بين شرعية الكرامة وحكومة الاهانة

سارة المقطري
لا تختلف بروتوكولات استقبال الرؤساء كثيراً من دولة لأخرى فهي تحمل في طياتها  إتيكيتاً خاصاً ملتزماً بقواعد الدبلوماسية , ولكن لكل قاعدة شواذ ..فمثلا في العام 2015م كسر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، القاعدة حيث يقضي البروتوكول الرئاسي الأمريكي في البيت الأبيض، أن يستقبل الرئيس ضيوفه في المكتب البيضاوي، ولكن كسر أوباما البروتوكول – آنذاك – في استقبال الملك سلمان بن عبدالعزيز ، واستقبله أمام بوابة الجناح الغربي في البيت الأبيض، في تصرف نادر.
ووصلت تلك القواعد الى مستوى شذوذ غير مسبوق في القمة العربية الاوروبية هذا العام والتي عقدت في شرم الشيخ في 24 من فبراير المنصرم وحكمت هذه القمة معايير اكثر اهمية عن من هو الضيف المستقبل وشرعيته ومكانته، فمكانة سلمان بن عبدالعزيز مثلا تختلف تماما عن مكانة حمد بن عيسى آل خليفة، منها عن مكانة هادي وشرعيته التي ادعاها منذ زمن وثبت هزليتها وكذبتها في ذلك الاستقبال الاقل من دبلوماسي ..فعلى سبيل الدبلوماسية كان  لرئيس الدولة المستضيفة ( السيسي) ان يستقبل ضيفه (هادي ) أو على أقل تقدير يستقبله رئيس الوزراء أو على أقلها نائب رئيس الوزراء, أو في أضعف الاستقبال وزير الخارجية , ولكن ان يوكل الى وزيرة البيئة استقبال هادي !!!!
هنا نتساءل ما العلاقة بين وزيرة البيئة ورئيس دولة اليمن التي شاركت مصر في العدوان عليها ؟
هادي اليوم هو رئيس افتراضي , رئيس بلا دولة يديرها، بل يقبع في فنادق دولة اخرى بالكاد تستقبله وثلة من حكومته الذين تقتصر مهمتهم على تبديل الغرف التي يقبعون فيها وهم في حقيقة الامر أسرى لا اكثر ولا اقل .
في الجانب الآخر توجه رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام وعضو الوفد عبدالملك العجري وبدعوة رسمية لهما من البرلمان الاوروبي الى عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل للقاء اعضاء البرلمان الممثلين لدول مختلفة من الاتحاد الاوروبي لمناقشة قضايا اليمنيين واوجاعهم سياسيا وانسانيا واقتصاديا والعديد من القضايا التي تلامسهم .
هنا نسأل من يمثل اليمن؟ بل من يمثل اليمنيين ؟, من يمثل دولة اليمن ومن يمثل دولة الفنادق ؟هل اليمنيون بحاجة الى خطاب مكتوب يلقيه هادي امام 40 رئيس دولة ورئيس حكومة ,خطاب مليء بعبارات المجاملة والمدح والثناء على من ساهم في قتل اليمنيين وبالطبع لا يخلو من الاخطاء اللغوية والنطقية التي عودنا هادي ان يلوث مسامعنا بها .
اليمنيون بحاجة الى من يُسّمع صوتهم ومعاناتهم وأوجاعهم لهذه العالم , يوصل صوت الطفل الذي يموت بسبب سوء التغذية , وتلك الام التي تبكي وجعا لأن الحليب جف من ثديها ولا تستطيع انقاذ طفلها نتيجة الجوع ,وذاك الاب الذي ينام وهو يترقب ان يستيقظ الصباح ويجد عائلته قضي عليها نتيجة قصف عدواني غير متوقع , وتلك الفتاة التي تنتظر الموت نتيجة عدم قدرتها على الحصول على جلسات غسيل كلوي , من يسمع صوت الاب الذي فقد بيته ومسكنه والام التي قضى ابنها شهيدا وهي تحسبه عند الله هدية .
ألا يكفي كل هذه العقوبات لكي يضاف اليها (هادي ) الذي هو بذاته عقوبة اليمن الكبرى ؟.
يدرك اليمنيون اليوم من يرفع صوت مظلوميتهم ومن يحفظ كرامتهم ومكانتهم التاريخية والجغرافية وحتى الدبلوماسية والسياسية
ومن مازال يتخندق في اطار ما تسمى بالشرعية المزعومة فليضع مجهر التكبير امام عينيه لينظر من خلاله بشكل أوضح من هي الشرعية الحقيقية لليمنيين واين وكيف؟ .

قد يعجبك ايضا