تدخل منافسات كأس العالم روسيا 2018 اليوم مرحلتها النهائية من دور المجموعات حين تنطلق اليوم الاثنين مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات والتي ستحدد آخر المتأهلين في بعض المجموعات فيما البعض الآخر من المجموعات قد حددت متأهليها ولم يتبق سوى تحديد صاحبي المركزين الأول والثاني.
اليوم عند الساعة الخامسة مساءً بتوقيت صنعاء تقام مباراتا الجولة الثالثة للمجموعة الأولى في نفس التوقيت حيث تجمع الأولى منتخبي روسيا والأوروجواي لتحديد متصدر المجموعة فيما يلتقي في الثانية التي تقام في نفس التوقيت منتخبا مصر والسعودية في مباراة تحصيل حاصل بعد أن غادرا المونديال منذ الجولة الثانية ولكن المباراة تهمهما لتحديد ترتيبهما في المجموعة.
روسيا × بلجيكا
روسيا المضيفة بعد أن بلغت الدور ثمن النهائي من كأس العالم للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، تتطلع إلى حسم صدارة المجموعة الأولى عندما تتواجه مع الأوروجواي في سامارا.
فالمنتخبان ضمن تأهلهما إلى ثمن النهائي على حساب ممثلي العرب مصر والسعودية اللذين خسرا في الجولتين الأولى والثانية وودعا النهائيات.
وتأمل روسيا التي دخلت النهائيات على وقع الانتقادات والتخوف من تكرار سيناريو جنوب أفريقيا، المنتخب المضيف الوحيد الذي انتهى مشواره عند الدور الأول عام 2010، في أن تؤكد المستوى الذي قدمته في مباراتيها ضد السعودية ومصر حين اكتسحت الأولى 5-صفر وفازت على الثانية 3-1.
وقلب لاعبو المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف الأمور رأسا على عقب منذ صافرة بداية النسخة الـ21 من المونديال، وخالف المنتخب الذي دخل البطولة كأدنى المصنفين عالميا بين المنتخبات الـ32 المشاركة، التوقعات، لاسيما بعد فشله في تحقيق أي فوز طيلة ثمانية أشهر وسبع مباريات متتالية، وهو أمر لم يحصل في تاريخ البلاد والاتحاد السوفياتي.
وعلى رغم خوضه النهائيات بمنتخب خال من النجوم ويعاني من الإصابات التي دفعت مدافع سسكا موسكو المخضرم سيرغي ايغناشيفيتش (38 عاما) للعودة عن اعتزاله الدولي لمساعدة بلاده، حافظ تشيرتشيسوف ذو الشاربين على هدوئه وتعامل مع الضغط بروح النكتة.
ومن المؤكد أن الإشادات التي تلقاها المنتخب الروسي ستتضاعف في حال نجح رجال الحارس الدولي السابق في تخطي لويس سواريز وادينسون كافاني ورفاقهما في المنتخب الأوروجواني بطل العالم مرتين (1930 و1950).
ويحتاج البلد المضيف للتعادل فقط للبقاء أمام الأوروجواي بفارق الأهداف كون الأخيرة اكتفت بانتصاريها على مصر والسعودية بهدف في كل مباراة.
والمعضلة التي تواجه روسيا وأوروجواي هي هوية المنتخب الذي سيكون بانتظار كل منهما في ثمن النهائي وبحسب السيناريو المنطقي ودون مفاجآت، ستكون بطاقتا المجموعة الثانية من نصيب اسبانيا والبرتغال بطلة أوروبا مع نجمها كريستيانو رونالدو الذي سجل أربعة أهداف في مباراتين.
وقبل انطلاق منافسات المونديال، كان منتخب أوروجواي أبرز المرشحين للتأهل من صدارة المجموعة، خاصة بعد تجاوزه الدور الأول في البطولتين الماضيتين، بينما كانت التوقعات مختلفة بالنسبة للمنتخب الروسي، في ظل حقيقة أنه الأقل تصنيفاً بين جميع المنتخبات المشاركة، إلا أن الفوزين اللذين حققهما الروس وتأهلهما للدور الثاني رفعا من سقف طموحات الجماهير الروسية بشكل كبير ويأملون بتحقيق إنجاز تاريخي، فيما تأهل المنتخب الأوروجواني أسعد محبيه وجماهيره بشكل كبير.
السعودية × مصر
وفي المباراة الثانية يأمل منتخبا السعودية ومصر في تعويض خروجهما المبكر من الدور الأول عندما يتواجهان في مباراة شرفية في فولغوغراد.
وبعد سحب قرعة النهائيات في ديسمبر، استبشر المنتخبان خيرا، خصوصا لغياب منتخب من الوزن الثقيل عن المجموعة كالبرازيل وألمانيا واسبانيا وفرنسا، بيد أن مشوارهما كان سيئا من حيث النتائج ومخيبا إلى حد ما لجهة الأداء.
المنتخب المصري وبعد مباراة مقبولة دفاعيا أمام أوروجواي خسرها في الدقيقة قبل الأخيرة، انهار خلال ربع ساعة في الشوط الثاني ضد روسيا (1-3)، ولم يكن نجمه محمد صلاح العائد من الإصابة قادرا على انتشاله.
أما السعودية فتعرضت لخسارة قاسية عندما اهتزت شباكها بخمسة أهداف نظيفة أمام روسيا قبل أن تتحسن نسبيا وتخسر أمام أوروجواي بهدف، بخطأ من حارسها محمد العويس.
وستكون مواجهة اليوم هي الثالثة بين منتخبين عربيين في تاريخ النهائيات، بعد لقاء السعودية والمغرب في مونديال 1994 (فازت السعودية 2-1)، والسعودية وتونس في مونديال 2006 (تعادل 2-2).
وتتجه الأنظار إلى الحارس المصري عصام الحضري الذي سيصبح في حال مشاركته، أكبر لاعب مشاركة في تاريخ المونديال عن عمر 45 عاما وبقي الحضري في الجولتين الأوليين بديلا لمحمد الشناوي، لكن مع إقصاء الفراعنة، يتوقع أن يلعب ضد السعودية ليحطم رقم الحارس الكولومبي فريد موندراغون الذي شارك في مونديال 2014 عن 43 عاما وثلاثة أيام.
وبعد 12 سنة من الغياب، تأهلت السعودية إلى النهائيات للمرة الخامسة في تاريخها بعد 1994 عندما بلغت الدور الثاني، و1998 و2002 و2006، وفي 15 مباراة حتى الآن، فازت مرتين فقط وخسرت 11 مرة.
وكانت آخر المواجهات بين المنتخبين في البطولة العربية عام 2007 عندما فازت مصر 2-1 في القاهرة.
ورغم أن منتخبي مصر والسعودية غادرا المونديال مبكراً إلا أن الجماهير تتوقّع مباراة تنافسية بالنظر إلى أن طرفيها يتطلّعان لإنهاء المشاركة بنتيجة طيبة بعد النتائج المخيبة في أول مباراتين.
أما حافز المنتخبين لخوض المباراة، فيبدو مفهوماً حيث سيُحاول السعوديون تجنّب إنهاء المشارَكة في المركز الأخير بترتيب المجموعة للمرة الرابعة بينما سيكون فوز الفراعنة هو الأول على الإطلاق لهم في تاريخ البطولة بعد ظهورين مخيبين في نسختي 1934 و1990.
ويبحث المنتخبان من خلال مباراة اليوم عن حفظ ماء الوجه وكتابة ذكرى جيدة في مشوارهما قبل العودة إلى موطنيهما، فنتيجة اللقاء مجرد تحصيل حاصل إلا أن كل منتخب سيسعى فقط إلى تخفيف خيبة آمال جماهيره والخروج بنتيجة إيجابية قبل وداع ملاعب المونديال.
وتشير بعض التوقعات إلى أن مباراة اليوم ربما تكون الأخيرة للمنتخب المصري تحت قيادة كوبر، لكن المدرب الأرجنتيني تفادى الدخول في جدل حول مستقبله.
كذلك ربما يكون مستقبل خوان أنطونيو بيتزي في منصب المدير الفني للمنتخب السعودي، على المحك، خاصة بعد الهزيمة الثقيلة بخماسية نظيفة في المباراة الافتتاحية أمام روسيا، ليتلقى المنتخب السعودي بذلك الهزيمة في آخر خمس مباريات له، بما فيها مبارياته الودية التي سبقت المونديال أمام إيطاليا وبيرو وألمانيا.
ولكن بعد الهزيمة الثقيلة في مباراة الافتتاح، تطور أداء المنتخب السعودي بشكل واضح خلال المباراة الثانية أمام أوروجواي.
وسبق للمنتخبين المصري والسعودي أن التقيا مرة واحدة سابقة في البطولات التابعة للاتحاد الدولي وقد انتهت مباراتهما بفوز المنتخب السعودي 5 / 1 في كأس القارات 1999.
التشكيلتان المتوقعتان
السعودية/ياسر المسيليم، علي آل بليهي، أسامة هوساوي، محمد البريك، ياسر الشهراني، سلمان الفرج، عبدالله عطيف، حسين المقهوي، سالم الدوسري، هتان باهبري، مهند عسيري.
مصر/عصام الحضري، علي جبر، أحمد حجازي، أحمد فتحي، محمد عبدالشافي، طارق حامد، محمد النني، محمود تريزيجيه، عبدالله السعيد، محمد صلاح، مروان محسن.