من منطلق ” الرحمة بالأسير ” ..!!
محمد أحمد المؤيد
من المعروف أو المسلم به أن الحروب دائما ًلاتنشب بين المتحاربين أو المتقاتلين إلا عندما توجد قضية تستحق التضحية والفداء من أجلها أو الذود عنها , لأن الحروب عادة ما تحمل بطياتها أو بجعبتها الكثير من التضحيات وعلى رأسها الدماء والأرواح , ولذا فلا شك أن من أجبل على القتال أو فضل الخوض في سراديبها أو الولوج في مضمارها أن يكون مستعداً لهذا النزال الذي سيكون فيه إما صاحب ربح أو خسارة , وهذا مايجعله يبذل كل غال ورخيص بل ويجعل من ذلك المستحيل ممكناً وبسخاء لا نظير له , كونه قد دخل في قسمة اسمها : ( ” إما ” ” أو ” ) , وكل ما يقوم به الند أو الخصم في المعركة قد يغطي خفايا مصداقية المتخاصمين من كذبهم وإدعاءاتهم الباطلة والواهية على أسوأ الأحوال، مثلما أنه قد لا يؤثر على القضية التي أعلن الحرب من أجلها ما لم تتناقض مع الكيفية في استخدامها وبما يتناسب والفطرة الإنسانية أو القوانين الإلهية أو البشرية التي لم تهمل هذا الجانب تحديدا ً, كون من يريد أن يدافع عن قضية ما فيجب عليه أن لايغفل أن الأسلوب أو الطريقة التي يقوم بها أو يؤديها في الدفاع عن قضيته هي من تجعل من قضيته تدل إما على مجيئها من مصدر حق وقوة أو على مجيئها من مصدر باطل وضعف , لذا ليس من السهل أن يتصرف المتحاربون بحرية مطلقة بدون شرط أو قيد يحكمهم طيلة النزال فيما بينهم.
أقول هذا الكلام وهناك أساليب مشينة وغير أخلاقية ارتكبت في حق أشخاص يدافعون عن قضيتهم بكل شرف وعزة وكرامة ومن باب الندية للعدو ويقاتلون في ميدان المواجهة والنزال , ولكن عندما أصبحوا أسرى وإذا بالخصوم تقوم تارة بسحل أحدهم وتارة بالتمثيل والسلخ لأحدهم وتارة أخرى وهو ما جرى مؤخرا ً قبيل أيام قلائل وذلك من خلال الضرب والتوبيخ و(الدعس / الدهس) بالنعال على وجه أحد الأسرى من أبناء الجيش واللجان الشعبية لدى من يسمون أنفسهم بـ”الشرعية” ومن ثم رميه بالرصاص الحي على كامل جسده ومن ثم ركله برجل أحدهم من عالي الجبل حتى تهاوى إلى أسفل الوادي من ذلك الجبل , رغم أنه قد أصبح أسيراً والأسير له حقوقه التي أحقها الله ورسوله وكل الشرائع الإلهية و القوانين الإنسانية التي تجرم وتحرم ذلك العمل الجبان والغادر من أناس تدعي الشرعية , والتي إن عبر هذا العمل فإنما يعبر عن دنائة الهدف الذي تسعى من أجله تلك الشرعية , فأي شرعية شرعت العبث بدماء وأرواح الأسرى والمحتجزين , بل ومن سيشرع لهم أو يرضى بقيادة ساقطة تترك جنودها تعمل وتتصرف بهذا الأسلوب أو الطريقة , التي كما ذكرت لكم أنها تحدد مدى مصداقية وأحقية القضية التي يدافعون عنها من عدمه , لأن من يبدو واثقاً من أحقية ونبل قضيته وأنه في طريق الحق والصواب تراه لا ينغمس في وحل السلبيات التي تفضح هدفه وغايته غير اللائقة بقانون الغاب مابالكم ببشر , وليس هذا وحسب بل ويدعون بالشرعية ويدعون بالعروبة وأنهم يدينون دين الإسلام وينتمون إلى بلد الإيمان والحكمة التي نبرأ جميعا ً وكشعب يمني عظيم من أعمال خبيثة كهذه , كونها لاتمثل أبناء وأحفاد الأنصار بل وهي ليست من قاموس أخلاقهم منذ الأزل حتى ولو كنا في خنادق المواجهة ولكن نزالنا نزال الشرفاء وكل عمل مشين كهذا يهز عرش وكيان كل يمني حر أينما كان وكيفما كان وعلى أي وجه أو جهة كان.
الغريب أن مثل هذه الأعمال الشاذة والمقيتة والتي تصدر من شواذ في القوم تتكرر من محافظة يمنية محافظة ومتشبثة بالأخلاق اليمنية الأصيلة , والتي باعتقادي أنها تنفذ هذه الأعمال الإجرامية كي تنال من سكان وأحياء ومديريات المحافظة الأكثر علماً وثقافة وكثافة سكانية في اليمن , الذي نتمنى من أبناء اليمن قاطبة وهذه المحافظة خاصة أن يستنكروا ويرفضوا بشديد اللهجة وعظيم العبارات لأي عمل خبيث ومقيت كهذا وهو بمثابة التبرؤ من أناس بهذا النهج الشاذ والغريب على طباع من هم أرق قلوباً وألين أفئدة وعلى أساس التحذير والوقوف بوجه أي شاذ يقوم بهذا العمل وأن الله وجميع اليمنيين لهم بالمرصاد.
..ولله عاقبة الأمور..