لمرتزقة السودان هل من مزيد ؟!

 

عبدالفتاح علي البنوس

يبدو أن الإغراءات السعودية الإماراتية الممنوحة للسفاح السوداني عمر البشير مغرية إلى الحد الذي يدفعه نحو إرسال المزيد من مرتزقة الجيش السوداني للقتال في اليمن تحت راية السعودية والإمارات مقابل الريالات السعودية والدراهم الإماراتية التي تصرف لهم بالدولار الأمريكي مقابل تضحيتهم بأنفسهم والزج بهم نحو المهلكة من أجل كسب رضا أمريكا والمملكة ، ففي الوقت الذي شبعت فيه الغربان والنسور والكلاب الضالة والدود من جثث قتلى مرتزقة الجيش السوداني الذين سقطوا صرعى في جبهات ما وراء الحدود ، وفي جبهات ميدي والساحل الغربي ، حيث تحولت الكثير منها إلى هياكل عظمية بعد أن تركت جثثهم مرمية في الصحارى والشعاب دونما أدنى حرص من قبل الغازي السعودي والإماراتي على سحبها وانتشالها ، في مواقف تعكس مدى استحقارهم للمرتزقة حتى وهم يقاتلون بالنيابة عنهم وتحت رايتهم ، والمشكلة أن أهالي الجنود المرتزقة من السودانيين يلزمون الصمت والفرجة على الدفع بأولادهم نحو محرقة اليمن والمتاجرة بهم لحساب مصلحة البشير وحزبه رغم المشاهد التي توثقها عدسات الإعلام الحربي لجثث صرعى الجيش السوداني وبعض الأسرى الذين يتعامل معهم السعودي والإماراتي كأحذية لا قيمة لهم يسوقونهم للموت ويتركوهم في ساحات المواجهات وكأنهم جرذان لا قيمة لهم ؟!
منذ الأربعاء الماضي وقوى العدوان تعكف على قدم وساق على نقل مرتزقة سودانيين جدد من معسكر البريقة عبر البحر إلى مدينة الخوخة الساحلية على متن زوارق حربية حيث وصل أكثر من 600مرتزق في سياق عملية تحشيد يبدو أنها تعتمد على مرتزقة السودان لتحقيق أي إنجاز بعد الإخفاق والفشل الذريع للمرتزقة المحليين الذين يطلقون على أنفسهم قوات العمالقة وحراس الجمهورية ، واللافت هنا أن هذه التحركات تأتي متزامنة مع الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي لمدينة الحديدة واطلاعه على الأوضاع هناك ، وسعيه نحو إيقاف العمليات العسكرية فيها وتجنيب المدنيين والمنشآت الحيوية والاستراتيجية أي مخاطر وفي مقدمتها ميناء ومطار الحديدة والمصانع والمنشآت الاقتصادية التي باتت تمثل الرئة الوحيدة التي يتنفس من خلالها الشعب اليمني بعد فرض الحصار على بقية الموانئ والمنافذ من قبل قوى العدوان ، وهو ما يشير إلى رغبة جامحة لدى قوى العدوان ومرتزقتهم بالمضي في مغامرتهم ومقامرتهم الخطيرة تجاه الحديدة وسكانها غير مكترثين بتداعيات ومخاطر ذلك ، ودونما أدنى اعتبار لجهود المبعوث الأممي الرامية تجنيب الحديدة وسكانها ومنشآتها ويلات الصراع والخراب والدمار وإيقاف نزيف دماء الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء .
بالمختصر المفيد، استمرار المتاجرة بالمرتزقة السودانيين والدفع بالمزيد منهم نحو جبهة الساحل الغربي لتعويض الخسائر البشرية التي منيوا بها خلال الفترة الماضية ، يؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك أن البشير غير مبال بمصير جنوده وكأنه باعهم بيعا ولا يهمه إن هم عادوا أحياء أو لم يعودوا فهم في نظره في عداد القتلى ، المهم لديه ما يجنيه من أموال وما يحصده من مكاسب ومصالح خاصة تصب في جانب تمكينه من الترشح للرئاسة السودانية مجددا ، وأمام هذا التحشيد والإصرار السعودي الإماراتي الأمريكي على استمرار معركة الحديدة جاء الرد من أبطال الجيش واللجان الشعبية وأحرار الحديدة الذين عبروا عن ترحيبهم بالمرتزقة السودانيين الجدد إلى محرقة الساحل الغربي التي باتت مقبرتهم داعين لإرسال المزيد والمزيد من المرتزقة فسيجدون ما يسرهم ويريحهم على الآخر ، وسط تأكيدات على أنهم على أتم الجهوزية والاستعداد القتالي لمواجهة كل غاز قذر وكل مرتزق مستحقر ولن تكون الحديدة بفضل الله وتأييده إلا مقبرة لهم ولمن على شاكلتهم وهذا وعد قطعوه على أنفسهم ولسان حالهم على ذلك يقول ( ومن كذب جرب) .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .

قد يعجبك ايضا