الثورة نت| الاخبار..
نجحت القوات اليمنية المشتركة، مجدداً، في إفشال محاولة الميليشيات الموالية لـ«التحالف» السيطرة على خطوط إمداد الجيش واللجان ما بين صنعاء والحديدة. وفي وقت كانت تلك الميليشيات ترتدّ إلى المناطق الصحراوية شمال شرقي المطار، كانت فصول جديدة من مجازر رعاتها تتكشّف في مديرية الخوخة، حيث ارتكب الإماراتيون مذبحة مروّعة بحق الصيادين
وكرّرت القوات الموالية لـ«التحالف»، أمس، الحديث الذي كانت ساقته عقب فشل هجماتها الأخيرة على منطقة كيلو 16، من أن الأخيرة أضحت محاصَرة وساقطة نارياً. إذ نقلت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية عن مصادر في تلك القوات أنه «تمت السيطرة على جميع المناطق المحيطة بمثلث كيلو 16»، وأن «الميليشيات المتمركزة في مدينة الحديدة أصبحت محاصَرة من جهات الشرق والغرب والجنوب، ولم يتبقّ لها إلا مدخل واحد فقط، هو خط الصليف الرابط بين الحديدة ومحافظتَي المحويت وحجة». لكن مصادر مطلعة نفت، لـ«الأخبار»، صحة الادعاءات المتقدمة، مؤكدة أن الميليشيات المهاجِمة تراجعت إلى ما وراء منطقتَي كيلو 7 وكيلو 10، وارتدّت إلى المناطق الصحراوية الواقعة جنوب «كيلو 16» (شمال شرقي المطار). وأوضحت المصادر أن الهجوم الإماراتي بدأ فجر أمس من محاور عدة بعد وصول تعزيزات إلى ما تُسمّى «ألوية العمالقة» الموالية لأبو ظبي، مضيفة أن اشتباكات اندلعت في محيط «كيلو 16» لمدة ساعتين، واستُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، من دون أن تسفر عن أي تقدم للميليشيات المدعومة إماراتياً.
غادر مارتن غريفيث صنعاء من دون التوصل إلى نتائج
هذه النتيجة أكدها، كذلك، مصدر عسكري رسمي نفى لوكالة «سبأ» التابعة لحكومة الإنقاذ حديث قوى العدوان عن الوصول إلى «كيلو 10» و«كيلو 16»، معتبراً إياه «نتيجة الفشل الذريع لتلك القوى وعجزها عن تحقيق أي تقدم»، و«محاولة لكسر ثبات الجيش واللجان»، مؤكداً أن «أحرار تهامة جاهزون لتلقين قوى العدوان ومرتزقتها دروساً قاسية، وتحويل الساحل الغربي إلى مستنقع لهم». جاهزية تقابلها قوات «التحالف» بالإمعان في ضرب المدنيين والمرافق المدنية، وآخر فصوله قصف الكلية البحرية في مدينة الحديدة، واستهداف مديرية الدريهمي جنوب المدينة ما أدى إلى مقتل مدنيَين اثنين على الأقل. وفي مديرية الخوخة، جنوب المحافظة، عثر صيادون من أبناء المديرية، أمس، على جثث 17 صياداً كانت قتلتهم القوات الإماراتية الأحد الماضي. ووفقاً لرواية شاهد عيان، هو الناجي الوحيد من المجزرة، فإن قوات بحرية إماراتية اختطفت 18 صياداً من عرض البحر، واقتادتهم إلى إحدى بوارج «التحالف»، حيث أخضعتهم للتحقيق لساعات قبل أن تأمرهم بالعودة إلى قاربهم. وبعد تجمّعهم في القارب، تم استهدافهم بصاروخ مباشر أدى إلى مقتل 17 منهم، وإصابة واحد بجروح، ليعثر رفاقهم لاحقاً على جثثهم، وينقلوها إلى قرية الكدحة حيث ووريت الثرى. وعلّقت حكومة الإنقاذ، على لسان الناطق باسمها وزير الإعلام عبد السلام جابر، على الواقعة، معتبرة إياها مؤشراً إلى أن «تحالف العدوان بات يضع نفسه فوق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وما ارتكابه لهذه الجرائم الوحشية بالتزامن مع تواجد المبعوث الأممي في صنعاء إلا خير دليل على ذلك».
وعلى رغم مغادرة المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، العاصمة اليمنية من دون نتائج، بل وترافق انتهاء زيارته إليها مع تجدد الهجوم على الحديدة، إلا أن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، لا تزال تأمل في أن يفلح ضغط المنظمة الدولية في تجنيب السهل التهامي «كارثة إنسانية». وبحسب مصدر أممي تحدث إلى «الأناضول»، فإن غراندي، التي يفترض أن تكون قد وصلت إلى مديرية باجل في محافظة الحديدة في زيارة هي الأولى من نوعها، ستحاول حشد موقف دولي مناهض للمعركة، لمنع «كارثة ستلحق بواحد من أكثر المجتمعات فقراً». محاولة لا يبدو، إلى الآن، أنها ستفلح في تحقيق هدفها، خصوصاً أن غراندي، ومن تُمثّل، أخفقوا في البدء بتطبيق اتفاق تم توقيعه أخيراً بين الأمم المتحدة وحكومة الإنقاذ على تسيير رحلات جوية طبية للمرضى من أصحاب الحالات الحرجة والمزمنة، كان مقرراً أن تنطلق أمس. وأفادت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ بأن الكثير من المرضى توافدوا، صباح الثلاثاء، من محافظات بعيدة، إلى مقرّ الوزارة بناءً على دعوة وُجّهت إليهم من الأخيرة، إلا أن المنظمة الدولية أبلغتهم بتأجيل الرحلة بعدما امتنع تحالف العدوان عن منحها ترخيصاً.