في اتجاه الريح!
عبدالله الاحمدي
يعجب العقلاء كثيرا من غباء عيال زائد ودواعش بني سعود الذين كانوا قد صنفوا جماعة إخوان اليمن في خانة الإرهاب، وظلت الإمارات تحارب، أو تلاعب الجماعة في عدن، وتقتل ناشطيها، وائمة المساجد المحسوبين على هذه الجماعة في عدن. والآن تحتضن قادة هذه الجماعة، في لقاء ودي في حضرة المتصهين محمد بن زائد، بعد إقامة طويلة في أحضان ابو منشار الداعشي محمد بن سلمان!!
ترى ما الذي جد على الساحة، حتى يغدق محمد بن زائد كل هذا الحنان على الجلاد اليدومي ورفيقه المكاس عبدالوهاب الانسي؟؟!!
اظن ان محمد بن زائد يئس من مرتزقة الجنجويد، وداعش والقاعدة في تحقيق اي نصر حاسم، بعد ما يقارب الاربع سنوات من العدوان على الشعب اليمني. كما يئس من عصابات طارق عفاش، فاستدعى مرتزقة حزب الاصلاح ليجرب حظه معهم، بعد ان أصبحوا أكثر انبطاحا.
والظاهر ان المتصهين محمد بن زائد يريد أن يعقد قرانا بين طارق عفاش وعبيد عفاش، جماعة الاصلاح، وخاصة الجلاد اليدومي الذي قدم خدمات جليلة عفاش لأكثر من عشرين عاما، وقضى عمره في تعذيب وقتل شرفاء هذا البلد. والمرتزق الانسي الذي كان يعمل جاسوسا لعفاش في اوساط اللقاء المشترك، وكافأه عفاش على خدماته، أرضية في حضرموت باعها أثناء ثورة فبراير بأكثر من نصف مليار ريال.
وسواء جاء اللقاء بطلب من يهود الجمعة، أو من صهاينة الإمارات فالنتيجة واحدة. فالإخوان ينبطحون امام أي قوة. ولا يشعرون بوجودهم الا اذا استقووا بالآخر، لذلك يذهبون في كل الطرق المؤدية الى توفير المال والسلطة. مثلهم مثل اليهود في الشره، والسقوط امام اغراء المال.
المتصهين محمد بن زائد كشف كثيرا من الاوراق، محاولا إغراء الجماعة بالانجذاب اليه، فسلم للجلاد اليدومي مجموعة تقارير ارسلها مخبر ناصري، والتي بلغت اكثر من 450 تقريرا بحسب مقربين من بن زائد، كعربون صداقة بين الإمارات والجلاد اليدومي.
ما يجمع الاخواني والناصري هو شغلة الاستخبار والتجسس، والخسة، فقد كانوا شغالين قرعة في اجهزة استخبارات عفاش. وكان مشهودا لهم بالنشاط، ومازالوا في هذا الجانب شطارا.
عندما تكون السياسة نوعاً من العهر، والسياسيون قواد مواخير، انتظروا الكثير من السقوط القيمي في سلوكيات العاهرات.
في اليمن سقطت كل الجماعات، وكل الادعياء أمام المال السعودي والخليجي، ليس من اليوم، بل منذ عشرات السنين.
حقيقة لا توجد لدى الكثيرين مبادئ. كلهم كانوا يسوقون شعارات للبيع، من المتأسلم الى القومجي الى اليساري، ولا عتب للقلة الممسكة بذاتيتها، ونار المبادئ، ولم تنتحر على مذبح المال المدنس. للامانة كلهم بقايا عفاش، فقد أذلهم وداس على كرامتهم، وحولهم الى متافل يبصق عليها كل العرابيد. يعجب كثيرون من هذا السقوط في اوساط النخب اليمنية التي لم تبق على شيء.
البلد تحت الاحتلال، وتعبث بها القاعدة وداعش وهناك من يقلك شرعية.
لمن يريد ان يؤرخ للاجيال القادمة، فهذا عصر السقوط.
كل النخب سقطت في مستنقع العمالة، ليس فقط قادة الاخوان، فكل القيادات خانت الامانة، وباعت نفسها بلا ثمن وبرخص التراب، وهي اليوم تقبع في مواخير اسطنبول، او شارع الهرم بالقاهرة، او فنادق مملكة داعش، او في الاردن قريبا من اسرائيل.
لا لوم على اليدومي والانسي من العمالة في الظاهر، وعلى سطح الطاولة، فهناك عملاء يعقدون صفقات البيع والعمالة ليلا، ومن تحت الطاولة.
كان العفاشيون يفسدون بحشمة كما قال أحد المرتزقة. أما هؤلاء فيفسدون بعهر، وباسم الشرعية والتحرير والدين والوطن والأمة!!
احد المفكرين قال : ان الوطنية هي آخر ملجأ للأوغاد. في اليمن آخر ملجأ للأوغاد هو الدين. كل القيادات السياسية كانت مستعدة لهذه المرحلة من السقوط الوقح.
الاصلاحيون تبرأوا من اخوانيتهم، قالوا لسنا إخواناً.
والقوميون باعوا قوميتهم من زمان. والاشتراكيون باعوا حزبهم لعفاش ومشايخ الإقطاع منذ دخولهم في صفقة الوحدة الخاسرة.
طيب ومن انتم يا هؤلاء ؟ صارحونا بهويتكم، لا تخدعوا القطيع!!
الظاهر ان مملكة داعش وإمارات العهر تريدان إعادة الروح لعملائها القدامى- اخوان ومؤتمر- الذين اسقطتهم الثورة، ولفظهم الشعب، بعد ان فشلتا في تخليق حثالات أخرى.
وما نعلمه، ويعلمه كل البشر أن الانتقال من حضن الى حضن هو شغل عاهرات الزمن الماضي. اما اليوم فللعهر شروط لا يجيدها هؤلاء المفضوحون.