بالمختصر المفيد.. المرأة اليمنية 4 أعوام من الصمود
عبدالفتاح علي البنوس
العام الرابع من عمر العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم وحصاره الجائر على بلادنا وشعبنا برا وبحرا وجوا يكاد أن ينقضي، يظل الصمود اليمني هو سيد الموقف ، وهو مصدر الرعب لقوى الغزو والإحتلال ، وتظل المرأة اليمنية أحد أركان وأعمدة الصمود اليمني الأسطوري الغير مسبوق ، حيث ضربت المرأة اليمنية أروع الأمثلة في الصمود والثبات بعد أن جندت نفسها في سبيل الله والوطن ، وبعد أن وقفت إلى جانب أخيها الرجل في جبهات الشرف والبطولة تطبب الجراح وتصنع الغذاء ، وتنشر الوعي وثقافة الصمود والتحدي في أوساط بنات جنسها بضرورة الصمود والثبات والبذل والعطاء وإسناد المقاتلين بالقوافل الغذائية ودعمهم بالمال والمجوهرات وملازمتهن لهم بالدعاء بالنصر والتمكين .
إن صمود وثبات المرأة اليمنية الأم والزوجة والأخت ينعكس على أداء المقاتلين في الجبهات حيث يرفعن من معنوياتهم ويشددن من أزرهم ويمنحنهم عزيمة إضافية للمضي في مسار الثبات والصمود والشجاعة والإقدام ، وهن من يرفدن الجبهات بفلذات أكبادهن بنفوس مؤمنة راضية مرضية دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والعزة والكرامة ، هن شقائق الرجال ، وهن الشركاء لهم في الصمود والإنتصار المرتقب بإذن الله وتوفيقه ، لا ترتعد لهن فريصة ، ولا تنحني لهن هامة ، ولا يرتجف لهن قلب ، ولا يظهرن أي تقاعس أو تذمر أو تهاون ، مادام كل ذلك في سبيل الله وللدفاع عن الوطن وصون العرض والشرف وذودا عن السيادة المنتهكة .
كم سمعنا وشاهدنا الكثير من الأمهات اللواتي دفعن بأولادهن الواحد تلو الآخر للدفاع عن وطنهم (أم هاشم اللاحجي إنموذجا) وكلما سقط شهيدا دفعن بآخر لمواصلة المسار وكلهن ثقة بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها ويدركن جور المظلومية التي يتعرض لها الوطن ، والتي لن ترفع إلا بسواعد المقاتلين الأشداء ، الذين يسقون الغزاة والمرتزقة من خشوم بنادقهم كؤوس المنايا ويذيقونهم البأس اليماني الشديد ، فمن عاش منهم عانق ذرى المجد ، وذاق حلاوة الإنتصار ، ومن ظفر بالشهادة فقد حاز على الوسام الرباني الأغلى وهو وسام الشهادة فضمن بذلك الحياة والنعيم الأبدي السرمدي برفقة الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
بالمختصر المفيد، لا أبالغ إن قلت بأن المرأة اليمنية تمثل أحد عوامل الصمود اليمني بوعيها وصمودها وثباتها ورباطة جأشها وصلابة عودها وقوة إيمانها الذي يتعزز ويترسخ كل يوم لتؤكد للعالم بأسره أنها جاهزة للدفاع عن أرضها وعرضها وسيادة وطنها ولن تقف مكتوفة الأيدي عندما تقتضي الحاجة مشاركتها إلى جانب أخيها الرجل لدحر قوى الغزو والإحتلال السعودي والإماراتي وقطيع العملاء والخونة والمرتزقة وتطهير الوطن من خبثهم وصلفهم وإجرامهم ووحشيتهم الغير مسبوقة على مر العصور .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .