الثورة نت/..
لست بحاجة إلى مركبة فضائية أو أن تكون رائد فضاء لتزور” سطح القمر”، فبإمكانك الذهاب مشيا على الأقدام في تونس والاستمتاع بمنظره الفريد والرائع والتقاط صور تذكارية.
يتراءى لزائر مدينة السمار في محافظة تطاوين جنوب شرقي تونس موقع “عين شرشارة” الذي بات يعرف اليوم باسم “سطح القمر” فهو شبيه جدا بالقمر، وحال دخولك المكان سرعان ما تنسى كوكب الأرض لتبحر في عالم من الأحلام.
صخور بأشكال هندسية متنوعة وغريبة يتخذ أغلبها شكل الفطر وألوان مختلفة فضية وحمراء وبنية نحتت عليها خطوط لولبية في تناسق عجيب يطغى عليها لون أسود قاتم، مكان يكاد يخلو من أي نباتات إنه “سطح القمر”.
المكان ليس كالأماكن العادية التي توجد على الأرض، والصخور هنا تتخذ أشكالا غريبة تختلف عن أشكال صخور الكوكب الأزرق، إنه مثل لوحة فنية عملاقة امتزجت فيها الألوان الترابية وتنوعت فيها الأشكال الهندسية.
ويمتد موقع “سطح القمر” على مساحة تزيد على خمسة هكتارات، ترتفع فيه آلاف الصخور المتحجرة التي يبلغ طول البعض منها نحو مترين، كما تمتاز في الأغلب بلونها الأحمر الشبيه بلون الرمال الصحراوية.
موقع في عمق الصحراء التونسية بتضاريس وفوهات توحي لزائره أنه في ساحة ديكور فيلم تاريخي أو فيلم رعب، أو أنه أمام أحد اللوحات الفنية أو المنحوتات الأثرية، وما زاده جمالا مياه العين المتدفقة بين الصخور.
يتوافد الزوار يوميا من داخل البلاد وخارجها على الموقع وعلامات حب المغامرة تعلو محياهم وكأنك بهم على سطح القمر فعلا، يمشون بحذر بين الصخور المتفاوتة الأحجام.
أحدهم يلمس سطوح الأحجار في غرابة ليتثبت من نوعيتها، والآخر يدقق في ألوانها وأشكالها الغريبة، في حين يهرع آخرون إلى اختيار مكان مناسب لالتقاط صور وفيديوهات ونشرها سريعا على مواقع التواصل.
الجميع هنا نسي أنه على كوكب الأرض وسرح بخياله بعيدا، يقول عماد “أحس أنني على سطح القمر، فعلا إنه شعور رائع”، وعلى مقربة منه أم تقنع ابنتها الصغيرة بالعودة بعد أن رفضت باكية، فهي تظن أنها فعلا خارج كوكب الأرض.
مراد مصور فوتوغرافي أتى مع صديقه خصيصا لالتقاط صور في المكان المميز، يقول للجزيرة نت “أقل ما يقال عن المكان إنه مذهل وساحر، أتيت لألتقط صورا وأستمتع بالمنظر الطبيعي الخلاب”.
يقول المختصون في الجيولوجيا إن موقع “عين شرشارة” يعود تاريخه إلى أكثر من مئتي مليون سنة، أي إلى العهد الترياسي الذي ظهرت فيه الديناصورات.