جريمتا بدر والحشحوش في ذكراهما الرابعة

 

عبدالفتاح علي البنوس

تمر علينا اليوم ذكرى أليمة ومحزنة أدمت القلوب وأبكت الأعين وأدخلت الحزن إلى داخل كل بيت يمني ، وعاش اليمنيون حالة من الذهول والصدمة من هول ما حصل ، فلم يكن في الحسبان أن يكون الأعداء بكل هذه الخسة والنذالة والوحشية والإجرام ، والجرأة التي تدفعهم للزج بانتحاريين لتفجير أنفسهم داخل بيوت الله وفي يوم الجمعة وذلك بهدف حصد أرواح أكبر عدد ممكن من المصلين .
إنها الذكرى السنوية الرابعة لجريمتي تفجير مسجدي بدر والحشحوش بأمانة العاصمة والتي وقعت في يوم الجمعة الدامية في 20مارس 2015م بواسطة انتحاريين تظاهروا بالمرض بعمل جبس على أقدامهم والسير بعكازات بهدف عدم لفت الأنظار نحوهم والدفع بأفراد الحراسة للتعاطف معهم وعدم الاشتباه بهم ، حيث كان المخطط الشرير الذي كان يستهدف أيضا جامع الإمام الهادي بصعدة والذي فشل منفذه بعد أن اشتبه أفراد الأمنيات المكلفون بالتفتيش على مداخل المسجد بالشخص الذي كان يمشي بالعكازة حيث فضحه حجم الجبس الذي كان يحمله الانتحاري مما دفع بهم لنقله للبحث الجنائي للتأكد من محتوى الجبس الذي لم يكن متناسقا مع حجم القدم حيث انفجر هناك ، يعتمد على عنصرين الأول انتحاري ينفجر داخل مسجدي بدر والحشوش وعنصرين ينتظران أمام بوابة المسجدين للانفجار بالمسعفين والهاربين من الانفجار الأول وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا ليصل إلى قرابة 142شهيدا وأكثر من 350جريحا بينهم العديد من الأطفال الذين كانوا بصحبة آبائهم لأداء صلاة الجمعة وفي طليعتهم شهيد المنبر الدكتور العلامة المرتضى بن زيد المحطوري رضوان الله عليه ، والقاضي العلامة عبدالملك المروني رضوان الله عليه والعديد من رجال العلم والقضاء والنخب المجتمعية.
أربعة أعوام مرت على هذه الذكرى الفاجعة التي جاءت نتيجة ثقافة العنف والتحريض الوهابية التي لطالما حرضت على مركز بدر وجامع الحشحوش ووصفها بالحسينيات وتشويه صورتهما وشرعنة قتل من فيهما ، تماما كما حصل في تفجير مسجد البليلي ومستشفى العرضي ، حملات التحريض التي كانت ترى في المساجد المستهدفة حوزات إيرانية مجوسية يجب استهدافها علاوة على التحريض المكثف ضد شخصيتي الشهيد الدكتور المرتضى المحطوري والشهيد الحي الدكتور طه المتوكل الذي نجا من التفجير بعناية الله ، فكانت هذه التفجيرات التي أعلن ما يسمى بتنظيم القاعدة المسؤولية عنها والتي جاءت عقب يومين من جريمة اغتيال الشهيد عبدالكريم الخيواني، خطوات استباقية مهدت للسعودية والصهاينة والأمريكان شن عدوانهم الهمجي على بلادنا بعد خمسة أيام وبالتحديد في 26مارس 2015 م.
بالمختصر المفيد، تفجيرات بدر والحشحوش في ذكراها الرابعة شاهد حال على الإفرازات العفنة لثقافة الكراهية والتحريض والحقد والتعبئة المغلوطة والشحن الطائفي والمذهبي المقيت ، والاستهداف لكل ما يمت للإسلام بصلة ، تحت يافطات وعناوين مشبعة بالدجل والتدليس والتلبيس والكذب والافتراء ، وهي الثقافة التي تمولها السعودية والإمارات وترعاها أمريكا وإسرائيل ومن خلفهما اللوبي اليهودي العالمي الذي أنتج القاعدة وداعش والنصرة وغيرها من الجماعات والتنظيمات الأمريكو صهيو وهابية ، والذي أنتج أيضا سفاح نيوزيلندا اللعين الذي ارتكب جريمته النكراء في حق المصلين في مسجدين أثناء تواجدهم لأداء صلاة الجمعة والذي خلف 50شهيدا وعدداً من الجرحى .
الرحمة والخلود لكافة شهداء تفجيرات بدر والحشحوش وكافة الشهداء الأبرار ، والشفاء للجرحى والعون والتوفيق لكافة المعاقين جراء ذلك ولكافة جرحى الجيش واللجان الشعبية ، والحرية والخلاص للأسرى والمعتقلين والمفقودين ، والخزي والعار للقتلة المجرمين وللبغاة المعتدين وللمرتزقة أجمعين من يومنا هذا إلى يوم الدين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا