ما الهدف من استمرارية الاقتتال بين فصائل التكفير الوهابي في مدينة تعز ؟
فهمي اليوسفي
من يغوص بعمق ويفتش عن مجريات الأحداث في مدينة تعز خصوصا أحداث هذه الأيام بين فصائل التكفير سيجد القارئ الحصيف الأهداف واضحة من خلال ترجمة ما بين السطور وأهم هذه الأهداف من وجهة نظري – التي تسعى لتنفيذها تلك الفصائل هي التكفير والتفجير لتتمكن من إفراغ ما تبقى من سكان هذه المدينة إلى خارجها ويتاح لها استكمال سيطرتها على منازل ومتاجر الساكنين والاستمرار في نهبها وتشكيل ضغط على المناطق الخاضعة لسلطة القوى المضادة للعدوان ومن ثم كل فصيل يتولى نقل عناصره المتوحشة إلى المدينة سواء من اليمن أو خارجها، وهذا ما هو ملموس ثم تتحول هذه المدينة إلى إدلب أخرى ويتم تقسيمها إلى مستودعات داعشية وكل يتلذذ بفريسته.
الهدف الثالث ، تدمير مدنية هذه المحافظة بإسم الدين الوهابي المتوحش، مع أن اليهود لديهم أطماع قائمة في تعز من الماضي للحاضر.
الهدف الرابع، تصفية ما تبقى من العناصر المحسوبة على القوى الوطنية منها اليسارية التي لم تشارك في القتل والعدوان مع الأخذ بعين الاعتبار أن فصائل التكفير تمكنت من الزج بكثير من الشباب المحسوبين على القوى غير التكفيرية في الجبهات والمتاجرة بهم من خلال استثمار أوضاعهم المعيشية الصعبة وهذا يعد جزءاً من الاستهلاك للشريحة الشبابية ويعتبر قتلاً للمستقبل بحكم أن الطفل والشاب يمثلون المستقبل .
الهدف الخامس ، ضمان وتمكين القوى الدولية والإقليمية المشاركة في العدوان من بناء قواعد عسكرية مدرجة ضمن بنك المطامع التوسعية للغرب وإسرائيل وأدواتها الإقليمية ممثلة بدولتي الإمارات أو السعودية، والذي يتطلب من وجهة نظرهم أن تكون المنطقة مفرغة من السكان لتضمن قوى الاحتلال سيطرتها على باب المندب .
الهدف السادس، تدمير ما تبقى من مساجد وقلاع تاريخية كجزء من قتل الذاكرة التاريخية للمحافظة.
الهدف السابع ، تمزيق النسيج الاجتماعي وطمس معالم الجرائم التي ترتكب بحق المحافظة وأبنائها خصوصا منذ بدء العدوان وحتى اليوم ليكون كل فصيل يوجه التهمة للآخر ضماناً لعدم وجود أي مساءلة وتتبع هذه الفصائل القاعدة البريطانية التي تنص على “فرق تسد” .
الهدف الثامن ، تمكين وتوطين القوى الخارجية الطامعة من هذه المحافظة وبنفس الطريقة التي اتبعتها إسرائيل بفلسطين.
الهدف التاسع ، إقحام بقية القوى المساندة للعدوان في الجريمة بحيث يظل موقفها ضعيفاً خصوصا المؤتمر من خلال إقحام رموزه في المساندة للعدوان على أن يستمر برنامج استهلاكها .
الهدف العاشر ، إيصال هذه المحافظة إلى ذروة الفوضى وعلى غرار البرنامج الأمريكي “الفوضى الخلاقة” باعتبار أي استقرار في تعز ينعكس سلبا على قوى الاحتلال في الجنوب أو الشريط التهامي .
الهدف الحادي عشر ، تعطيل التعليم في كل المؤسسات التعليمية كوسيلة لتوسعة رقعة الجهل والتخلف واغتيال وتصفية الكوادر العلمية والأكاديمية .
الهدف الثاني عشر، الإعداد والتحضير لنقل المعركة بين فصائل التكفير إلى أعماق الريف ومؤشراته بدأت تبرز من خلال الإعداد والتحضير لمعارك بين هذه الفصائل تجلت بعضها في مديرية الشمايتين وتحديدا التربة مما سيجعل العامة من السكان في حالة هجرة ونزوح إلى خارج المحافظة .
هذه نبذة عن الأهداف ولاستكمال تحقيقها فقد أتبعت قوى العدوان وسائل عدة منها :
تمويل العناصر المنحرفة لاغتصاب الأطفال، الأمر الذي يدفع أسرهم للهجرة وترك كل شيء وهذا يعتبر قتلا للطفولة وعلى نفس نموذج الجرائم التي ارتكبت في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا من قبل الدواعش. وبإشراف غربي .
تمويل العناصر الإجرامية على ارعاب المواطنين من خلال ارتكاب جرائم بحق الآمنيين على سبيل المثال كما حدث بإلقاء قنابل على صالات الأعراس النسائية ما يترتب عليه نزوح المواطن المغلوب على أمره إلى خارج المحافظة .
السماح لقوى اجنبية بارتكاب جرائم اغتصاب بحق النساء كما حدث من قبل المرتزقة السودانيين ممن يطلق عليهم “جنجويد” في الساحل التهامي .
رفع درجة الترويج والتضليل الإعلامي عبر المؤسسات الفضائية وغيرها بتناول قضايا جزئية وترك الأهم منها الترويج لقضية الاغتصاب الجنسي لمعتقلين في سجون الإمارات وإغفال قضية الاغتصاب التي تتعرض لها اليمن على مدى 4 سنوات مضت وحتى اليوم بحيث تكون نظرة العامة لا تتجه لما هو أهم وأخطر.
دعم مبطن لبعض العناصر المدسوسة في القوى المضادة للعدوان لاختلاق ضجيج إعلامي وفوضى فسبوكية تعمق الخلافات بين أبناء تعز ممن هم ضد العدوان بعضهم ربما إعلاميين ممن كانوا يسبحون لسلمان بعكاظ السعودية التي هي استخباراتية وممن روجوا لمبادرات في تعز ترتب عليها سحل دموي لعناصر أبرياء من قبل الدواعش أو ربما كانوا من عسس النوبلية توكل. وهذا ما نبه وحذر منه السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله.
على ضوء ما سلف فإن القوى الدولية والإقليمية الطامعة تبدأ عملية التصعيد الإعلامي بأن تعز فيها جريمة إرهابية وعناصر إرهابية كمبرر للسيطرة التامة عليها، لتبدأ عملية البسط و التوطين للأجانب وبنفس نموذج الاغتصاب لفلسطين.
هنا أكون كما أسلفت باختصار أوضحت الأهداف المبطنة لفصائل التكفير والتفجير التي تتقاتل في تعز .. وبالتالي كل من ساند قوى العدوان من الداخل فهو شريك في الجريمة وخيانة الوطن .