حلمي وأنا

 

أشواق مهدي دومان

أعشق السّماء بنجومها وشمسها وقمرها وشهبها فكأنّها صفحة معلّم مكتوب في دفتره الأزرق باللون الفضّي والذّهبي معنى الحرّيّة ، حريّة لا أجمل منها ، فمنذ طفولتي زاورني حلم كنتُ به أتمنّى أن أسكن فوق سحاب أبيض ، أو في موجات الضّوء المنسوجة في قوس قزح ، وأكتب بشهادة ميلادي عن بيتي وقد بتُ أسكنه بعيدا عن رائحة السّجّان.
كم كنتُ لأتمنّى أنّ الشّمس ترافقني أمّا ألتف بأهداب أشعتها ، ألتحف بشعاعات الدفء بها في سكرة أمواجك (يا فصل البرد )، كما أعشقه القمر يهمس في أذني : ستعيشين بوجداني في قصري برداء لجينيٍ أزماناً .
وستمرّ عليكِ اللحظات بحبّ وكأنّ الفردوس لكِ وهبّات نسيم ربيعي الأبديّ لكِ وحنان .
يا ذات مساء ، أتمنّى أو أحلم فيه بأن أحيا بجوار الأقمار ، وفي كلّ مكان يرفعنا أو تتسامى فيه الرّوح المثقلة بجراح الأرض الثّكلى بالأوجاع فمن عهدك – قابيل- إلى اليوم لم نجد سوى الأحمر لون المأزومين المهزومين ورموزهم النّحر والذّبح عقيدتهم ، مع قطع وتائن لمشاعرنا المنهوبة تارة والمسفوكة تارات بطريق العدوان .
منذ الأيام الأولى للتّاريخ وفي حبواته لم نجد بني صهيون سوى جندا للشّيطان يوسوس للعالم أن لا نجمة إلّا نجمة يعقوب ففيها الخلد وهي المخبر عنها من ربّ الأكوان المنبوذة ومن يقرب منها فقد عقد مع الشّر عهودا وثّقها الإنسان بصوت الشّيطان المبحوح فلا خير بها ، ولا خير يُنال برفقة شيطان .
منذ اللحظات الأولى لسطوع الشّمس ولمعان نجوم الكون وتلألؤ ذاك البدر وقابيل يستعذب يتفنّن في قتلك – يا إنسان -،
وبداعي الغيرة ،وبالحسد يُذبح شعبي شعب الإيمان .
وبالأحقاد يقتّل أطفال الإيمان ، وقد كانوا أحفاد الأنصار ، من انتصروا لرسول اللّه في ساعات الشّدة والكربة والخذلان.
أطفال اليمن – رسول اللّه – غدا ذبحهم عُرفا لبني زايدوبني سلمان.
أطفال اليمن – رسول اللّه – من عشقوا الشّمس كقلبي حين مضى طفلا بين حناياهم ، عشقوا قمرا ومنازل أنجم لامعة ،وكما روحي ظنّوا أنّ القمر يسير برفقتنا وبأنّ الشّمس تلاحقنا بالدفء ، لكن أُخرجنا من جنّات اللّه ذاك العدوان .
توعّدنا الشيطان بأنّ جهنم سيسكنها معه كلّ مسوخ الكون ،وما أقذر من عربيد يحتسي دماء الأطفال في صعدة أو غزّة أو سوريّا الشّام !
و ما أحقر سكير أعرابيّ يشرب نخب بعيره ، تنصهر بروحه روح الإسرائيلي فيلمز بغداد ، يتوعدها بالنّحر بخنجر داعش في يوم العيد ينحر لا يأبه وكأنّ العالم من خِرفان .
– فيا زمن – لتقف فقد شتّتنا من رسموا خارطة الوطن العربيّ وهم جلّ شياطين الإنس من أحفاد القردة ، فقد كتبونا جسدا عربيّا موسوما باللون الأحمر ، وهو لون دماء بني آدم يتساكبه تحالف أقذر مستقوً، مستكبر ، وهو الأنذل وقد داس أحفاد الأنصار تحالفه ،ورموه كجيف الغاب جثثا وبلا حصرٍ أو عددٍ أو ميزان .
يا زمن : لتشهد أنّ بلون الدم سمّونا يمنا ونطق مسوخهم بالدّم لكلّ الأحرار ، فهنا اسمك يا لبنان كتبوه كذلك بالدّم و جرت في ساحات الشّرف دماء الأبطال من حزب اللّه الشّجعان .
فيا لهفة روحي و يا عشقي لسماوات اللّه، ويا قمري وياشمسي وشهابي أو نجمي ما عدتُ و لا عاد بي القدرة أن أنهض بجناحي المكسور إليكم ، قد كسر جناحي من خان ومن باع ومن ارتزق وتاجر بأرواح البشر و بنى دور دعارة في عدن قد هدم بيوت اللّه وأحرق أقصاه وزخرف نجمة يعقوب ليطبعها صكّا يشتري به رضا الشّيطان .
باعوا الأقصى ، وأرض المسرى الحرمين ، وباعوا وطن الإيمان ، وكلّ مقدّس عند اللّه قد ابتيع وأُرخِص فمتى تستيقظ في روح الإنسان النّخوة وكم شهم في الكون ، ومن هم في الأرض الشّجعان؟
يا طير في الحلم : لتغفُ في عُشّك فوق غصين الزّيتون ، ولتعزف غربتنا في يمن الإيمان ، فلا صوت يسمعنا ولا صوت نسمعه سوى ذاك الهادر من لبنان ، صوت النّصر وحيدا ينصرنا نصر اللّه القائد والإنسان . ، وصوت مسالم من أرض عُمان فتحيّة لعُمان الشّعب وطيب تحايا للسّلطان.
وبقية حكّام العرب علوجِ، أفراخ دجاج مابين عميل وجبان .
يا نصر اللّه لعلّك قلب النّصر و أمّا أحد جناح النّصر فهم الحشد الشعبي و جيش الأسد جناح آخر للنّصر وأمّا روح النّصر فيحيا في روح الأحرار في قائدنا من يمن الإيمان، يا روح النّصر أيا سيّد عبدالملك الحوثي ويا أصل النّصر للعالم، ستظلّ الرّوح مع الجسد يمانياً مصطفّا وحدك كالبنيان.
فرجالك – يا قائدنا – منتصرون ، وهم الموثوق بهم بعد اللّه ، هم العنوان .
فيا طير سمائي : لن أعشق بعد اليوم شموس الكون ولا الأقمار فرجال الله شموسي ، أقماري ، ونجومي وحلمي الأكبر ، وما داموا في وطني فسأحيا حرّة أبد الدّهر إلى أن ألقى الرّحمن.

قد يعجبك ايضا