بالمختصر المفيد القوات البحرية … يقظة وجهوزية وفاعلية
عبدالفتاح علي البنوس
القوات البحرية تعلن عن استهداف بارجة رقابة عسكرية قبالة سواحل جيزان، وعلى إثرها قامت قوى العدوان بنقل الجرحى من على البارجة المستهدفة إلى مستشفيات جيزان، هذه العملية النوعية الخاطفة التي تستهدف العمق البحري للسواحل السعودية تأتي بحسب بيان القوات البحرية والدفاع الساحلي ردا على استهداف الصيادين اليمنيين في السواحل والجزر اليمنية من قبل بوارج العدوان والتي تقوم باستهداف كل قوارب الصيد وتمنع الكثير من الصيادين من الاصطياد وهو ما شكل أزمة خانقة لشريحة واسعة من الصيادين الذي يعتمدون على صيد الأسماك في تلبية متطلباتهم المعيشية ، واللافت في هذه العملية أنها تعد الثانية التي تستهدف بوارج العدوان في عمق العدو وعلى مقربة من سواحله في رسالة تحد قوية من قبل أبطال القوة البحرية اليمنية التابعة للجيش واللجان الشعبية موجهة لقوى العدوان التي ظنت بأن السيطرة على السواحل اليمنية وانتهاك السيادة اليمنية على المياه الإقليمية اليمنية مهمة سهلة وأنه ليس في مقدور القوات البحرية اليمنية التصدي لمؤامراتهم ومخططاتهم التي تسعى لاحتلال السواحل اليمنية والسيطرة على ميناء وسواحل الحديدة ، ولكنهم تفاجأوا بأن المعلومات الإستخباراتية التي زودهم بها العملاء والمرتزقة بشأن قدرات القوات البحرية اليمنية لم تكن صحيحة ، فهي معلومات قديمة ، لم تأخذ في اعتبارها التحولات النوعية التي شهدتها القوات المسلحة اليمنية بمختلف تخصصاتها بما في ذلك القوات البحرية في ظل العدوان والحصار ، وتعاملوا باستهانة وسخرية مع تصريحات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي والرئيس الشهيد صالح الصماد بشأن القدرات الدفاعية التي لا يتوقعها العدو التي طرأت على قوة الردع البحرية في مواجهة الغطرسة والإجرام السعودي الإماراتي الأمريكي ، وها هم اليوم يحصدون نتاج هذه السخرية وذلكم الاستهزاء باستهداف بوارجهم داخل سواحلهم رغم الغطاء الجوي المكثف والتحليق المستمر للطيران التجسسي والرقابة البحرية المشددة لحركة الملاحة البحرية ولأي تحركات في البحر ، وما تزال العقول اليمنية تواصل تطوير وتحديث وتصنيع المزيد من وسائل وأدوات الردع الكفيلة بإسقاط مخططات الأعداء وإفشال رهاناتهم التي أثبتت الوقائع والأحداث الميدانية بأنها خاسرة بكل المقاييس وعلى مختلف المستويات .
والشيء الذي لم يفهمه العدو المتغطرس المتعجرف المتسلط بعد قرابة الأربع سنوات من العدوان هو أنه كلما أوغل في صلفه وإجرامه تجاه شعبنا اليمني الصابر الصامد ، وكلما أوغل في استباحة الدم اليمني واستهداف الأطفال والنساء وتضييق معيشة الشعب من خلال المضاربة بالعملة المحلية والقضاء عليها بطباعة مبالغ خيالية دون غطاء نقدي وانعكاس ذلك على القيمة الشرائية للريال اليمني مقابل الدولار والعملات الأخرى ، كلما فتح أمام هذا الشعب العديد من الفرص لتعزيز قوته الدفاعية وتطوير قدراته العسكرية التي لم نكن نتوقع أن نصل إليها في وقت السلم ، فكيف بنا ونحن نشاهدها تتحقق أمام أعيننا في ظل العدوان والحصار ، وكلما فتح الله الأبواب المغلقة أمام العقول اليمنية للإبداع والإنجاز الذي بات مصدر رعب وهاجسا يؤرق مضاجع اليهودية السعودية وبعران الإمارات وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان الذين ظنوا عند بدء العدوان على بلادنا أننا سنستسلم في الأسابيع الأولى وسرعان ما سنرفع الرايات البيضاء ونعلن تسليمنا بولاية سلمان اللعين ونجله المهفوف الرجيم .
بالمختصر المفيد، القوات البحرية اليمنية والدفاع الساحلي هي الدرع الحصين الحامي للسواحل والمياه الإقليمية اليمنية ، وعملياتها النوعية في المياه الإقليمية اليمنية وداخل العمق البحري لسواحل العدو السعودي هي الرد العملي على همجية ووحشية العدوان تجاه الصيادين اليمنيين والتي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة ، وكان من الضرورة بمكان الرد عليها بكل حزم وقوة ، وإذا لم تتوقف هذه الجرائم والانتهاكات السافرة التي تطال الصيادين ومرتادي المياه الإقليمية اليمنية ، فلينتظروا المفاجآت التي من شأنها كسر شوكتهم وتمريغ أنوفهم وإيقاف اعتداءاتهم الهمجية وجرائمهم الوحشية التي لم يسبق لها مثيل من ذي قبل .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .