أفراد الحماية الخاصة ، وعقب عمليات رصد جوية سابقة ، ومن خلال عملاء على الأرض يجري حاليا محاكمتهم ضمن خلية كبيرة جل أعضائها مسؤولون رفيعو المستوى ، قاموا بزرع إحداثيات في الموكب الأمني الخاص بالرئيس الشهيد.
الثالث والعشرون من إبريل 2018م ، الجمهورية اليمنية تنعي رئيسها الشهيد
حداد لثلاثة أيام وتنكيس للأعلام أربعين يوماً
يوم الإثنين 23 إبريل 2018م ، عقد المجلس السياسي الأعلى اجتماعا استثنائيا ، خرج المجلس السياسي الأعلى ببيان للشعب اليمني يعلن فيه نبأ استشهاد الرئيس صالح علي الصماد ، وأقرّ اختيار مهدي محمد حسين المشاط رئيساً للمجلس السياسي الأعلى وفقاً للائحة الداخلية خلفا للشهيد.
جاء في البيان ” ننعي للشعب اليمني وللأمة جمعاء الرجل المؤمن المجاهد العظيم رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس الشهيد / صالح علي الصماد بعد عمر حافل بالمآثر العظيمة من العمل والعطاء والنضال والجهاد والصبر والصمود في شتى المراحل والظروف والأوضاع وأقساها.
وقد لقي الله تعالى مجاهدا بطلا وهو يتطلع الى لقاء ربه شهيدا ظهر يوم الخميس 3 / شعبان 1439هـ الموافق 19 ابريل 2018م في محافظة الحديدة إثر استهدافه بغارة جوية من قبل طيران العدوان الأمريكي السعودي وهو يؤدي واجبه الوطني”.
وأضاف البيان : ” ووفاءً لهذا القائد العظيم عهدا نقطعه وشعبنا اليمني العظيم ان نقابل الوفاء بالوفاء والصدق بالصدق وان نكون اوفياء له ولدمه الطاهر الذي قدمه مع ثلة من رفاق دربه وكل الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله والوطن والحرية والقيم والإباء والشموخ وان نواصل الصمود والتضحية شعبا صامداً صماداً حتى تحقيق النصر. ” .
وتعهد بالسير على خطى الشهيد ومواصلة دربه : ” كما عهدنا له ان الشعار الذي رفعه الشهيد ” يد تبني ويد تحمي” سيكون عنوانا للمرحلة القادمة وخارطة طريق نحو عمل مؤسسي بناء وتحرك جهادي شامل وفاعل لمقارعة قوى الغزو والاحتلال عهدا لن نفرط فيه وطريقا لن نحيد عنها مهما كان حجم التحديات ”.
وأكد بيان المجلس السياسي على استمرار صمود الشعب وقال : ” إن الأمة التي يقدم قادتها أنفسهم قرابين من اجل الله ودفاعا عن المستضعفين من عباده لهي امة عصية على الأعداء لا يمكن أن تركعها الأحداث أو تنحني أمام العاصفة وهي امة موعودة بنصر الله وتأييده ، وسنثبت لقوى العدوان أننا قيادة وحكومة ومؤسسات وشعبا أمة عصية لن نلين ولن نهون ولن ننكسر وسنواصل خطوات الصمود والنصر التي خطها الرئيس الشهيد بدمه وسنكون أوفياء لشهيدنا وقيادتنا وامتنا وشعبنا … “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.” .
ودعا المجلس السياسي الأعلى جماهير الشعب اليمني الى الحضور المشرف لتشييع الشهيد في الزمان والمكان الذي تحدده اللجنة المنظمة ونعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام لمدة أربعين يوما .
وشهدت العاصمة صنعاء في الـ 28 من أبريل حشودا لمئات الآلاف التي شاركت في تشييع جثمان الرئيس الشهيد صالح الصماد ، فيما كانت طائرات العدوان السعودي الأمريكي تفتح حاجز الصوت في محاولة لإرهاب المشيعيين ، تلى ذلك غارة على المشيعين سقط على إثرها عدد من الشهداء والجرحى ، لكن ذلك الاستفزاز وتلك الهمجية لم تؤد إلى المزيد من الحشد والصمود والتحدي .
السيد عبدالملك يحمل العدوان وعلى رأسه أمريكا مسؤولية الجريمة :
وفي خطاب مقتضب حمَل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قوى العدوان وعلى رأسها الإدارة الأمريكية المسؤولية “القانونية” لارتكابها هذه الجريمة وكل الآثار والتبعات المترتبة عليها، مؤكدا أن تلك الجريمة وسائر الجرائم لن تمر دون محاسبة بحق شعبنا.
وقال في خطاب له عقب التشييع :إن “اغتيال الصماد جريمة ظالمة لأنها بحق رجل مسلم لم يرتكب ذنبا”، مؤكدا أن “المساعدة الأمريكية في اغتيال الصماد كانت أساسية في العملية” .
نصر الله : الجريمة دليل إضافي
وفي برقية عزاء بعثها للسيد عبدالملك الحوثي اعتبر السيد حسن نصرالله الجريمة بأنها تشكل دليلا إضافيا على مدى ظلامية ووحشية قادة هذا العدوان، وفي نفس الوقت على مدى صبر ومظلومية وحقانية هذا الشعب اليمني الغيور.
المشاط خلفا للرئيس الشهيد
أقر المجلس اختيار مهدي محمد حسين المشاط رئيساً للمجلس السياسي الأعلى وفقا للائحة الداخلية للمجلس. وفي 25 من أبريل 2018م ، أدى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب اليمني رئيسا للمجلس السياسي الأعلى في اليمن خلفا للشهيد صالح الصماد ، وأكد المشاط في كلمته أمام مجلس النواب أن مشروع الشهيد الرئيس الصماد لبناء الدولة تحت شعار “يد تحمي ويد تبني” هو مشروع المرحلة المقبلة.
عهد المشاط
في كلمة الوداع التي ألقاها بجامعة الحديدة ، حدد الشهيد الرئيس صالح الصماد ملامح معركة الحديدة وطبيعتها «سنستقبلك على خناجر بنادقنا» ، تَوَجّه بها الرئيس الشهيد، صالح الصماد، إلى السفير الأميركي ،حتى آخر اللحظات التي خَتَم بها حياته، ظلّ الرئيس واعياً طبيعة المعركة وأبعادها: الأميركيون هم عرّابو عملية الحديدة خصوصاً، والعدوان السعودي ــ الإماراتي عموماً. ولذا جاء الرد على تخرّصات متملّقي ماثيو تولر بهذا الشأن من داخل الحديدة نفسها، في وقت كان فيه أزلام السعودية والإمارات يطلقون موجة تصعيد جديدة على الساحل الغربي، خاطبهم الشهيد الصماد، بشجاعته المعهودة، قائلاً: «لن تجدوا في الحديدة مرتزقاً يُبلغكم مَبلَغكم»، وما مخادعة «العملاء القدماء الجدد» لكم بأن «أبناء الحديدة ضابحون وسيستقبلونكم بالورود»، إلا أوهام ، «أنستقبل مرتزقتكم ليفعلوا بنا ما فعلوا بالأفارقة؟!»”الأخبار”
في خطابه التاريخي بميدان السبعين في الذكرى الثالثة للعدوان على اليمن 26 مارس 2018م ، أطلق الشهيد الرئيس الصماد مشروعه التاريخي “يد تحمي ، ويد تبني” ، واضعا من خلاله اللبنات الأولى لبناء الدولة اليمنية العادلة ، وهو ما أكد عليه بيان العزاء الصادر عن المجلس السياسي الأعلى ، وتعهد بإنجازه فخامة الرئيس مهدي محمد المشاط الذي يمضي اليوم بإرادة واثقة وصلبة على النهج الذي أرساه الشهيد الرئيس ، مؤذنا بعهد جديد أراده الصماد ووضع لبناته الأولى.
على أن “يد تحمي ويد تبني” كان بمثابة الوصية التي تركها الشهيد ، وتعهد فخامة الرئيس بإنجازها ، ففي كلمته الأخيرة التي ألقاها بمناسبة مرور أربعة أعوام على العدوان ، أعاد فخامة الرئيس المشاط من خلال إعلانه إطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة التأكيد على المضي وفق النهج الذي وضعه الشهيد الصالح الصماد ، وننتظر قراره التاريخي بإطلاق الرؤية الوطنية لبناء الدولة كإطار شامل لبناء المؤسسات والهيئات لإنجاز دولة مدنية يمنية عادلة.