الثورة/ إبراهيم الوادعي
رسالة يمنية قوية ثانية الى الامارات لردعها عن الاستمرار في العدوان على اليمن، والمضي في التصعيد العسكري خاصة في جبهات الساحل الغربي حيث تتزعم أبو ظبي رأس الحربة في العمليات العسكرية الدائرة هناك.
تعطيل مطار دبي بشكل مؤقت قد يكون آخر الرسائل اليمنية التحذيرية قبل أن تبدأ عمليات أخرى أكثر إيلاما للإمارات بحسب تصريح الناطق الإعلامي لأنصار الله في دعوته للإمارات بالتعقل والتراجع عن غيها في اليمن.
وقال ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام: قريبا بإذن الله سيجد النظام الإماراتي نفسه أمام حقائق يصعب عليه مغالطتها أو تكذيبها، فيما قال ناطق القوات الجوية اليمنية: إن هناك بنك أهداف متكامل وضعته القوة الجوية في السعودية والإمارات.
قصف مطار دبي بعد أقل من شهر على استضافة الإمارات لرئيس شركة رايثون للصناعات الدفاعية الأمريكية، يحمل أكثر من دلالة:
أولا: إنه بات لدى الجانب اليمني القدرة على إطلاق وتسيير واستدامة إطلاق وتسيير الطائرات بدون طيار اليمنية لاستهداف المنشئات الحيوية اليمنية من الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية رغم الحصار والرقابة الجوية اللصيقة والمتمتع بتقنية عاليه من قبل طيران الاستطلاع والاقمار الصناعية والعملاء على الارض .
ثانيا: يمثل قصف مطار دبي تحدياً واضحاً لواشنطن التي بادرت بإرسال رئيس شركة رايثون للصناعات الدفاعية الأمريكية لطمأنة أدواتها في أبوظبي بأنهم سيظلون في مأمن، وهو ما سيكون محل شك كبير خلال المرحلة القادمة، بالنظر الى أداء منظومات الباتريوت والباك3 ، وكذلك محدودية الأنظمة الدفاعية العالمية أمام طائرات الدرون التي لا تعكس إشارة رادارية واضحة وتحتاج إلى تكامل العنصرين البشري والتقني للمتابعة على مدار الساعة وخلال الاستهداف، وهو ما يعد مستحيلا وفق منظور عملي، ويفرض كلفا باهظة في حال إبقاء منظومات الدفاع الجوي مشغلة طيلة الوقت.
وقد كشفت عملية صماد 3 ضد مطار دبي فشل أنظمة الباتريوت الأمريكية وأنظمة الدفاع التي زعمت أبو ظبي أنها اشترتها من أستراليا للتصدي للطائرات المسيرة، وتلك كانت عملية هزلية لتهدئة المستثمرين.
ثالثا: بحسب ما أظهرته القيادة اليمنية فإنها لا تستخدم سلاحا إلا وقد بات لديها النسخة الأكثر تطورا منه، لإبقاء العدو في دائرة الاستهداف والمفاجئة، وهي لم تعلن عن صماد 2 في استهداف شركة ارامكو في الرياض إلا وقد باتت صماد 3 جاهزة وحاضرة للعمل فاستهدفت مطار أبو ظبي بعد وقت قصير نسبيا، وبالتالي فإن على أبو ظبي التخلي عن سياسة الإنكار والبحث عن مواجهة جمهورها والعالم بشفافية، وفقا لتصريح عبدالسلام فإن ما يحضر للإمارات أنكى من مجرد تعطيل مطار لبعض الوقت.
رابعا: دخول مطار دبي دائرة الاستهداف اليمني سيفاقم من الأزمة الاقتصادية الناشئة في إمارة دبي وانعكست فقدانا لثقة المستثمرين في استمرار ازدهار المناخ الاقتصادي وانهيارا في سوق العقارات بشكل كبير خلال الآونة الماضية، نتيجة عدة عوامل بينها قلق المستثمرين من انخراط حكام الإمارات في أزمات المنطقة، وقرب افتتاح ميناء جوادير الباكستاني ومنطقته الحرة الأفضل من حيث موقعه الجيوسياسي مقارنة بإمارة دبي.
استهداف مطار دبي وهو يصنف كأكبر مطار في العالم من حيث حركة الركاب الدوليين وفقا لأحدث إحصائيات مجلس المطارات العالمي، ويخدم أكثر من 145 ناقلة تسير رحلاتها إلى أكثر من 260 وجهة يضرب في مقتل أحلام حكام دبي في استمرار ريادة دبي للازدهار الاقتصادي في المنطقة، وحصد الأرقام القياسية في أكثر من اتجاه وهو إيذان ربما بأفول حقبة دبي في حال لم يكن هناك حل سحري للخروج من الحفرة التي أوقعت الإمارات نفسها فيها.
خامسا : حمل قصف مطار دبي رسالة عملية داخلية إلى حكام الإمارات الست بأن الرد اليماني قد اكتمل للرد على عدوان حكام أبو ظبي من آل نهيان الماضين في اختلاق الخصومات والأزمات في المنطقة، وعليهم الاختيار بأن يقفزوا من سفينة آل نهيان المستهدفة حتما من أكثر من مكان.
حكام أبوظبي أخذوا بجريرتهم الإمارات الست الأخرى وهي جميعها تحصد ما زرعه آل نهيان، الذين استندوا على مدى ثلاثة أعوام من مشاركتهم في العدوان على اليمن إلى بعدهم الجغرافي في بقائهم بمأمن عن نار الحرب التي أشعلوها في اليمن، وها هي الآن تصل وتحرق أطراف ثوبهم، قصف مطاري أبو ظبي ودبي ليس إلا رسائل البداية وغدا ستأتي على الثوب بأكمله، وأعظم النار من مستصغر الشرر..