أطفال اليمن وجنرالات العدوان

 

منيب السائح

شهد تاريخ العديد من بلدان العالم مظالم كانت أشد وقعاً من مظالم احتلالها من قبل الغزاة والمحتلين، وهذه المظالم هي مظالم الكذب والنفاق وتزييف الحقائق إلى درجة تحويل السفاحين والمجرمين والعملاء والمرتزقة والخونة إلى “أبطال” ، وتحويل أصحاب الأرض والأبطال والوطنيين والمضحين والشهداء إلى “عملاء” و”خونة”.
هناك أمثلة عديدة في تاريخ شعوب العالم على هذا التزوير والتزييف وطمس الحقائق، وهي أمثلة لا عد لها، ويمكن تلمس مثل هذا التزييف الوقح والصلف في يومنا هذا وفي جغرافيتنا التي نعيش فيها، فتحول سفاحو “داعش” والنصرة من الإرهابيين والتكفيريين إلى “ثوار” ، وتحول داعموهم من أصحاب مشاريع الفتنة إلى أصدقاء للشعوب، بينما تحول المقاومون والجيوش الوطنية التي تقارع جيوش الظلام ، إلى ميليشا وإرهابيين.
من أكثر الأمثلة إيلاما والتي تؤكد مظلومية الشعوب الرافضة للعدوان والطغيان والعبودية هو مقاومة الشعب اليمني البطل للهجمة الظالمة التي يتعرض لها منذ أكثر من أربع سنوات، من قبل أكثر الأنظمة تخلفا ورجعية واستبدادا وإجراما وفرعونية في العالم، ومن بين هذه الانظمة يمكن الإشارة إلى السعودية والإمارات و”إسرائيل” وأمريكا أو التي مازالت توغل في سفك دماء أطفال ونساء وشيوخ اليمن دون رادع إنساني أو أخلاقي أو ديني.
تعرض الشعب اليمني الفقير الأبي لأبشع عملية تزوير وقلب للحقائق، حيث ألصق طواغيت الأرض من أصحاب المال والسلاح كل فظاعاتهم التي مارسوها في اليمن بأبناء الشعب اليمني الأصيل، فلم يتوان المعتدون ومرتزفتهم عن قتل الاطفال والنساء ، وفرضوا حصاراً خانقاً من البر والبحر والجو على الشعب اليمني، وتدمير مطاراته وموانئه، وقصف وحرمان اليمنيين من الماء والدواء والغذاء، وإبادة البنية التحتية التي بناها الشعب اليمني على مدى عقود طويلة، خلال هذه السنوات الاربع، وقصف رياض الاطفال والمدارس والمساجد والافراح والمآتم والشوارع وخزانات الماء والمزارع والدواجن والمستشفيات، فانتشرت الأمراض والأوبئة، وأخذت تفتك باليمنيين وفي مقدمتهم الاطفال، وخطفت المجاعة عشرات الآلاف من النفوس الطاهرة، وأخذ الجوع يهدد حياة اكثر من عشرين مليون إنسان لا ذنب لهم إلاّ انهم رفضوا أن يكونوا تابعين أذلاء لاذناب أمريكا والصهيونية العالمية.
في عملية التزوير الفظيعة حاول تحالف الشر أن يلصق كل تلك الجرائم بأبطال اليمن من رجال حركة أنصار الله والجيش واللجان الشعبية، مستعينا بأخطبوط ضخم من الفضائيات ووسائل الاعلام التي تكتم على الناس أنفاسهم، بفضل عائدات النفط والغاز الضخمة، وبفضل إعلام أسيادهم في أمريكا و“اسرائيل” والغرب بشكل عام، ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فقد تمكنت قوة الحق التي يمتلكها الشعب اليمني من أن تكشف للعالم عملية التزوير وتوضح الحقيقة عندما رأى العالم أجمع بالصوت والصورة ضحايا هذه الحرب الظالمة على اليمن، وهي إشلاء الاطفال الممزقة بصواريخ امريكا والغرب “الذكية” ، والهياكل العظمية للأطفال التي لم يترك لها الجوع من قوة حتى على التنفس.
ليس فقط مآسي أطفال اليمن فضحت قوى الشر والعدوان، بل قتلى المعتدين على يد أبناء الشعب اليمني البطل، ذلك أيضا فضح قوى الشر، فكل هؤلاء القتلى هم من العسكريين السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم من الداخل والخارج، في الوقت الذي تقصف فيه طائرات العدوان، التي تنطلق من قواعدها وتعود إليها بتوجيه الرادارات والاقمار الصناعية الأمريكية بصواريخها الحديثة- أطفال ونساء اليمن، وآخرها جريمة قصف الباص المدرسي الذي اعتبرته السعودية هدفا عسكريا مشروعا، وذهب ضحيته عشرات الاطفال في أعمار الزهور. ترسل حركة أنصار الله طائرة مسيرة تنفجر فوق عرض عسكري في قاعدة العند الاستراتيجية والشديدة التحصين في لحج، وتقتل ليس الاطفال والنساء والمدنيين، بل كبار مرتزقة العدوان من الجنرالات والعسكريين أمثال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء سالم عبدالله النخعي، ونائبه اللواء صالح الزنداني، واللواء محمد صالح طماح قائد الاستخبارات العسكرية اليمنية، ومحافظ لحج اللواء عبدالله التركي، ووكيل المحافظة صالح البكري، وقائد معسكر العند اللواء محمد جواس.
إن هوية الشهداء الذين يسقطون جراء القصف العشوائي لطائرات وصواريخ العدوان، وهوية القتلى الذين يسقطون من جانب قوى العدوان ومرتزقته، بفضل مقاومة أبناء الشعب اليمني كانت بمثابة الضربة القاضية التي نزلت على كل عمليات التزوير التي مارستها دول العدوان خلال السنوات الأربع الماضية.

قد يعجبك ايضا