السودان سلة غذاء العالم تشهد ثورة جياع

 

محمد صالح حاتم

في بلد ٍيعرف بسلة غذاء العالم، نظراً لخصوبتها وما تمتلكه من مقومات اقتصادية زراعية كبيرة تجعل منها دوله مكتفية ذاتيا ً،فهي تمتلك 175مليون فدان صالحة للزراعة، و102 مليون رأس من الماشية، وتصنف كواحدة من الدول التي تمثل المخزون العالمي في إنتاج الحبوب والقمح الى جنب استراليا وكندا، ولكن رغم هذه المقومات فإن أبناء الشعب السوداني يموتون جوعا ًوتصنف السودان من أفقر دول العالم، فشبح المجاعة يطارد أبناء السودان، وما تشهده هذه الأيام من مظاهرات واحتجاجات شعبية تعرف بثورة الجياع، ًبسبب موجة الغلاء التي تشهدها المواد الغذائية الأساسية ومنها رغيف الخبز الذي شهد ارتفاعا في قيمته، وأصبح المواطنون السودانيون يتقاطرون في طوابير طويلة ولعدة ساعات بهدف الحصول على رغيف الخبز، وكذا ارتفاع الضرائب والذي اثقل كاهل المواطن السوداني، الذي خرج مطالبا ًبتوفير رغيف الخبز .
فالشعب السوداني شعب كريم وأصيل، شعب أعطاه الله أرضاً واسعة وخصبة تختزن في باطنها ثروات معدنية كثيرة ومقومات اقتصادية زراعية كبيرة، تجعل منه شعباً مكتفياً ذاتياً، وكذا لو تم زراعة الأراضي السودانية بالحبوب والقمح لأكل معظم سكان الوطن العربي إن لم يكن كلهم، ولكن للأسف الشديد فإن السودان الشقيق البلد المعطاء والخير، سلة غذاء الوطن العربي والعالم لم ينعم بالخير والأمن والاستقرار لم ينعم بخيرات بلاده بسبب الصراعات والحروب الأهلية لتي شهدها لعدة سنوات بين الشمال والجنوب والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من ابناء السودان، والتي انتهت بانفصال الجنوب عن الشمال ،وكذا حرب دارفور التي لم تحل الى الآن، وشهدت السودان خلال سنوات الحرب الأهلية مئات المجازر والجرائم الإنسانية، والاغتصابات والمقابر الجماعية، والسبب هو نظام البشير الدكتاتوري والذي أصبح مطالباً لمحكمة الجنايات الدولية، لارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية، فالنظام السوداني بقيادة الجنرال عمر البشير الذي يحكم بقوة العسكر، هذا النظام الدكتاتوري لم يستغل خيرات السودان، بل عمل على المحافظة على كرسي الحكم وانتشار الفساد في مؤسسات ودوائر الحكم السودانية، نظام البشير الذي قام بتجنيد مئات الآلاف من الجنجويد في الحروب الأهلية، لقتل ابناء السودان في الجنوب والشمال وفي دارفور ، ولم يكتف هذا النظام بما قام به من حروب وقتل ودمار في السودان، وهو ما جعل من السودان بلدا ًفقيرا ًتفتك بأبنائه المجاعة ويتحولون الى لاجئين ونازحين في عدة دول ينتظرون المساعدات والإغاثات من المؤسسات والمنظمات الدولية ،بل أن هذا النظام لايزال يعشق القتل والحروب والمتاجرة بأبناء شعبه، ومنها إرساله لآلاف الجنود من قوات الجنجويد السودانية الى محارق الموت في اليمن والقتال الى جانب قوات تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي، ضد أبناء اليمن، آلاف من السودانيين يشاركون في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، الآلاف من الجنجويد تبتلعهم صحراء وسهول وجبال اليمن وذلك مقابل ملايين الدولارات يستلمها نظام البشير من السعودية والإمارات.
وعلى الرغم مما شهده السودان من حروب ومشاكل داخلية منذ سنوات ولا زالت كان وراءها النظام السعودي، وهو الداعم والممول لها، وهو الذي يعمل على تنفيذ مخططات ومشاريع الصهيونية العالمية في المنطقة العربية.
واليوم، فقد حان الوقت للسودان أن يعيش في عزة وكرامة، وأن ينعم بالعيش الكريم، ويستثمر ويزرع أرضه، ويستخرج ثرواته، وينعم بالأمن والاستقرار، وأن على البشير وأركان نظامه أن يتركوا الشعب السوداني يختار من يحكمه بإخلاص ووطنية، وأن ثورة الجياع التي تشهدها مدن السوداني لن تتراجع، وندعو أبناء السودان العظيم للحفاظ على وحدتهم وممتلكاتهم العامة وان يمضوا في التغيير الحقيقي المستمد شرعيته من الشعب وأن لا يتركوا للتدخلات الخارجية أن تتسلل إلى أوساطهم، وأن تكون لقمة العيش الكريم والعدل والمساواة والحكم الرشيد غايتهم والهدف من ثورتهم.

قد يعجبك ايضا