كفاكم صمتاً..وانقذوا أطفالنا

نوال أحمد
في كل يوم من أيام العدوان الآثم على بلادنا والمآسي تتعاظم والأحزان تتراكم في صدورنا؛ فالأرض ضاقت بما رحُبت جراء ما يصنعه تحالف الإجرام بنا وببلادنا.
فما تمارسه قوى العدوان من توحش وإجرام قد تعدى كل الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمراء؛ طيلة أربعة أعوام الماضية لم تسكن آلامنا وما انتهت ولا انجلت أحزاننا؛ فإلى متى أيها العالم..
أخبرني متى تتوقف شلالات دمائنا؛ متى تندمل جراحاتنا؛ متى تتوقف أوجاعنا؛ متى تجف دموعنا؛ ومتى تهدأ آهاتنا وإلى متى سيكتفي العالم بمشاهدة مسلسل الإجرام والتوحش الذي يصنعه العدوان والحصار في بلادنا !!؟
فها هنا وعلى هذه الأرض الكربلائية وكل الأيام التي هي من أيام الله تمر علينا كلها أيام عاشورائية؛ لا يكاد يمر يومٍاً إلا وقد ارتكب العدوان مجزرة بحق أطفالنا ونسائنا لا يمر علينا يوم إلا وقد صنع العدوان في وطننا مأساة وكوارث إنسانية تهد الجبال.
منذ بدء العدوان على مدى أربعة أعوام خلت ارتكب العدوان خلالها آلاف المجازر المروعة بحق المدنيين الأبرياء والتي تشمئز لها النفوس وتقشعر من هول بشاعتها الأبدان وتتوجع لها القلوب وتهتز لها كل الضمائر الإنسانية.
كل يوم والعدوان الأمريكي السعو اماراتي يغدر بأطفالنا ويخطف أرواح صغارنا؛ ودون وداع يغيبون؛ ومظلومون مقتولون يرحلون ويُغادرون؛ فالعدوان يتوعد أطفالنا بالفناء دون حسيب أو رقيب؛ ودون أي رادع يردعه؛ فهو عدوان لا يحمل ديناً ولا أخلاقاً؛ لا يراعي في حقنا أي حرمة؛ عدوان ينتهك كل المواثيق والقوانين الدولية؛ ويخترق كل الشرائع السماوية؛ يتربص بأطفالنا لينهيهم ويقضي على حياتهم ليحرمهم من حقهم في الحياة ؛يستهدف أطفالنا بكل انواع الاستهداف، فحيناً استهداف مباشر قصف بغاراته او موت محتم بالجوع والخوف والمرض والألم.
لم تهدأ أوجاعنا ولم تسكن جراحاتنا بعد وما زالت قلوبنا محروقة على ماحل بأطفال ضحيان وما ارتكبه العدوان السعوامريكي اماراتي من جرم بحقهم.
لم ننس تلك الفاجعة الكبرى التي أوجعت كل قلب وأبكت كل عين
لم تمح من ذاكرتنا تلك المأساة الكبرى والمؤلمة بحق طلاب مدرسة جمعة بني فاضل بحيدان. ولن ننسى مأساة المجزرة التي ارتكبها العدوان بحق طلاب ضحيان.a
وهاهو العدوان من جديد يصنع مأساة جديدة ويرتكب مجزرة مشابهة لتلك المجازر السابقة بحق أطفالنا؛ ولكن هذه المرة بحق زهرات بلادي وطالبات صغيرات في مدرسة بحي سعوان في العاصمة صنعاء.
وهكذا في كل يوم تتكرر المآسي والأوجاع بالإنسان اليمني هكذا منذ اربعة أعوام في بلادنا؛ وبكل برودة دم يتعمد العدوان قتل أطفالنا الصغار؛ وهكذا تنتزع أرواح أبنائنا وبناتنا دون أيما رحمة أو شفقة؛ هكذا تقتل طائرات الحقد أحلام الطفولة في بلادي وهكذا تنتزع البسمة من شفاههم وتغتال براءتهم وتدفن طفولتهم. وبدون ذنب.
ففي أي دين واي دستور وأي شريعة وأي قانون أحل لأولئك الأوغاد قتل الأطفال الأبرياء؛ وما هو الذنب الذي اقترفه أطفالنا ليحل لأولئك قتلهم واقتلاع زهور البراءة من بلادنا.
فيا أيها العالم المأجور!
ألا يحق لأطفالنا أن يعيشوا كبقية الأطفال؟
وهل حُرمت عليهم الحياة كي يُقتلوا صغارا وبدم بارد وهم في منازلهم أو في مدارسهم لكي يتفرج عليهم العالم بكل هذا الصمت المخزي!!
أطفالنا سمعوا كثيرا عن حقوق الطفل؛ وأنه من حق الطفل أن يعيش وان يتعلم وان يلهو ويلعب وان تتوفر له كل الحقوق التي كفلها له قانون الإنسانية.
ولكن أطفالنا لم يشاهدوا من تلك الحقوق التي يتكلم عنها العالم إلا القتل وإلا اليتم والتشريد والمعاناة؛ فمن لم يمُت من أطفالنا بالصواريخ يموت وهو يقاسي ألم الجوع والمرض، والحرمان حتى من أبسط الحقوق من الغذاء والدواء لماذا لم يتم توفير الحماية لهم من هذه الحرب العدوانية الظالمة التي دمرت أحلامهم واغتالت براءتهم وسلبتهم حق الحياة.
لأنهم أطفال اليمن تُستباح دماءهم؛ ويجوز للآخرين قتلهم!؟
فلأنهم أطفال اليمن فإن دماءهم البريئة والطاهرة والغالية؛ هي من ستجرف كل القتلة والمجرمين بعدل الله المنتصر لعباده المظلومين؛ وهي دماء كفيلة بأن تهلك كل الظالمين بقوة الله المنتقم والله ليس بغافل عما يعمل الظالمون.

قد يعجبك ايضا