الصحوة العربية والذاكرة الحية
نــوال أحــمــد
الشعوب الحرة لا تشرى مواقفها؛ ولا تبيع حريتها بالأموال؛ ولأن الإرادة هي إرادة الشعوب فإنها هي صاحبة الموقف وهي التي تمتلك القرار؛ الشعوب الحرة القوية هي تلك الشعوب التي تمتلك الإرادة وهي التي بإرادتها الصلبة تكسر هيبة الحكام الفراعنة ؛ كحكام العمالة والنفاق في السعودية التي الذين يعملون لصالح اللوبي الصهيوني؛ السعودية التي اعتدت وبغت وارتكبت أبشع الجرائم بحق المدنيين الأبرياء في اليمن؛ والتي لم تتوان عن سفك الدماء البريئة من الأطفال والنساء؛ وحاصرت شعبا بأكمله من زاده وشرابه ودوائه ؛ السعودية بقيادة بن سلمان الخادم الوضيع لإسرائيل؛ والذي بعقليته الداعشية المتوحشة، قتل الآلاف من أبناء الشعب اليمني وقام بقتل ذلك الصحفي خاشقجي وبتلك الطريقة الوحشية في صورة تنم عن فكر داعشي؛ والقيام بتقطيع الرجل إلى أوصال بمنشار داعش الكبرى؛ وما كانت هذه الجريمة إلا واحدة من آلاف الجرائم التي ارتكبتها السعودية بقيادة امريكا في اليمن؛ والتي قطَّعَت بطائراتها آلاف الأطفال والنساء ولا زالت لليوم وهي تمعن في إجرامها وتوغل في سفك دماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني المظلوم..
اليوم وبعد كل تلك الفظائع والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها وبعد أن تعرت وكُشفت سوأتها أمام الشعوب بأسرها بعد ان سقط القناع عن ذلك الوجه القبيح.. بن سلمان اليوم يريد أن يعيد التلميع والتجميل لصورة السعودية التي بدا قبحها وبشاعة مظهرها امام الخلائق من جديد ؛ ولكنها فشلت وتفشل في ان تظهر للناس بذلك الوجه الذي تريده وتريده لها ربيبة أمريكا إسرائيل.. لأنها قد ظهرت على حقيقتها امام الملأ.. بما فعلته وما تصنعه وبما تحيكه من مؤآمرات لتمييع القضية الفلسطينية؛ وبما تتصنعه من أساليب لسحب باقي الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل ..
فمهما حاولت السعودية بولي عهدها تلميع صورتها البشعة؛ ومهما لطخته بمساحيق مزهنقة لتُجمِل به وجهها؛ فستبقى تلك القبيحة في الشكل والصورة؛ وستظل تلك الشجرة الخبيثة التي زرعتها الأيادي البريطانية لخدمة المشروع الأمريكي لما فيه مصلحة اللوبي الصهيوني اليوم إبن سلمان وبتنسيق امريكي وإسرائيلي يقوم بزيارات للمغرب العربي غير مرحب بها عندما شاهدنا أهلنا في تونس الحبيب أرض الثورة ومنبت الثوار؛ بتلك المواقف الحرة والبطولية في الشجاعة؛ ووقوفهم مع مظلومية الشعب اليمني؛ ورفضهم بقوة زيارة السفاح وقاتل اطفال اليمن والصحافيين؛ عندما شاهدناهم وهم يهتفون بتلك الهتافات القوية التي أسمعت الأصم وهم يرددون (ياسلمان ياسلمان الشعب اليمني لا يهان ) حقيقة موقف صادق لشعب وفي زرع في قلوبنا ووجداننا السعادة ؛ وزرع في أرواحنا اليقين بأن هناك صحوة عربية إسلامية ؛ وبأن الحرية لا زالت في الشعوب؛ وأن الذاكرة العربية حية لم تمت وبأن قضية اليمن وفلسطين حية في ضمائر الكثير من أحرار العالم ..ومن قلب اليمن تهدى التحية محملة بالشكر والعرفان لأحرار تونس ولكل أحرار العالم.