عبدالجليل الرفاعي
يَا مَن هُدِيتَ إلى وِلَايَة حَيدَرِ
وَأتيتَ فِي عِيد الغَدير الأكبَرِ
لِتقُولَ سَمعَاً للوَصِيِّ وطاعَة ً
سمعا لأمر مِنْ نبِيّ ٍصَادرِ
سَمعَاً رسولَ اللهِ يا خيرَ الورى
فِيمَا تُبَلِّغ ُعَن حَكِيمٍ قَادِرِ
سَمعَاً عَلِيَّا ًيا وَصِيَّ مُحمَّدٍ
يَا نَفْسَ طه فِي الكِتَابِ الطَّاهِرِ
أنتَ الخَليفَة ُوالإمِامُ المُرتَضى
بِالنَّصِّ مِنْ بَحرِ العُلومِ الزَّاخِرِ
وَلَأنتَ بابُ مدينةِ العِلمِ الذِي
يَأتِيهِ كُلُّ مُثقَّفٍ وَمُفَكِّرِ
أنتَ الجَدِيرُ بِحَملِ رَايةِ أَحمَدٍ
لِمَقَامِ أحمدَ مَا سِواكَ بِأَجدَرِ
مَنْ ذَا يَقُومُ مَقَامَ طه بَعدَهُ
إلاَّ أبُو السِّبطَينِ جَدُّ البَاقِرِ؟!
مَنْ عِندَهُ عِلمُ الكِتَابِ وَمَنْ غَدَا
هَارونَ أحمدَ, مَنْ بِهذا يَمتَرِي؟!
وَمَن الخليفة ُللنَّبِيِّ سِوى الَّذِي
نَصَرَ النَّبِيَّ فكَانَ نِعْمَ النَّاصِر؟!
سَلْ بَدرَ والأحزابَ سَلْ أُحُدَاً وَسَلْ
عَن ذِي الفَقَارِ وَدَورِهِ فِي خَيبَرِ
واسألْ حُنينَ عَن الإمَامِ وَسيفِهِ
سَلْ عَن عَلِيّ ٍعبدَ وِدِّ العَامِرِي؟!
وَسَلِ الوليدَ وَعُتبة َبن ربيعَةٍ
وَسَلِ اليَهُودَ ومرحباً عن حيدرِ
اللَّهُ والهادي البشِيرُ يُحِبُّهُ
هذا بِنَصٍّ ثابتٍ مُتَواتِرِ
مَنْ زُوِّجَ الزَّهرَاءَ بَضعَة َأحمدٍ
خيرَ النِّساء وأصلَ أطيبِ عُنصُرِ
وَمَنْ افتَدى خيرَ الأنَامِ بِنفسِهِ
مُتَصدِّيَاً لِجُمُوعِ حِلفٍ فَاجِرِ
مُستهزِئاً بِالمَوت لا يخشى الرَّدَى
مَا ارتَاعَ مِن سيفِ العَدُوِّ الغَادِرِ
مَا فَرَّ فِي كُلِّ الحُرُوبِ وَلَا انثنَى
وَقتَ النِّزَالِ أمَامَ أعتى كَافِرِ
هذا أبُو السِّبطينِ صِنوالمُصطفَى
أَيَعُودُ مِن حَربٍ وَليسَ بِظافِرِ؟!
حَاشَا لِأشجَعِ فَارسٍ خَاضَ الوَغَى
أن لا يَعُودَ بِغيرِ نَصرٍ بَاهِرِ
شَهِدَت لَهُ الأعدا بِشِدِّةِ بأسِهِ
مَنْ ذَا الَّذِي مِن بَأسِ حَيدَرَ يَزدَرِي؟!
مِن صُلبِه جَاءَت ذَرَاري المُصطفَى
واللَّهُ سَمَّى أُمَّهُمْ بِالكَوثَرِ
أبناءُ حيدرَ هم بَنُو خيرِ الورى
ليس النَّبِيُّ محمَّدٌ بالأبترِ
والسَّادَة ُالأعلامُ أربابُ الهُدَى
مِن نَسلِ فاطمة البتُول وحيدرِ
ذريَّة ُالهادي النذير ونسلُه ُ
بِوَلائِهم ننجُو بِيومِ المَحشَرِ
فهُمُ الأمَانُ مِنَ الغِوايَةِ والرَّدى
والتّيهِ في دربِ الضَّلالِ الخَاسِرِ
بَذلُوا النُّفوسَ رخيصة ًمِن أجلِنَا
كي لا نَميلَ إلى طريقِ السَّامِري
كي نستقيمَ على صِراطِ محمَّدٍ
فنفوزَ في الأُخرى بِخيرٍ وافِرِ
أَفَلا نَجُودُ لِأجلِهم بدمائِنا؟
أَفَلا نُبَادِلُهم وَفَاء الأشتَرِ؟
وَنَودُّ قُربى المُصطفى وَنُجِلُّهُم
“إلاَّ المَودَّة” عند كُلِّ مُفَسِّرِ
نزَلت بآلِ البيت أجرَ رِسالةٍ
جَاءَت بِدِينٍ للحيَاةِ مُيَسّرِ
إنَّ الوِلاَيَة فِي الغَديرِ تجسّدت
في نَصِّ آيَاتِ الكِتاب الظَّاهِرِ
وبنَصِّ قَول مُحمَّدٍ بروايَةٍ
مَا ضَلَّ عنها اليومَ إلاَّ مفتري
فاللهُ أكملَ بالولاية دينَنَا
وأتَمَّ نِعمتَه بِأعظمَ مَصدرِ
لا دِينَ إلاّ بالولايةِ إنَّها
أمرٌ مِن الباري لِكُلِّ مُعَمّرِ
فلنشكر الباري ونفرحُ كلَّمَا
نأتي على عيدِ الغديرِ الأكبَرِ
لِنقولَ للدُّنيَا بأنَّا أُمَّة
وَالَت عَلِيَّاً رَغم جَور الجَائِرِ
ومضت بِرَكبِ الآل في سُفُن النَّجَا
خلفَ “ابن بَدر الدِّين”خلفَ غِضنفَرِ
ضِد َّالطُّغَاةِ الطَّامِعينَ تحرَّكت
ثارت على الطَّاغُوتِ والمُتَجبِّرِ
للآلِ نَعشقُ مِن صَميمِ قلوبِنا
ونذودُ عنهم كَابِرَاً عَن كَابِرِ
ذُقنَا الوِلَايَةَ وارتشفنا طَعمَها
فِي حُبِّنَا لِبَنِي النَّبِيّ وَحيدرِ
واليومَ خلفَ ابنِ النَّبِيِّ رجالُنَا
سَارَت تَذودُ عن التُّرَابِ الطَّاهِرِ
وَتُجَرِّعُ الغازي الهزائِمَ في الوَغَى
رَغمَ العتَادِ الضَّخم والمُتَطَوِّرِ
وبرغم تَكثيفِ الغِطَا لِزُحوفِهم
وبرغمِ مَا حَشَدُوا لِكُلِّ مُعَسكَرِ
وبرغم كُلِّ الجَنجَوِيدِ وكُلِّ مَن
لَحِقُوا بطارق والعَجُوز الأحمَرِ
لكنَّهم ذَاقُوا وَبَالَ غُرُورِهِم
والسِّحرُ عَاد على دَمَار السَّاحِرِ
في كُلِّ مَعرَكةٍ يُسطِّرُ جيشُنَا
ولِجَانُنَا نَصرَاً على المُستَعمِرِ
وبِرابعِ الأعوام عَزمُ رِجالِنَا
لا زالَ صَخراً جَلمَداً لمْ يُكسَرِ
لن نَستكِينَ ولن نَذِلَّ لِحلفِهم
لا لن نَلِينَ لِحلفِ نَجدِ الغَادِرِ
ليسَ ابنُ طه مَن يَهابُ قِتالَكُم
ليسَ ابنُ حيدرَ في الحُروبِ بصَاغِرِ
ليسَ اليَمانِيُّ الذي يَخشى الرَّدى
وَهُوَ الَّذي أَعطَى الوَلَاءَ لِحيدَرِ
مهما استمَرَّت حربُكم لِبِلادِنا
مهما فَرَضتُم مِن حِصَارٍ جَائِرِ
مهما تَوَالَت حَربُ أمريكا على
شعبٍ أَبِيّ ٍفي الوَغَى مُتَآزرِ
مهما تَوارَت خَلف أذيَالٍ لَها
شَنُّوا الحُروبَ بِدونِ أيِّ مُبَرّرِ
وعلى بلادي كَشّرُوا أنيَابَهم
مُستهدِفينَ لِكُلِّ حُرٍّ ثَائِرٍ
سَفَكُوا دِمَاءَ الأبريَاءِ وأصبحُوا
يَتفَاخَرُونَ بِكُلِّ فِعلٍ بَربَري
صَبُّوا على أرضِ السَّعيدةِ بُغضَهم
وتقمَّصوا دورَ المُغيثِ النَّاصِرِ
واليومَ بَانَ لِكُلِّ فَردٍ حِقدَهُم
وغدا جَليَّاً واضِحَاً للنَّاظِرِ
فهمُ العَدوُّ وسَوفَ يَلقَونَ التَّوَى
بِيِدِ اليَمَانِيِّ الأبِيِّ الصَّابِرِ
ستذُوقُ أمريكا وبَالَ ضُلوعِها
في الحَربِ مِن جَيشِ ابنِ طه الظَّافِرِ
ستذُوقُ وَيلَاتِ المُؤَامَرةِ التّي
قامَت بِها فِيمِا مَضَى والحَاضِرِ
وبنو سَلُولَ إلى زَوَالٍ فابشِرُوا
بِنهَايَة المُتَعَجرِفِ المُتَهَوّرِ
وعلى يدِ ابنِ المُصطفى وجنودِه
سَيزولُ مُلكُ “ابنِ البَغِيِّ العَاهِرِ”
مُلكُ”ابنِ زايدَ”و”ابنِ سلمانَ”انتهى
والويلُ كُلُّ الويل لِلمُتكبِّرِ
تبّاً لِمَن خانُوا البِلادَ وأصبحُوا
في حُضنِ شيطانِ الحِجَازِ المَاكِرِ
وَالويلُ ثمَّ الويلُ للدَّنبُوعِ مِن
شَعبٍ أطَاحَ بِخَائِنٍ مُتَآمِرِ
والنَّصرُ لِليمَنِ العَظيمِ مُحتَّمٌ
وَعَلى يدِ”ابنِ البَدرِ” لمْ يتأخَّرِ
في ذكرى عيدِ الغديرِ الأغر/ الثامن عشر مِنْ ذي الحجة الحرام /1439هـ .
24 – 25/آب (أغسطس)/2018م
12 – 13 / ذو الحجة /1439هـ