السلام في اليمن.. بين المبادرات الأمريكية ومشروع القرار البريطاني
محمد صالح حاتم
السلام في اليمن أصبح مطلب الجميع ،يمنيين ومجتمعاً دولياً ومنظمات حقوقية وانسانية عالمية، الكل يطالب بتحقيق السلام في اليمن، وذلك بعد أربعة أعوام من الحرب والقتل والدمار والجوع والمرض الذي لحق بالشعب اليمني بسبب العدوان العسكري الذي يشنه تحالف العدوان السعوصهيواماريكي والحصار الاقتصادي الذي يفرضه هذا التحالف الشيطاني، فأصبح ملايين اليمنيين مهددين بين القتل بغارات الطيران وضربات الصواريخ، والموت جوعا ًاو على سرير المرض، وبات اليمن مهدداً بحدوث اكبر كارثة انسانية في العالم.
فهل أصبح العالم والمجتمع الدولي والانساني مقتنعاً بوجوب احلال السلام في اليمن؟ خاصة بعد فشل تحالف العدوان في تحقيق اهداف عدوانه على اليمن عسكريا ً،وفشله في احتلال الحديدة والساحل الغربي، وكذا انكشاف زيف اهدافه وعدوانه على اليمن وبطلان ادعاءاته التي كان يروج لها عبر اعلامه والتي بسببها شن عدوانه فلا شرعية عادت ولا خطر ايراني يهدد أمن المنطقة وجدوه في اليمن !
وبما أن السلام في اليمن أصبح ضرورة لابد من تحقيقها، والكل يسعى الى سبيل ذلك، ومع كثرة الدعوات التي تنادي بتحقيق السلام، وكثرة المبادرات التي قدمت في شأن احلال السلام، اصبح هناك سؤال يتبادر في ذهن كل يمني وهو لماذا مع كل مبادرة امريكية بشأن اليمن نسمع عن مشروع قرار بريطاني؟
فكما نعلم أن مبادرة وزير الدفاع الامريكي جيم ماتيس بشأن اليمن والتي قدمها في نهاية شهر اكتوبر 2018م،ليست الأولى فقد قدم وزير الخارجية الاسبق جون كيري في 25أغسطس 2016م مبادرة احلال السلام في اليمن عرفت بمبادرة كيري، ولكن بعدها بأيام سمعنا ان هنالك مشروع قرار بريطاني لم ير النور، ومات قبل ان يولد ،واليوم نسمع ان هنالك مشروع قرار بريطاني بشأن اليمن، والذي جاء بعد مبادرة ماتيس وزير دفاع امريكا، فهل هنالك تبادل ادوار بين واشنطن ولندن بشأن اليمن ،ام ان كل واحد يبحث عن مصلحته في اليمن، فمبادرة كيري والتي كان من ابرز بنودها تشكيل حكومة وطنية تضم جميع الاطراف بما فيهم انصارالله، انسحاب انصارالله من العاصمة صنعاء، نقل جميع الأسلحة بما فيها الصواريخ البالستية الى طرف ثالث لم يفصح عن هويته، تعمل الحكومة الوطنية على احترام أمن وسلامة وحرمة الحدود الدولية ،وان تحظر نشر الأسلحة في الاراضي اليمنية التي تهدد الممرات الدولية والدول المجاورة، واليوم بعد أربعة اعوام من الحرب والقتل والدمار جاءت مبادرة ماتيس والتي اعلن عنها في مؤتمر البحرين للأمن ،والتي كان ابرز بنودها تقسيم اليمن الى مناطق حكم ذاتي.
فأمريكا بمبادراتها هذه تفصح عن الأهداف الحقيقية للعدوان ،وهي تقسيم اليمن وتفكيك وحدته، وسحب اسلحته ،بحيث يصبح اليمن مقسما ًومجزأً منزوع السلاح، وهدف بريطانيا من مشاريع القرارات هو انها تسعى الى تفخيخ اي سلام في اليمن ،فكما نعلم ان بريطانيا، هي من شرعت القرار 2014 والذي بموجبه اصبحت اليمن تحت البند السابع ،وهي كذلك تريد ان تعيد امجاد الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس، فعلينا الحذر من المبادرات الامريكية ومشاريع القرارات البريطانية، فالكل يسعى الى تحقيق اهدافه وتنفيذ مخططاته بطريقته الخاصة به، فأمريكا وبريطانيا يتبادران الادوار في اليمن، وكذا الحفاظ على مصالحهم والتي لن تتحقق الا بتقسيم اليمن وتجزئته، وهي التي عجز عن تحقيقها بالحرب والعدوان ، والكل يحرص على انقاذ السعودية وتحالفها من المستنقع اليمني الذي وقعت فيه، اما السلام في اليمن فمن اراد تحقيقه فهو يعرف طريقه الوحيد الذي هو وقف الحرب والعدوان وفك الحصار وعدم التدخل في شؤون اليمن وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي يحتلونها ،وترك اليمنيين يحلون مشاكلهم بأنفسهم ويرسمون مستقبل اجيالهم، ويحافظون على وحدتهم وسيادتهم ،بدونها لن يتحقق السلام في اليمن والمنطقة بشكل عام .
وعاش اليمن حراً ابياً والخزي والعار للخونة والعملاء