عن لصوص الحُلْمِ بالثورة !
يوميات الثورة
عبد العزيز البغدادي
أعتقد أن ثورة 26 سبتمبر من أوائل الثورات التي تنطبق عليها مقولة : (الثورات يخطط لها المفكرون ويقوم بها المغامرون ويستغلها اللصوص أو الانتهازيون والفاسدون ) ، ويبدو أن لكل ثورة من هذه المقولة نصيبا ، لماذا ؟ :
لمحاولة تبسيط الإجابة أقول : إنَّ أي ثورة لكي تكون ثورة حقيقية لابد أن يكون لها أهداف نظرية وأن يكون لدى الثوار برنامج موضوعي عملي مدروس لتنفيذ هذه الأهداف على المدى الزمني القريب والمتوسط والبعيد بحيث يستوعب هذا البرنامج كيفية الانتقالات المدروسة من وضع إلى وضع أفضل في مختلف المجالات الحياتية التي قامت الثورة من أجل تغييرها لأن الثورة تعني التغيير نحو الأفضل ،
لهذا لا أرى وجوداً لأي ثورة لا تغير الحال الذي كان موضع التذمر والمعاناة التي أشعلتها إلى الواقع المنشود مجتمعيا والذي بادرت النخبة الثورية إلى الاضطلاع بمهمة الوصول إليه بعد تغيير النظام الذي نذرت نفسها للإقدام على تغييره وتحمل تبعات ذلك !؛
أما مجرَّد الانقضاض على السلطة للاستيلاء عليها والتواؤم مع ركائزها وتقاسم مراكز النفوذ ومحاصصتهم أعمال الفساد الذي صارت له بنية قوية فضل بعض ذوي الغرائز القوية من المحسوبين على الثورة الدخول في مساومات قسمة مراكز السلطة وفق ما يسمونها لغة (المصالح ) ، وهكذا تقع الثورات بسرعة في ما وقع فيه المتسببون في اندلاعها ، وبذلك تفقد الشرعية الثورية مبرر وجودها وهو التغيير نحو الأفضل ويصبح عمل هؤلاء المحسوبين على الثورة عملاً إجرامياً فتنوياً يلبس ثوب الثورة هدفه الاستيلاء على السلطة دون أن يعطيها حقها من العمل الجاد المتشبع بالإحساس بالمسؤولية باعتبار أن أهم مظهر من مظاهر الثورات الجادة هو محاربة الفساد جدياً وليس بإطلاق الشعارات وتشكيل لجان أو هيئات طبق وصايا ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي يديره لوبي دولي هو صانع الفساد والإرهاب وداعمه ومغذيه في البلدان المتخلفة عن ركب امتلاك أدوات البناء والغنية بثرواتها الطبيعية التي لا تمتلكها في واقع الحال ؛
ليس في الثورة الحقيقية محاباة لأصحاب النفوذ وسعي لتحويل الوطن إلى كعكة يتم اقتسامها مع اللصوص الذين توزعوا الأدوار في اليمن مثلاً بين فريقين فريق ذهب إلى دول العدوان على هذا البلد المنكوب بمن يفترض أنهم أبناؤه بحجة دعم نظام شرعية الفساد وفريق ظل يقود عصابات فاسدة في الداخل هدفها التشكيك والمحافظة على أوكار ومراكز الفساد بحجة حماية الجبهة الداخلية والحفاظ على وحدتها أي أن هذه الوحدة مرهون وجودها بالإبقاء على الفاسدين في مواقعهم حتى يعود إخوانهم الذين تحولوا إلى شركة مقاولة في سفك دماء أبناء شعبهم وتدمير بلدهم وتقول تقارير بأن حوالي ستين ألف وحدة سكنية في مصر مسجلة الْيَوْمَ باسم لصوص الدولة اليمنية الذين تم اختطافهم وتهريبهم ليتم إعادة نفاياتهم المزعوم شرعيتها بواسطة ورعاية وتمويل أعتى نظام ملكي في العالم (السعودية) وهذه نسبة ضئيلة من نتاج الأموال المهرَّبة إلى خارج اليمن ومن بين هؤلاء المهربين أو المخطوفين أناس يمثلون في كتاباتهم وتنظيراتهم دور المنتحبين على الثورة والجمهورية والديمقراطية من الرياض عاصمة الثورة والجمهورية ويكتبون عن فاجعة الحديث عن الولاية باعتبارها الجدار الذي سدَّ الطريق أمام أي حوار كما يحملون الحوثيين وحديثهم عن الولاية حد زعمهم مسؤولية احتلال الإمارات لجزيرة سقطرى والموانئ اليمنية وتسابق السعودية مع الإمارات على احتلال محافظة المهرة خوفاً من أن يمتد إليها خطر الولاية !!!.