المأكولات الرمضانية .. مهنة موسمية للكثير من العاطلين

الثورة/ هيثم القعود

أيام قليلة ويهل علينا شهر الخير والبركات شهر رمضان المبارك الذي يجتمع فيه اليمنيون على مبدأ الرحمة والعطاء ليجسدوا بذلك روح الإخاء والمحبة فيما بينهم خصوصاً وأنهم في شهر فضيل .. لذا يستعد بعض أصحاب المشاريع الصغيرة والمؤقتة لاستغلال هذا الشهر بالعمل الجاد والدؤوب لكسب لقمة العيش الحلال خصوصاً وان الكثير منهم يمرون بظروف اقتصادية حرجة حتمت عليهم البحث عن أعمال بسيطة تساعدهم في تسيير أمورهم المعيشية. ومن هذا المنطلق يستعد العديد من أصحاب المشاريع الصغيرة بعمل أكشاك صغيرة بجانب أرصفة الشوارع لبيع المقليات الرمضانية بالإضافة إلى الحلويات الصنعانية والتي تلاقي سوقاً ورواجاً كبيراً والتمور وغيرها من الاحتياجات التي تتناسب مع الشهر الكريم .. ما استعداداتهم وجاهزيتهم لتك المشاريع وما هي أيضاَ الأسباب الخاصة التي دفعتهم للعمل في شهر رمضان المبارك.. نتابع أدناه:

موسم وفير
يزداد العرض والطلب على المنتجات والسلع الرمضانية بشدة عالية خصوصاً المأكولات الرمضانية التي لها الطابع الخاص والفريد على قلوب الكثير من المواطنين اليمنيين. ومع انتشارها عاماً وراء عام وبكثرة وفرت فرص عمل جديدة لكثير من الشباب الطامحين بفتح مشاريعهم الصغيرة. حيث وبلا شك معظم الأسر اليمنية وخلال هذا الشهر العظيم تفضل الحلويات والمشروبات الصنعانية لما لها من نكهة ومناخ خاص , لذا يستعد الشاب ( أحمد الوصابي) والبالغ من العمر 21 عاما ً وبهمته العالية والقوية بشارع مازدا أن يضع بسطة صغيرة بجانب الرصيف لمدة ساعتين يومياً لاستغلال هذا الموسم وهذا الطلب الكبير.. حيث يعتبر(أحمد) كحد قوله أن هذا المشروع الذي أعتاد وسيعتاد عليه سنوياً أنه يوفر مصاريف العيد له ولأسرته وبعض من مصاريف جامعته الذي يعتبر حالياً طالباً في كلية التجارة والاقتصاد – سنة ثانية.
متعة خاصة
العمل بطبيعته كفاح وإصرار لا حدود له لاستمرارية العيش الحلال الذي يطمح إليه كل مواطن , لكن العمل في رمضان له نكهته ومتعته الخاصة التي لا توصف .. هكذا وصف الإنسان البسيط ( جميل المهنا) العمل وفروقه بين الأيام العادية وشهر رمضان المبارك. (جميل) الذي يعمل في محل خياطة لحباكة الملابس الرجالية بالفترة الثانية التي تبدأ في وقت الظهيرة وتنتهي عند الساعة 10 مساء. حيث قرر ( جميل) في بداية شهر رمضان أن يعمل على توزيع رقائق السمبوسة لأصحاب البقالات ومحلات المواد الغذائية الصغيرة عبر دراجته النارية الخاصة وذلك بمقابل نسبة ربح جيدة تمكنه من تغطية مصاريف رمضان والعيد. حيث يعزم هذا العام من استهداف أكبر كم من المتاجر لتوزيع الرقائق بهدف الحصول على نسبة أرباح عالية.
نظرة دونية
لا يفوت أذان المغرب إلا ورائحة المقليات تجوب الشوارع بمختلف أصنافها ومذاقها اللذيذ. حيث تنتشر تلك المشاريع الصغيرة والمؤقتة الخاصة بالمقليات الرمضانية بكثرة شديدة في جوانب شوارع أمانة العاصمة والمحافظات ككل. ( محمد فؤاد ) واحد من الشباب الذي دفعهم حب ما يقومون به وأكل ما يملي لهم من عرق جبينهم بدون الاستحياء من الناس الذين ينظرون إلى تلك المهن بأنها مهن دونية تنحاز لفئة متدنية من المجتمع. لكنه وبعزم وإصرار فذ سيقرر في بداية الشهر الكريم أن يبدأ بالعمل في تلك المهنة متجاهلاً كلام الآخرين ومؤمناً بأن الدين الإسلامي الحنيف لم يستبعد مهناً للعمل فيها بل شمل كل مهنة شريفة تقوم بخدمة الأمة والبشرية جمعاً. وسيبدأ ( محمد ) بإضافة أصناف جديدة مغايرة تماماً كمصل العام السابق وذلك بغرض المنافسة وتقديمها بسعر أقل وجودة أفضل.

قد يعجبك ايضا