العيد.. نسمات فرح وباقة فرح
عصام حسين المطري
العيد دعوة صادقة لإعلان الفرح وإظهار السرور والابتهاج والمرح، فهو رخصته من الله العزيز الجبار للإفطار بعد شهر الصيام فنحن في عبادة فرح تقرب من الله العزيز الديان، فشهر رمضان المبارك والفضيل ليس بمفرده شهراً للعبادة وإنما جميع أشهر السنة الهجرية الـ12 هي نفسها أشهر للعبادة بيد أن ربنا المنعم اختصه واصطفاه ليكون شهر الصيام وشهر نزول القرآن .
فالعيد ليس بلبس الجديد فقط وإنما بتعهد قلوبنا بين جوانحنا إذ يشرع ويسن في العيد تصفية القلوب من الضغائن والشحناء والأحقاد وغفران الزلات وإقالة العثرات وإدخال الفرح والمرح بالعطف على أولاد الفقراء والمحتاجين والإشفاق على الأرامل والأيتام وأسر الشهداء وإجزال العطاء لهم كي لا يحسون بعوزهم ولا بمفارقة آبائهم وذويهم.
إننا أمام أجلّ نعمة من النعم وأقدس عبادة من سائر العبادات حيث تظهر معالم الإخاء والوحدة الدينية والقومية والوطنية بين سائر شعوب الأمة العربية والإسلامية وكذلك بين أبناء الوطن الواحد فعلينا في يمننا الحبيب أن نقدم مع نسمات الفرح وباقات المرح ثلة من ألوان الإخاء والوحدة والإحسان إلى الأصدقاء والجيران ورعاية آمالنا في العيش الأرغد تحت سماء الوحدة واللحمة.
فحري بنا في أيام عيد الفطر المبارك والعيد لعام 1439هـ أن نتضرع للخالق عز وجل وندعوة بإخلاص أن يجنب أوطاننا العربية والإسلامية شر الفتن والمحن وأن يجمع قلوب اليمانيين ويوحد بين صفوفنا، ويؤلف بين غاياتنا ومرامينا وأهدافنا كما يجب أن نرفع أيدي الضراعة إلى الملك الواحد الحنان بأن يجمع المفارقين لابنائهم وزوجاتهم عما قريب ونطمئن المجاهدين في الثغور أنهم على ثغرة من ثغار الإسلام ونذكرهم بحديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حينما قال: “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله” ونسأله تعالى أن ينصرنا على أعدائنا.
لقد أطلّنا شهر الصيام فكان ضيفا خفيف الظل وانتمينا جميعا إلى مدرسته الربانية، فتدربنا على التقوى وخبرنا الإخلاص وصدق التوجه إلى الله سبحانه وتعالى الملك العزيز إذ يتوجب علينا أن نجعل جميع الشهور أشهر اً للعبادة فهناك صيام ست من شوال حيث يقول النبي والرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: “من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأما صام الدهر” والدهر هنا أي السنة كاملة فصيام الشهر 30 يوماً بثلاثمائة لأن الحسنة بعشرة أمثالها – وست من شوال بستمائة أي 360 يوماً أي السنة كاملة.
كما يسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر هجري الثالث عشر والرابع والخامس عشر وصيام الاثنين والخميس من كل أسبوع وصيام يوم الوقوف بعرفة وصيام عاشوراء ومخالفة اليهود بصيام يوم قبله أو بعده فالصيام مدرسة ربانية روحانية تؤهل المؤمن للارتقاء بمنسوب ومستوى الإيمان.
فطوبى وألف طوبى لمن أعتقه الله من النار في شهر التوبة والإحسان وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على مايصفون.