> لا يكاد يخفى على من يزور مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة ومن أول وهلة الحالة المترهلة التي تعيشها وهو ما يجعل منها قلقاٍ دائماٍ لكل ساكنيها الذين يكتوون بنار فواتيرها التي تأخذ من كل فرد منهم عنوة رسوم نظافة وتحسين ومع ذلك لم يروا لا نظافة تامة ولا تحسين كما ينبغي أن يكون لتلك المدينة الوادعة التي تنام على بحر من المجاري والبالوعات التي يطفح بعضها ولا يتم شفطة إلا بعد استدعاء المواطنين لبوزة »وايت« المجاري التي تأتي للشفط مقابل مبالغ كبيرة يدفعها المواطنون وكأنهم لا يدفعون رسوم نظافة على الفواتير ولا على لوحات الإعلانات والمحلات.
أضف إلى ذلك ما تشكوه مدينة الغيضة من نقص في الكهرباء وعدم إنارة بعض الشوارع فضلاٍ عن عدم صيانة ما يتلف من مصابيح وأعمدة وهذا ما جعلنا نطرح الأمر برمته على مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق المهندس سالم محمد العبودي وخرجنا بالحصيلة التالية:
• ونحن نطوف شوارع مدينة الغيضة التقينا بالعديد من المواطنين ووجدناهم يشكون من سوء ما وصلت إليه المدينة من تشوه شوارعها بعدم الرصف وتقشع ما تم رصفه فضلاٍ عن انتشار مخلفات البناء دون أن تحركوا ساكناٍ.. فما ردكم¿
- نشكر أولاٍ الإخوة في صحيفة »الثورة« الذين أتاحوا لنا الفرصة في التعبير عن المعاناة التي يعانيها الإخوة المواطنون وأهم المشاريع التي انجزت والتي سيتم إنجازها فبالنسبة للشوارع الداخلية لعاصمة المحافظة مدينة الغيضة تم التوقيع مع إحدى شركات المقاولة لتنفيذ حوالي 40كم سفلتة وتوسعة والمقاول قد بدأ العمل قبل 4 أشهر والعمل الآن مستمر وهناك عوائق حاصلة في شوارع الغيضة ربما قد لاحظتموها أنتم أيضاٍ من حيث وجود الخدمات من كهرباء واتصالات لعدم وجود تنسيق بين الجهات الخدمية من حيث الخدمات يعني المقاول الآن على أساس يبدأ عمله لا بد أن تقوم مؤسسة الكهرباء ومؤسسة الاتصالات والهاتف ومؤسسة المياه والمجاري بعمل حفرياتها قبل البدء بالشق والسفلتة حتى لا نضطر للحفر بعد ذلك وتشويه الشارع.
ولكن الآن هذه الجهات الخدمية قد التقى بها الأخ المحافظ لإعداد خريطة خدمية متكاملة من هذه الثلاث الجهات وكل جهة تحدد خدماتها والمقاول خلال الأشهر القادمة إن شاء الله سيقوم بتوسعة كل شوارع مدينة الغيضة وسفلتتها ورصفها.
أما بالنسبة للحفريات ومخلفات البناء فالحقيقة أنك أتيت ومكتب الأشغال لا يملك أية معدات لنقل المخلفات ونحن موعودون منذ حوالي 4سنوات بوحدة شق التي تشمل الناقلات والشيولات وما إليها إلى الآن لم توجد السيارات الخدمية في المكتب ولا نملك سوى سيارة شبه متهالكة ومعظم عملنا نجريه بسياراتنا الشخصية وكل موظف عنده سيارة شخصية يعمل بها ونقوم بتوزيع الوقود عليهم وهذا هو الحاصل في المكتب.
كورنيش الغيضة
• ألا توجد لديكم خطة لتجاوز هذا الواقع¿
- أكيد لن نقف مكتوفي الأيدي لكن هناك معوقات تقف أمامنا سوف نتجاوزها فمثلاٍ مشروع الأرصفة نحن مرتبطون بوزارة الأشغال وكلما رفعنا طلبات بعمل تلك الأرصفة يتحججون بأن الأرصفة لا يمكن أن تتم إلا بوجود شق وشبكة صرف صحي ومحافظة المهرة إلى الآن لم يتم فيها تنفيذ شبكة صرف صحي يعني في مشاريع المحافظة محرومة منها تماماٍ فالأرصفة مثلاٍ معدومة لارتباطها بشبكة الصرف الصحي المعدومة أصلاٍ.
لكن هناك تحسيناٍ من خلال إنشاء المرحلة الأولى من مشروع كورنيش مدينة الغيضة الذي تموله وزارة النفط وقد تم الانتهاء منه والآن تقوم وزارة الأشغال العامة والطرق بالمرحلة الثانية لمسافة حوالي كيلومتر بتكلفة مائتي مليون ريال وقد وعدنا الأخ وزير الأشغال باستكمال المرحلة الثالثة على نفقة الوزارة أيضا وهو المتنفس الوحيد الموجود في إطار المحافظة في ظل انعدام الحدائق العامة الكبيرة التي لم ينفذ منها أي شيء حتى الآن.
تنازع الصلاحيات
• وهل تسبب لكم المركزية الشديدة إرباكاٍ في عملكم¿
- نعم نحن نكاد نختنق من هذه المركزية الجائرة فأي مطالب لنا يتم ترحيلها من جهة إلى أخرى بسبب المركزية تصور حتى الأثاث للمكتب حين نذهب لنطالب السلطة المحلية تقول لنا هذا على المركز وحين نذهب إلى الوزارة في صنعاء يقولون لنا هذا على السلطة المحلية وهكذا يتم التلاعب بنا بسبب المركزية والمكاتب تاهت بينهما¿!!
• الأهالي يشتكون من طفح المجاري¿
- هذه مشكلة كبيرة ونحن فعلاٍ نعاني منها في مدينة الغيضة وإذا استمر الوضع كما هو حالياٍ فقد يتحول إلى كارثة بيئية بسبب البيارات ومحافظة المهرة لا يوجد فيها سوى بوزة »وايت« واحدة لشفط البالوعات تتبع المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي ولا توجد شبكة مجاري ولا تصريف لها إلى خارج المدينة ما يعني بالضبط أن مدينة الغيضة تنام على بحر من البالوعات وهذه العربة الخاصة بشفط المجاري حين تذهب إلى بعض المدن الأخرى كسيحوت أو قشن فإن الناس قد يظلون أياماٍ ينتظرونها حتى دون أن يستطيعوا القيام بأي شيء حيال طفح المجاري.
غياب التقييم
• وهل رفعتم بهذه الإشكالية أو طالبتهم بمعالجتها¿
- نحن دائماٍ نرفع ونشكو ولكن لا حياة لمن تنادي وهناك توجيهات عليا لكنها إلى الآن لم تر النور!!
> برأيك أين يكمن الحل لكل هذه المشكلات¿
- الحل في التقييم الحقيقي من قبل وزارة الأشغال من أجل التوزيع الفعلي للمشاريع حسب الاحتياج خاصة وهناك دعم هولندي وياباني لهذا المجال لكن الذي يثير الغيظ أنه لا يوجد هناك تقييم ولا توزيع عادل لتلك المشاريع تصور أن هناك محافظات تحصل كل عام على مشاريع من هذا القبيل بينما محافظة المهرة لم تحصل من الوزارة على شيء منذ حوالي 11 أو 12 عاماٍ وحتى السيارات الست أو السبع التي تتبع صندوق النظافة والتي تم صرفها من وزير الأشغال السابق الدفعي لم تعد تكفي وهي الآن متهالكة ونحن الآن نعاني كثيراٍ.
تخفيض الدعم المركزي
• ما تقييمكم لدور السلطة المحلية وصندوق النظافة¿
- الأخ المحافظ مشكور يقوم بالمتابعة مع السلطة المركزية وصندوق النظافة لا يستطيع مشاركتنا في تحسين المدينة حسب ما هو موكل إليه وإيراداته المالية ضعيفة وبالكاد تغطي رواتب الموظفين.
• كيف تكون إيرادات صندوق النظافة ضعيفة وهو يجبي رسوماٍ على كل اللوحات الإعلانية فضلاٍ عن رسوم الفواتير¿
- فعلاٍ لكن لا يتم جبايتها كاملة.
• يعني أنه مقصر في عمله¿
- لا الصندوق من حيث العمل يبذل جهداٍ كبيراٍ لكن كان هناك دعم مركزي والرسوم الخاصة بالصندوق من فواتير الكهرباء والماء تأتي مركزياٍ عبر وزارة المالية التي قامت بتخفيض هذا الدعم وهو الآن يعتمد على الإيرادات التي يجبيها محلياٍ ولديه عمال نظافة وسيارات بالأجر تعمل في 8 مديريات وقبل أشهر تم شراء سيارتين وهذا كله من إيرادات الصندوق التي بالكاد تغطي جانب النظافة أما في جانب التحسين فالأخ المحافظ قد وجه الصندوق بالإشراف على كورنيش الغيضة وتأجيره لمستأجر يستثمر فيه وتكون عائداته للصندوق من أجل التحسين.
مشاريع قيد الإنجار
• وماذا بالنسبة للمشاريع المتعثرة¿
- نحن في قطاع الأشغال ليس لدينا إلا مشروع واحد هو في بادية بن زياد وقد تم تصفيته وقبل ستة أشهر تقريباٍ نزلت لجنة وزارية إلى المحافظة وصفت المشروع لكن لدينا الآن ثلاثة مشاريع قيد الإنجاز وهي مشروع توسعة الخط الاسفلتي من الشحر إلى سيحوت ومن الغيضة إلى نشطون والتوسعة الداخلية لشوارع مدينة الغيضة بتكلفة حوالي مليارين و002مليون ريال.
• وهل ستقفون عند ذلك أم لديكم مشاريع أخرى¿
- هناك مشروعان تم فتح الاعتماد لهما من قبل وزارة المالية وهناك طرق في مديرية حات لربط عاصمة المديرية ببعض المناطق بعد أن كانت معزولة وذلك بحدود 58 كم وكذلك طريق عبر مديرية منعر بحدود 54كم.
وهناك جهود من قبل الأخ المحافظ لإنجاز مشروع إنارة شوارع مدينة الغيضة بتمويل من وزارة النفط.
======