محمد النظاري
لو سألت أحد الرياضيين: ما هو اليوم في عدد أيام رمضان؟ قد يعجز عن الاجابة! وأن سألته عن الأحداث العظام التي جرت فيه في الزمن الغابر؟ قد تخونه ذاكرته ! ولكن أن سألته عن أهم حدث سيجري اليوم فيجب بسرعة أنه نهائي دوري الأبطال بين الاسباني ريال مدريد والانجليزي ليفربول.
فعلا مساء اليوم السبت العاشر من رمضان 1939 الموافق 26 مارس 2018، ستلعب المباراة النهائية لابطال اوروبا في العاصمة الأوكرانية كييف..وهو تقليد سنوي ، حيث يعتمد الاتحاد الأوروبي على إقامته سنويا في الثلث الأخير من مايو.
الجماهير الرياضية ستنسى موعد الإفطار الليلة -كل حسب توقيته المحلي- ولكنهم بكل تأكيد لن يغفلوا عن توقيت المباراة، وقد لا يتهيأون للإفطار وأدواته الروحانية كما سيهيئون أنفسهم لإجراء المباراة.
أحد قال لي : انه النهائي الذي لا يتكرر إلا مرة في العام! فأجبته كذلك سيد الشهور لا يتكرر إلا مرة واحدة في العام..ولهذا كما نحرص على تهيئة أنفسنا لحدث رياضي أصحابه في الأساس لا يعرفون عنا شيئاً، فلماذا الغفلة عن حدث رمضان الروحاني الذي فرضه يعرف عنا كل شيء.
بادرني نفس الشخص بسؤاله : هل حرام متابعة النهائي؟ فقلت له : ليس حراما أن نشاهد مباراة في كرة القدم من باب الترويح عن النفس، ولكن الحرام أن نقصر كل التقصير في حق رب العباد ومهتم كل الاهتمام في أحداث بعض العباد.
كل من يشاهد اللقاء الليلة ليسأل نفسه بعض الأسئلة : كم قرأ جزءاً من القرآن ؟ كم صلى ركعات من التراويح؟ كم عمل من أعمال صالحات يرجو بها وجه الله تعالى؟ إن كانت إجابته بصورة إيجابية فعليه متابعة المباراة لانها أصبحت من غير الأساسيات في هذه الليلة ومن باب تسلية النفس.
كثير من المشجعين اعتادوا على السب والشتم والتنبيه والتشبه السيئ، عند كل نهائي، مع أن المشجعين الوطنيين للفريقين يتحلون بروح رياضية أفضل من بعض المشجعين العرب والمسلمين..ولهذا ولأننا في رمضان علينا تهذيب أنفسنا والترفع في وسائل التواصل الاجتماعي عن كل ما يسيء لبعضنا البعض..علينا أن نجعل النهائي بنكهة رمضانية لا أن نجعل رمضان بنكهة كروية أوروبية.
بغض النظر عن الفائز فلن ينقص منا شيئاً لو خسر أحدهما ولن يزيد علينا شيء لو فاز الآخر.. ولكن سينقل من حسناتنا في الشهر الكريم لو خرجنا عن روحانيته واطلقنا العنان الشتائم والسباب وربما العراك لا قدر الله.
الجوائز المالية المقدمة للفائز كبيرة ومغرية وجعلت كل منهما يتنافس ليفوز باللقب، ونحن الصائمون جوائزنا من ربنا كبيرة وأكبر منهم ، ولهذا فعلينا -مثلهم- التنافس على مضاعفة الأجر في رمضان..ففي رمضان الفريضة بس فريضة والعافية بفريضة فيما سواه..ورمضان هو الذي يقودنا إلى النهائي الذي يدخلنا من باب الريان الذي لا يدخله إلا الصائمون … جعلنا الله منهم.
تقبل الله صيام الجميع ومشاهدة ممتعة للنهائي وحظ موفق للفريقين وتقبل طيب النتيجة من مشجعيهما مهما كانت.
Prev Post