استمرار الرفض والاحتجاجات الشعبية في مصر ودول المغرب العربي ضد جولة بن سلمان
وسط استمرار التحفظ السعودي على إعلان أسماء الدول العربية التي يزورها ولي العهد، “محمد بن سلمان”، تتصاعد وتيرة الرفض الشعبي، ببلدان عدة محتملة الزيارة، لأسباب في صدارتها اتهامات ترفضها المملكة، بالتورط في مقتل الصحفي، “جمال خاشقجي”، وتدهور أوضاع اليمن.
والخميس الماضي، قال الديوان الملكي السعودي، إن جولة “بن سلمان”، التي تشمل عددا من الدول العربية، دون أن يسمى الدول أو توقيتات الجولة الخارجية الأولى منذ مقتل الصحفي “خاشقجي”، بسفارة بلاده بإسطنبول.
وأنهى “بن سلمان”، جولة للإمارات التقى خلالها ولي عهد أبوظبي، “محمد بن زايد”، وتابع منافسات الجولة الختامية لبطولة العالم لسباقات “الفورمولا 1” هناك، والتقى رئيس الشيشان “رمضان قديروف”.
ورغم أن زيارة الإمارات التي استمرت لمدة 3 أيام، كانت بياناتها الرسمية تتحدث عن قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية، إلا أن قضية “خاشقجي” لاحقت “بن سلمان”، حيث ظهر في صور نقلتها وسائل إعلام سعودية، قالت إنها لأحد أقارب الصحفي المقتول بقنصلية المملكة، يؤيد ولي العهد.
فيما تقول تقارير إعلامية غير رسمية إن جولة “بن سلمان”، ستشمل بخلاف البحرين، التي بدأت مساء الأحد، تونس الثلاثاء فضلا عن مصر والجزائر وموريتانيا، والمشاركة في قمة العشرين بالأرجنتين نهاية نوفمبر الجاري.
وبينما تذهب تونس لأبعد من ذلك بإعلان محامين تقديم دعاوى قضائية لمنع “بن سلمان”، من الزيارة، تقول حركة مجتمع السلم، أكبر حزب إسلامي بالجزائر، إن الزيارة هدفها “الستر” من فضيحة مقتل “خاشقجي”، ومسؤولية المملكة عن تدهور الأوضاع في اليمن.
وفيما رفض معارضون في نواكشوط، أيضا جولة “بن سلمان”، لم تنته معارك الرفض والتأييد لجولة “بن سلمان”، عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ولم تعلق مصر وتونس والجزائر وموريتانيا رسميا على الاتهامات الموجهة لـ”بن سلمان”، من معارضين، غير أن هذه البلاد رسميا تجمعها علاقات بالمملكة، وهناك تحركات لمناصرين للأنظمة لتأييد الزيارة.
تفاصيل الرفض المتصاعد على النحو التالي:
مصر تدين
“الحركة المدنية الديمقراطية” (معارضة/ تضم 9 أحزاب وشخصيات سياسية بارزة)، أعربت عن “شديد امتعاضها” من زيارة “بن سلمان”، للقاهرة، وذلك في بيان بعنوان “لا أهلا ولا سهلا”.
وأرجعت الحركة الرفض إلى كون “بن سلمان”، “أحد مهندسي انتزاع جزيرتي تيران وصنافير المصريتين”، في إشارة للتنازل المصري عنهما قبل عامين، بخلاف اعتبار الزيارة “محاولة لتجميل صورته نتيجة جريمة قتل خاشقجى”.
ووسط صمت رسمي وتأييد مناصرين للنظام للزيارة عبر منصات التواصل في وجه المعارضين، رفض عشرات الصفحيين بمصر، وكذلك حركة رافضة للتطبيع مع (إسرائيل)، في بيانين منفصلين الزيارة لأسباب تتعلق بمقتل “خاشقجي” والتدهور في اليمن، والتطبيع مع تل أبيب.
تونس تحتج
واعتبرت نقابة الصحفيين التونسيين، في بيان، أن جولة “بن سلمان”، ترمي إلى “تبييض سجله الدامي” في قضية “خاشقجي”، فضلا عن انتهاكات في الملف الحقوقي، وعادة ما تنفي المملكة تلك التهم.
من جانبها، قرّرت مجموعة تضم 50 محاميا في تونس، الجمعة، رفع دعوى قضائية استعجالية لدى المحكمة، لمنع زيارة “بن سلمان” لبلادهم، وفق المنسق العام للمجموعة “نزار بوجلال”.
ولفت “بوجلال”، إلى أنهم “سيتخذون أساليب احتجاجية أخرى لمنع الزيارة مع مجموعة الخمسين صحفيا، قد تصل إلى تنظيم وقفة احتجاجية بمطار تونس قرطاج، يوم وصول ولي العهد”.
كما دعا ناشطون تونسيون إلى تظاهرة احتجاجية وسط العاصمة تونس، ضد زيارة ولي العهد السعودي.
الجزائر ترفض
في أول تعليق رسمي، بالتزامن مع جولة “بن سلمان”، أدانت الخارجية الجزائرية، الأحد، بقوة “الاغتيال المريع” لـ”خاشقجي”.
وخلف الإعلان غير رسمي عن هذه الزيارة المرتقبة للجزائر، مطلع ديسمبر المقبل، جدلا في الجزائر خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أطلق ناشطون حملات معارضة لقدومه.
فيما قال رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر) “عبدالرزاق مقري”، السبت الماضي، إن الزيارة المرتقبة لـ”بن سلمان” إلى بلاده خلال هذه المرحلة “لا تخدم صورتها عربيا ودوليا”.
وفي تصريحات صحفية، أضاف “مقري”: “لقد وصل الحد اليوم في السعودية إلى القتل الجماعي في اليمن، وسجن كل واحد يقول كلمة، حتى ولو كانت لطيفة بحق ولي العهد (..) هناك أعداد هائلة من المهددين والسجناء والقتلى وآخرها قضية خاشقجي كما تعلمون”، وهي اتهامات عادة ما تنفيها المملكة.
موريتانيا تقاطع
ونقلت تقارير صحفية موريتانية، أنه تم تحديد 2 ديسمبر المقبل، موعدًا للزيارة التي سيقوم بها “بن سلمان”، إلى نواكشوط، في طريق عودته من المشاركة بقمة العشرين.
وفي مقابل تأييد للزيارة من مناصرين للحكومة، هناك دعوات من شخصيات سياسية وثقافية بنواكشوط لمقاطعة زيارة “بن سلمان” على اعتبار أنها “تبييض لصورته”، وفق وسائل إعلام.
وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية قضية “خاشقجي”، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر الماضي، مقتله داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.
وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء “خاشقجي” قبل أن تقول إنه تم قتله وتقطيع جثته بعد فشل “مفاوضات” لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.