خالد عوض موسى
أولياء الطاغوت هم أولياء الشيطان وأولياء الشيطان هم حزبه الذين استحوذ عليهم فصاروا جنودا له وأولياء..
هؤلاء كانوا ومايزالون وسيظلون يسعون سعيهم ويكيدون كيدهم ويعقدون تحالفاتهم ويمررون مؤامراتهم الهادفة لإطفاء نور الله ومحاربة دينه والنيل من قدسية قرآنه المجيد وتشويه الرسالة الإلهية السماوية العادلة والسمحة التي أوحاها الله تعالى إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا التشويه والتآمر والحقد يقع على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية والإسلامية التي تزعم أنها عربية إسلامية وتدعي بأن دستورها ومرجعيتها الإسلام والقرآن والرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكذلك يحصل على مرأى ومسمع من الشعوب لا سيما علماؤها ومفكروها وكتابها ودعاتها وخطباؤها ومثقفوها الذين ليس لهم موقف جلي وصريح ممن يسرون ويعلنون المودة والولاء لليهود والنصارى (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)الممتحنة.
يرى أبناء الإسلام بأم أعينهم السعي الحثيث والجاد والمتواصل لدول الكفر والاستكبار في العالم بغية رد المؤمنين عن دينهم وطمس هويتهم الدينية من الوجود وإضعاف ولائهم وخلخلة عبوديتهم الخالصة لله وحده وتفريغ عباداتهم وشعائر دينهم من المعاني السامية والدلالات الحسنة والأسرار العظيمة التي لأجلها شرعت وفرضت نرى كثيرا -ممن يتزيون بزي العلم والفهم والمعرفة والحرص على عرى الإسلام وأحكامه ومحكماته – عند المنح وفي الرخاءينظرون ويتكلمون وينتقدون ويقيمون ويضعون النظريات لكن القليل منهم جدا هو الذي يصدع بالحق وينطق بكلمة العدل والفصل والفرقان عند المحن والمؤامرات والمخططات الاستعمارية التي تسعى دول الكفر لتنفيذها وغزو الأمة بها وجعلها واقعا مفروضا لا مناص منه وكأنه لا خيار للشعوب العربية والإسلامية إلا القبول والرضا بالواقع والتماهي والذوبان معه مهما كانت خطورته وعواقبه الوخيمة على مستوى الدين و الدنيا والآخرة وكأن الهيمنة والوصاية العالمية والغزو والاستعمار والاحتلال قدر مقدور وقضاء محتوم وهو ليس كذلك أبدا ويقينا وحاشا ربنا أن يقدر هذا أو يرضاه أو يرضا عمن يرضى به ويقره ويروج له ويتماهى معه ويذوب فيه طلبا للسلامة أو الحظوة لدى الملوك والسلاطين والزعماء أوميلا للراحة في الدنيا وهروبا من تحمل المسؤولية والتكليف والمواجهة مع قوى الطاغوت وأنظمة النفاق والعمالة التي ارتكست في مشاريع الأعداء وانغمست في مؤامراتهم وتولتهم حتى النخاع وتسعى هذه الأنظمة لا سيما النظام السعودي لأن يرتكس كل عربي ومسلم في ذات المشروع والمخطط الصهيوني كما هو مشاهد بالعيان وموثق بالصوت والصورة وهذا ما أشار إليه القرآن عنهم بقوله: فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ …. (89) وهكذا نرى مسارعة ممن في قلوبهم مرض لاسترضاء وطلب ود اليهود والنصارى واستجابة لأقاويلهم ودخول في تحالفاتهم التي تسعى للقضاء على الإسلام وتفكيك وحدة المسلمين وإبقاءهم تحت هيمنة ووصاية اليهود والنصارى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13) العنكبوت.
لقد صارت الكثير من الأنظمة المسمى عربية وإسلامية تابعة لسبيل الذين كفروا ولا تقطع أمرا دونهم بل نرى ممالك ودولاً وأنظمة وأحزاباً سياسية بعضها إسلامية أو متأسلمة وبعضها قومية ناصرية تزعم الثورية وترفع شعارات الاستقلال ورفض الوصاية والهيمنة والتبعية لكنها في ليلة وضحاها تبيع دينها وتتاجر بها وتدور في فلك اليهود والنصارى وتكون غطاء للمؤامرات ومبررا لشن حروب ضد الإسلام والمسلمين وتحمل عدواة وبغضا شديدين لأبناء جلدتهم وتحمل المودة والمحبة وترفع راية السلام ومبادراته لأكثر الناس عداوة للمؤمنين والمؤمنات كما أنبأ بذلك الحبيب المصطفى وحذر منه بقوله: دبّ إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء، والحسد، والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة للشعر، ولكن حالقة للدين.وقوله محذرا: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً ، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموه، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟
لقد صار اليهود والنصارى في هذا الزمن هم المستشارون لحكام المسلمين ولم يعد للعرب والمسلمين سرا مكتوما لأن كل قراراتهم وسياساتهم ومشاريعهم مكشوفة لدى الأعداء ومرهونة برضاهم وإذنهم كونهم أصبحوا البطانة الصالحة والوفية بنظر الحكام والملوك متجاهلين ومتنكرين ومعرضين عمدا عن النهي الإلهي القرآني الذي يخاطبهم قائلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) غير مدركين ومستوعبين لجلالة البيان وعظمته ولا مبالين بعواقب التفريط بالنواهي الإلهية وهاجرين هجرا قبيحا للآيات المحكمات التي تكشف مدى الحقد والبغض والكره الذي تكنه صدور المشركين وقلوب الكافرين للإسلام وإهله والمنتمين له وهذا ما عبرت عنه القرآن بقوله تعالى: كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)
لا تزال قوى الكفر والشرك والإلحاد والنفاق- وعلى رأس هذه القوى أمريكا و بريطانيا وإسرائيل وغيرهم ومعهم النظام السعودي قرن الشيطان الذي صار خادما لكل المشاريع الصهيونية والصليبية ودمية بيدها وأداة قذرة وخنجرا مسموما في خاصرة وظهر الأمة الإسلامية- لا تزال هذه القوى الشيطانية في حالة استنفار كبير وحركة دؤوبة ليل نهار بغية ثني المؤمنين عن التمسك بدينهم والاعتصام بكتاب ربهم والتنور بهداه وإقامة العدل و الشهادة والحجة على الناس بالوسائل السلمية والأساليب الحكيمة النابعة من القرآن الكريم وسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمكفولة فطرة وقانونا فما تزال ساعية لهدم معالم الدين لإطفاء نور الله وطمس هويته الجامعة ومحاربة حملته المؤثرين ورموزه الصادقين وأعلامه الحقيقيين ودعاته المبلغين لرسالات الله (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف. وقال سبحانه مخبرا ومؤكدا عن الإرادة الكفرية والغاية الشيطانية لأولياء الطاغوت (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)ولأنهم أعلنوا حربهم الضروس على حملة الدين الأمناء وأهله الأتقياء الذين جعلوا من الحوار والفكر والثقافة والعرض للدين بالحكمة والموعظة الحسنة الوسيلة الأولى والأصل فلا سبيل لهم بعد أن يواجهوا بالطائرة الحربية والحشود المقاتلة والسلاح إلا أن يعاملوا هؤلاء بالمثل وهذا التعامل منسجم مع فطرة الإنسان بل والحيوان ومتوافق مع القوانين الوضعية العالمية وتوجبه الأوامر الإلهية وجوبا حتى لا يفتتن الناس ويشكوا في دينهم وربهم قال تعالى:وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة.إن قتال ومواجهة المحاربين لنا والساعين لطمس معالم وأسس ديننا في هذا الزمن صار فرض عين على كل مسلم قادر على حمل السلاح لا سيما وقد ظهرت الحقائق وسقطت الأقنعة التي كانت الدول الكافرة وعلى رأسها أمريكا تتستر خلفها فلقد شاهد العالم أجمع الفساد والتدمير والتعذيب الذي مارسته أمريكا وبريطانيا في العراق وأفغانستان والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولقد سمعت آذان من سمعت قول بوش اللعين عندما أعلن الحرب على العراق حين قال:إنها حرب صليبية
ما أشبه الدوافع والدواعي للحروب عند أمريكا والنظام السعودي الطاغوتي المجرم الذي أعلن الحرب على اليمن من أمريكا وباللغة الإنجليزية تحت ذريعة ومبرر الحفاظ على الأمن القومي الخليجي ومنعا للتمدد الصفوي الفارسي الإيراني وحفاظا على الهوية الإسلامية والعربية حسب زعمهم وافتراءاتهم ويصدق على كل من يرمي الشعب اليمني العربي الأصيل بهذه التهم والأكاذيب قول ووصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما أبان عن حقيقية المنافقين بقوله: وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَادٍ وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَادٍ قُلُوبُهُمْ دَوِيَّةٌ وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ يَمْشُونَ الْخَفَاءَ وَيَدِبُّونَ الضَّرَاءَ وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ …… قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلًا وَلِكُلِّ قَائِمٍ مَائِلًا وَلِكُلِّ حَيٍّ قَاتِلًا وَلِكُلِّ بَابٍ مِفْتَاحاً وَلِكُلِّ لَيْلٍ مِصْبَاحاً يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ لِيُقِيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ وَيُنْفِقُوا بِهِ أَعْلَاقَهُمْ يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ قَدْ هَوَّنُوا الطَّرِيقَ وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ وَحُمَةُ النِّيرَانِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ.
ولقد اجتمع لحرب يمننا وأمتنا العربية والإسلامية حزب الشيطان وهم المنافقون الذين يحاربون الأمة من داخلها وينخرون في جسدها المريض ويصبون الزيت على النار ويمارسون العلاقات المشينة ويعقدون الصفقات المذلة ويحضرون المؤتمرات الصهيونية المتآمرة على حاضر ومستقبل الأمة ويجرعون الأمة الويلات ويلبسونها بعمالتهم وتوليهم لليهود والنصارى الأحزان والهزائم والكوارث والمصائب والفقر والبطالة والمرض كل ذلك لأنهم انسلخوا من ولاية الله ورجعوا القهقرى بمودتهم وولايتهم لأشد الناس عداوة للمؤمنين والمؤمنات (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . المجادلة : 14]
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ) ما أكثر المسارعين والمهرولين فيهم وإليهم ممن صاروا عبيدا للدنيا والشيطان (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) وهل نتوقع من أنظمة وممالك استحوذ عليها الشيطان وسيطر عليها أولياؤه خيرا أو نفعا للأمة ونجاة لها
إن آيات القرآن الكريم عندما تتكلم عن غايات ونفسيات ومساعي اليهود والنصارى الشيطانية تهدف من ذلك إلى تحصين كل مسلم من خطر حقيقي ووجودي بين الإسلام والكفر وبين الحق والباطل وبين العدل والظلم الأخيار والأشرار وتريد تلك الآيات أن تستنهض النفوس المؤمنة والقوى الروحية لمواجهة هذا الخطر الذي يمثل وجوده شرا مستطيرا ووباء معديا وداء يهدد الإسلام والقرآن والإنسانية وكذلك فإن خطورة المشاريع الصهيونية الصليبية الشيوعية العلمانية والليبرالية يستدعي بل تستوجب من علماء الأمة ومراكز دراستها وخطبائها ودعاتها أن تأخذ هذه القضية حيزا كبيرا من وقتهم توعية وتدريسا وتذكيرا وبيانا لهذا الخطر الذي عبرت عنه آيات القرآن تعبيرا لا عذر بعده للسكوت أو اللامبالاة وغض الطرف لا سيما بعدما تجلت الحقائق الدامغة وبرزت المؤامرات الخفية وعقدت التحالفات العبرية والعربية والصهيونية والصليبية التي تهدف لإطفاء نور الله وتشويه رسوله وتحريف كتابه المجيد.