أقل ما يمكن تقديمه
حسن حمود شرف الدين
الكثير بل الغالبية العظمى من المواطنين لا يشعرون بمقدار التضحيات التي يقدمها أفراد الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات من أجل إعلاء كلمة الله تعالى ودفع الضرر عنّا نحن المواطنون الذين ننعم بالحياة الآمنة في المناطق التي يؤمنها الجيش واللجان الشعبية.
هل سأل أحد نفسه لماذا باع المجاهدون أرواحهم وذهبوا إلى جبهات القتال دون أن يلتفتوا إلى آبائهم أو زوجاتهم أو أطفالهم.. لماذا ذهب المجاهدون إلى جبهات القتال دون أن يلتفتوا إلى المغريات التي يروج لها قوى تحالف العدوان عبر وسائل إعلامه بأنه آت لتحرير اليمن من مجموعة متمردة على النظام، بأنهم جاءوا ليثبتوا شرعية يعلم الجميع بأنها لم تعد تمتلك أي شرعية وأن الشرعية الحقيقية هي شرعية من يختاره الشعب وأن الثورة الشعبية التي قامت على نظام فاسد مستمرة حتى إقامة دولة حقيقية قائمة الأمن والأمان والاستقلالية والسيادة الوطنية غير المرتهنة لأي قوى خارجية طامعة في ثروات وخيرات البلاد.
ألا يكفي المجاهدون أنهم باعوا أنفسهم وأرواحهم في سبيل الله تعالى، عرضوا بضاعتهم في جبهات القتال فمنهم من تقبلهم الله تعالى ورفعهم إليه شهداءً ومنهم من تقبلهم الله تعالى ونكل بهم أعداءه المتمثلين في اليهود والنصارى ومن حالفهم كالسعودية والإمارات والدول المشاركة في العدوان على اليمن.
ألا يكفي المجاهدون أنهم وهبوا أنفسهم وأرواحهم من أجل حماية بلادنا من احتلال جديد، احتلال لا يفرق بين النساء والأطفال وكبار السن.. احتلال ارتكب ابشع الجرائم في تاريخ الإنسانية بحق الشعب اليمني، إذ هو يستهدف الأحياء والمباني السكنية المأهولة بالسكان فيذهب ضحيتها نساء وأطفال، احتلال هدفه الأول إذلال الشعب اليمني وإعادته إلى حضيرة العبودية، هدفه نهب ثروات وخيرات البلد من المشتقات النفطية والثروة السمكية وغيرها من الثروات التي تستنزف في الوقت الحاضر؛ كون هذه القوى لا زالت محتلة لأهم منابع النفط والسواحل اليمنية.
لا يعرف أحد مقدار التضحيات التي يقدمها المجاهدون في ميادين القتال غير أولئك الذين اكتووا بنار العدوان ونزحوا من مدنهم وقراهم إلى المناطق التي يؤمنها الجيش واللجان الشعبية.. لا يعرف مقدار تضحيات أولئك المجاهدون سوى أولئك الذين يعيشون حالة الذل والهوان جراء تكاسلهم وتقاعسهم عن أداء واجبهم الديني والوطني في الدفاع عن الوطن وسمحوا لقوى العدوان السيطرة على مناطقهم.
اليوم ونحن في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك هل سألنا أنفسنا ماذا نستطيع تقديمه للمجاهدين في مختلف الجبهات؟.. هناك الكثير مما نستطيع تقديمه ابتداء بمشاركتهم في جبهات القتال من خلال دعم الجبهات بالمقاتلين وبالأموال والمواد الغذائية والدوائية مرورا بالدعم اللوجستي المتمثل في المناصرة الإعلامية والتصدي للشائعات التي يطلقها تحالف العدوان عبر وسائل إعلامه وتوعية المجتمع بأهمية التصدي لهذا العدوان وأن نكون يدا واحدة في تعزيز الوحدة الوطنية ولا نسمح لقوى العدوان ومرتزقتهم في الداخل المساس بهذه الوحدة حتى الانتصار.
وهنا أشير إلى الحملة الشعبية للتبرع بالدم لجرحى الجيش واللجان الشعبية تحت شعار “#جاهد_بدمك” طيلة ليالي شهر رمضان الكريم كأقل القليل نقدمه كمساهمة بسيطة منا دعما للمجاهدين في مختلف الجبهات.