سباق في الفضاء
حمود أحمد مثنى
على مدى السنوات السابقة والى اليوم نسمع أخبار انطلاق رحلات فضائية عديدة لا تعرف معظم البشرية شيئاً عن نتائج أهدافها وماذا حققت!؟ المهم أن هذا المشروع حلم البشرية لازمها منذ هبوط الإنسان السماوي الأول إلى الأرض آدم عليه السلام وعلى مدى حياته الإنسانية في كوكب الأرض ما أنفك الإنسان يتصور وسائل صعود السماء في أساطيره الدينية وإشعاره وتأملاته وأبحاثه العلمية إلى أن بدأ يؤرخ لأول بشري صعد إلى الفضاء الخارجي ثم انتقل إلى مرحلة بناء محطات مأهولة في الفضاء واكتشف أن الأرض تكاد أن لم تكن قد ازدحمت بسكانها وبدأت أحلام الانتقال بالبشر إلى سكن الكواكب الصالحة للحياة وانطلق سباق إرسال مراكب فضائية إلى المريخ وكواكب أخرى، أمريكا وروسيا وأوروبا فشلت أوروبا ونجحت أمريكا إلا أن دخول الصين منافسة لهما أقلق الإنسان الأبيض وهذا يذكرنا بسباق اكتشاف العالم الجديد بين أسبانيا والبرتغال مستثمرين علوم ابن ماجد وتحققت لهم نتائج عظيمة باكتشاف الأمريكيتين واستراليا مكنتهم من الحصول على ثروات هائلة إلا أن ظلمهم أضعفهم فورثهم الفرنسيون والانجليز وبعدهم ورثهم الأمريكيون والسوفيت.
ويتعلم الإنسان من أخطاء استعمار القارات الجديدة عندما فتح مجال الهجرة أمام الخارجين على القانون من المجرمين والمظلومين والمغامرين الأوروبيين ، فقد تم تحديد مقاييس حضارية من قبل المفكرين الغربيين المشرفين على مشروع استعمار الكواكب شرط أن يكونوا من النخبة الإنسانية وبالطبع هؤلاء النخبة هم أمثال الإنسان الغربي وعلى العموم من يريد أيضاً أن يضمن الحصول على فرصة العيش في الكواكب عليه أن يشارك في ميزانية برنامج استعمار الفضاء وبالطبع المشاركة بعشرات المليارات والأمة العربية اعتقد بأنها لن تشارك لأنها لا تمتلك المستوى الحضاري وفق مفهوم وشروط حضارة الغرب وأيضاً لأنها لا تمتلك السيولة المادية بعد حرب (الحرية) التي قادتها أمريكا على العالم الإسلامي الحرب على الإرهاب باحتلال وتدمير أفغانستان والعراق 2001م وثم فوضى تغيير الأنظمة العربية 2011م وتوريط السعودية والخليج في الاعتداء على اليمن 2015م إلا إذا تعلقت بأمل في قلق أمريكا من الصين الطموحة فضائياً والتي تعاني أكثر من غيرها من ازدحام السكان، ويبقى السؤال بسبب الخطيئة وفق العقيدة الكنسية أو الاستخلاف والإعمار وفق العقيدة الإسلامية كان سبب الصعود بالسعي نحو الكمال؟
وكان المعطى في ذلك الكمال هو حضارة الغرب الذي أباد الملايين من شعوب الهنود الحمر واستعبد الملايين من شعوب الزنوج ونهب شعوب آسيا والمعطى الآخر أمامنا على الواقع المادي هو أن الغرب يمتلك التقنية والتكنولوجيا المعقدة ويمتلك مبادرة المشاريع المستقبلية على خلفية إحدى مقولاته، المبادئ تخاطب الضمائر والحقائق تصنع الحياة؟ فان النتائج ستكون كارثية على البشرية والكرة الأرضية .