عواقب الاستهانة بالشعب اليمني.. تقنية الصواريخ الذكية
إسماعيل المحاقري
أكثر من ثلاثة أعوام ونصف مرّت والسعودية ودويلة الإمارات ومن يدور في فلكهما يخوضون حرباً أمريكية بالوكالة على الشعب اليمني لفرض الوصاية عليه والسيطرة على ثرواته ومقدراته.
تنوّعت أساليب القتل والتدمير وتكرّرت محاولات الحصار والتجويع، وفي كل مرحلة تخيب الآمال وتتحطّم المشاريع والأوهام وللأسباب نفسها: رهانات فاشلة وتقديرات خاطئة وتوحش يستبيح كل شيء تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع بلا ضوابط ولا محرّمات.
وسط هذا الواقع المأساوي والإرهاب الأمريكي، قُدِّر لليمنيين أن يخوضوا غمار حرب شعواء لا هوادة فيها، وأن يبتكروا طرقا ووسائل عديدة لمواجهة كل التحديات في سبيل الحرية والكرامة، فكانوا بحق أهل الإيمان والحكمة.
ووفق قاعدة “الحاجة أم الاختراع”، تضافرت الجهود وتكاملت الأعمال في مختلف القطاعات العسكرية للنهوض بالترسانة الدفاعية من خلال تفعيل التصنيع المحلي لكسر موازين القوى المختلة لصالح تحالف العدوان بما يلبي طموحات الشعب اليمني ويعبر عن صموده وتضحياته.
ومتخطية كل العوائق أثبتت القوة الصارخية عملياً أن الإنسان اليمني لديه عقلية فذة، وإبداعه لا تحده الحدود، ولا تنال من عزمه وإرادته النوائب والخطوب.
على وقع حالة التململ لمعسكر العدوان في الساحل الغربي ومن بين الركام، فجرت القوة الصاروخية مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانها هذه المرة امتلاك اليمن تقنية الصواريخ الذكية، فاتحة آفاقا واسعة وواعدة في مجال التصنيع والتطوير الصاروخي من خلال مركز الدراسات والبحوث التابع لها.
وأزاحت القوة الصاروخية الستار عن أول صاروخ باليستي ذكي يعمل بالوقود الصلب أطلقت عليه اسم صاروخ بدر1-P بسرعة تتجاوز سرعة الصوت ثلاث مرات وبدقة عالية بعد أن اختتمت تجربته على مبنى عسكري قصفه تحالف العدوان في وقت سابق. وأظهرت المشاهد والصور التي جرى التقاطها بواسطة طائرات استطلاع وبثها الإعلام الحربي إصابة الهدف بشكل دقيق وفعال ومؤثر وهو ما تم تأكيده وتعزيزه في العملية النوعية التي استهدفت معسكرا للقوات السودانية الغازية في الساحل الغربي.
هذا التقدم النوعي في الأسلحة محلية الصنع، والعمليات التي تنفذها القوة الصاروخية على الدوام بالمشاركة مع سلاح الجو المسير، قلبت موازين القوى فأقلقت الولايات المتحدة وأرعبت النظام السعودي ونظيره الإماراتي، وبالتالي فإن ما قامت به هذه الدول مجتمعة من قتل وحصار ومواكبة للأعمال الميدانية بالشكل الوحشي لم يحرم الجيش واللجان الشعبية من امتلاك هذا السلاح المؤثر بحيث لن يجد العدو موطئ قدم آمناً له في قادم الأيام، أقلها في نطاق هذا الصاروخ الدقيق.
وأمام هذا التطور، قد لا ينكر أحد أن العدوان على اليمن بدأ والقدرة الصاروخية للجيش اليمني كانت خارج الجاهزية بفعل التجاذبات السياسية في الداخل والمحاولات الأمريكية الحثيثة لتعطيلها، كما لا يغيب عن المشهد أنه لم تكن هناك منصة صواريخ يمنية واحدة على حدود السعودية.
اليوم، ونتيجة للطغيان والاستكبار السعودي الأمريكي، أصبح اليمنيون يملكون من الأسلحة المتطورة ما يفاجئ صديقهم قبل العدو، إذ من كان يتوقع أن يمتلك اليمن تقنية الصواريخ الذكية في وقت وجيز وفي هكذا ظروف وأن تكون لديه صواريخ تجاوزت الألف كيلو متر جاعلة من الرياض وأبو ظبي مسرحا للعمليات القتالية؟
إنها وباختصار عواقب الاستهانة بالشعب اليمني والإصرار على سحقه وامتهانه واحتقار انجازاته وإبداعاته انطلاقا من النظرة الاستعلائية التي ينظر بها ملوك وأمراء دويلات الخليج لليمن الأرض والإنسان.